«نعم» أحرقتهم.. وتبنى المستقبل.. محللون سياسيون: سقطت أقنعة المحرضين
الأحد، 28 أبريل 2019 07:00 صأمل عبدالمنعم
مظاهر عديدة لدعوات مقاطعة الاستفتاء على التعديلات الدستورية، منها خروج العديد من الأصوات فى الداخل والخارج من منظمات المجتمع المدنى وعدد من الشخصيات التى حاولت تصدير صورة للمجتمع الدولى بأن الاستفتاء شهد مقاطعة من طوائف الشعب المختلفة، من خلال ترويج الشائعات من جهة أو المزايدات السياسية من جهة أخرى.
وأخذت محاولات إفشال العملية الديمقراطية اتجاهات عديدة بعد ما نشرت الكتائب الإخوانية مجموعة من الصور المزيفة تظهر أفراد القوات المسلحة يوزعون مساعدات تموينية ومواد غذائية على المواطنين، مروجين أن هذه الصور تمت خلال الاستفتاء على التعديلات الدستورية بداية من اليوم الأول للاستفتاء، بهدف تشويه الاستفتاء والافتراء على القوات المسلحة.
وكانت حقيقة الصور يرجع تاريخها إلى يوم السبت 13 يونيو 2015، بالتزامن مع شهر رمضان فى هذا العام، حيث سعت القوات المسلحة لتوزيع مواد غذائية إبان الشهر الكريم على أهالى إمبابة.
وللرد على هذه الشائعات أنشأت الهيئة الوطنية للانتخابات مرصدا إعلاميا منذ دعوة الناخبين للتصويت فى الاستفتاء، تكون مهمته متابعة كل وسائل الرعلام المرئية والمقروءة والمسموعة، والرد على كل ما ينشر أو يكتب أو يذاع خطأ عن الاستفتاء.
فشل دعوات مقاطعة الاستفتاء على التعديلات الدستورية أصاب جماعة الإخوان بالإحباط واليأس، بعد التزاحم على صناديق الاقتراع على التعديلات الدستورية، فى أجواء احتفالية مبهجة على وقع الأغانى الوطنية، وأقبل المواطنون على التصويت بكثافة فاقت التوقعات، لاستكمال بناء الدولة والتنمية.
وكذلك تصدر هاشتاج «اعمل الصح نازلين لمصر»، قائمة الأكثر تداولا على “تويتر”، لحث من لم يشارك فى هذا الحدث الوطنى بالنزول والمشاركة، وكان هذا قبل ساعات من إغلاق باب التصويت فى الاستفتاء على التعديلات الدستورية.
كما شهدت السفارات والقنصليات المصرية فى الخارج إقبالا تاريخيا للمشاركة فى الاستفتاء على التعديلات الدستورية، بينما زينت أعلام مصر طوابير الناخبين فى أوروبا، وكان إقبالا غير مسبوق على المشاركة فى نيوزيلندا وأستراليا والولايات المتحدة، وأدلى المصريون فى الخارج بأصواتهم فى 140 مقرا انتخابيا، وسط تيسيرات كبيرة، وفرتها وزارة الخارجية.
يقول الدكتور سعيد اللاوندى، الخبير فى الشئون الدولية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن إقبال المصريين على استفتاء التعديلات الدستورية أغلق سبل وطرق المقاطعة، وأكد أنها لا تؤثر من قريب أو بعيد.
وأكد اللاوندى، فى تصريحات خاصة لـ«صوت الأمة»، أن المواطن المصرى العادى رجح فكرة أن يقول “نعم”، موضحا أن قول “نعم” ليس للرئيس أو لمصر بينما “نعم” للأمن والأمان والاستقرار.
ولفت للموقف الإيجابى للمصريين فى الخارج وإقبالهم الممزوج بالسعادة لمشاركتهم وتلبية مطالبهم بأن يكون لهم دور سياسى فى الاستفتاءات، مؤكدا أن عدم الاستجابة للمقاطعة أكبر دليل على فشل دعوات الجماعة الإرهابية.
وأضاف اللاوندى، أن مصر فى حاجة إلى استكمال الإنجازات التى تمت فيها مثل إصلاح الطرق والكبارى، والعاصمة الإدارية، واستصلاح الأراضى، وقناة السويس الجديدة، وكلها أشياء لا يمكن أن يرفضها أى إنسان عاقل، ولذلك كلها دعوات مخربة لا يمكن أن يستمع إليها.
وأكد الدكتور طارق فهمى، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة القاهرة والجامعة الأمريكية، أن رغبة المواطن فى المشاركة السياسية قضت على فكرة المقاطعة بالرغم من الإعلام المكثف المعادى لمصر طوال الأيام الأخيرة، موضحا أن أفكار الإخوان والتيارات المعادية لم يعد لها أى حضور أو وجود فى الساحة المصرية، وثبت أن مخططهم مكرر وأن الإعلام التحريضى غير واقعى ولا يؤدى إلى أى نتائج.
ويرى فهمى، أن التركيز على التحريض الإلكترونى تم من خلال مواقع التواصل الاجتماعى والميديا والقنوات الموجهة، مؤكدا أنها أصبحت غير مؤثرة، وبالتالى فإنها لن تؤثر فى الانتخابات التشريعية القادمة 2020، ولا فى جميع الاستحقاقات السياسية.
وأكد أن ما جرى فى هذا الاستفتاء مؤشر جيد على عدم وجود خطاب مؤثر سياسيا أو إعلاميا من تيارات جماعة الإخوان، وكذلك أجهزة المعلومات والمخابرات الخارجية القطرية والتركية بل تؤدى إلى نتائج سلبية.