إغلاق المتحف الزراعي للترميم يكشف حقيقة عامين من أزماته المالية وتعرضه للسرقة

الأحد، 28 أبريل 2019 12:00 ص
إغلاق المتحف الزراعي للترميم يكشف حقيقة عامين من أزماته المالية وتعرضه للسرقة
المتحف الزراعى
إيمان محجوب

- مجهولون استولوا على هيكل عظمى لحيوان وحيد القرن النادر   

- عاملو اليومية لم يتقاضوا رواتبهم منذ سبعة أشهر

بعد عامين من الإغلاق للترميم أصبح «المتحف الزراعى» بالدقى مكانا مهجورا محاط بأكوام من الأعشاب الجافة ومخلفات البناء، وهدفا سهلا لسرقة محتوياته الأثرية حيث تم إغلاق المتحف من أغسطس 2017 بهدف ترميمه.

وخلال هذه الفترة تعرض المتحف للسرقة مرتين، ولم تكن هذه الأزمة الوحيدة التى تعرض لها المتحف، فمنذ 7 شهور لم يتقاض العاملون بالمتحف رواتبهم، كما قامت شركة «الفريدة» المنفذة لعملية الترميم بإيقاف أعمالها منذ شهرين داخل المتحف بسبب تأخر وزارة الزراعة فى دفع مستحقاتها المالية.
 
التقت «صوت الأمة» بعض العاملين بالمتحف، ومنهم محمد عبدالله، الذى أكد أنهم لم يتقاضوا رواتبهم منذ 7 شهور بسبب عدم وجود ميزانية للمتحف، موضحا أنهم ذهبوا إلى مكتب الوزير ولم يحدث فى الأمر شىء.
 
محمود عيد، قال إنه يعمل فى المتحف منذ عشرين عاما بنظام «السركى»، وكان يتقاضى فى بداية الأمر خمسة جنيهات يوميا حتى وصل المرتب إلى 1200 جنيه، وأنه بسبب عدم تقاضيه وزملائه رواتبهم تم إهمال الحدائق المحيطة بمبانى المتحف. 
 
فيما أضاف بعض العاملين أن الوزارة بها أكثر من 47 ألف عامل باليومية فى التشجير والحدائق العامة والمتاحف الزراعية والنباتية وحديقة الحيوان.
 فى ديسمبر 2017، كشفت اللجنة المعينة لإجراء الجرد للمتحف الزراعى بالدقى عن فقد 6 قطع أثرية صغيرة من مقتنيات المتحف، ولم تكن تلك هى المرة الأولى التى يتعرض فيها المتحف الزراعى للسرقة فقد تعرض لواقعة سرقة مشابهة فى 4 يونيو 2013، بعدما كسر مجهولون إحدى النوافذ واستولوا على هيكل عظمى لحيوان وحيد القرن النادر من داخل المتحف.
 
وأكد الدكتور محمود عطا، مدير الإدارة العامة للمعارض والمتاحف الزراعية بوزارة الزراعة، أن الإدارة قامت بتقنين أوضاع العاملين باليومية، وأرسلت اوراقهم للمالية وسيتم حل مشكلة الرواتب خلال شهر على الأكثر.
 
وبسؤاله عن توقف الشركة المنفذة من استكمال أعمال الترميم قال: إن الشركة لم تتوقف، بل أضيفت أعمال جديدة إليها مثل عمل غرفة مراقبة مركزية بالكاميرات من داخل وخارج مبانى المتحف، بالإضافة لتعلية الأسوار الخارجية للمتحف وعمل نظام إطفاء حريق مطور.
 
يشار إلى أن المتحف الزراعى تم إنشاؤه لتوثيق ذاكرة مصر الزراعية، ونافذة تطل منها كل الأجيال على حضارة مصر الزراعية، فضلاً عن كونه مركزاً للثقافة الزراعية، وكان المتحف قد أقيم فى سراى الأميرة فاطمة إسماعيل ابنة الخديوى إسماعيل فى حى الدقى، ويمكن اعتبار هذا المتحف ثمانية متاحف لا متحفا واحدا، وتزيد مساحة هذا المتحف على 35 فدانا ويعد أول متحف زراعى فى العالم. 
 
بدأ العمل به فى عام 1930 عندما صدر قرار مجلس الوزراء المصرى فى 21 نوفمبر من عام 1927، وأطلق عليه فى البداية اسم متحف فؤاد الأول الزراعى، ويضم آلاف المعروضات والمقتنيات التى تقدم فى مجملها قراءة تاريخية للزراعة وتطورها فى مصر منذ عصر الفراعنة، كما يمثل المتحف قبلة للعلماء والباحثين فى مجال الأبحاث والدراسات الزراعية والبيطرية والتاريخية.
 
وتوجد بالمتحف مقتنيات ونباتات نادرة بعضها انقرض من الوجود، مثل نبات (البرساء) الذى كان مقدسا عند الفراعنة، ونماذج لآلات زراعية تاريخية مثل المجرش أو آلة طحن الحبوب، التى يعود تاريخها إلى 15 ألف سنة، هذا فضلاً عن الكثير من الصور الفوتوغرافية والأعمال الفنية الزيتية التى تحيلك إلى أجواء الماضى، وتطور الأساليب الزراعية لدى الفلاح المصرى، وأشكال الحياة القروية عبر التاريخ ويتكون المتحف من ثلاثة مبان لمعروضات خصص المبنى الأول للمملكة النباتية، والمبنى الثانى لمعروضات المملكة الحيوانية، والمبنى الثالث يضم المعرض التاريخى للزراعة المصرية منذ عهد ما قبل التاريخ إلى يومنا هذا.

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة