«نعم» أحرقتهم.. وتبني المستقبل
هزيمة ثلاثية لدعوات المقاطعة والإخوان وإعلام أهل الشر
الأحد، 28 أبريل 2019 12:00 معادل السنهوري يكتب:
- المصريون يكتبون شهادة وفاة لأسطورة «مهنية الإعلام الغربى» وقدسية الهاشتاج
- مجلس النواب ينتظر القوانين المكملة للتعديلات الدستورية
بالورقة والقلم وبحسابات الانتخابات والاستفتاءات التى شهدتها مصر طوال تاريخها الحديث والمعاصر، فقد جاء الاستفتاء الأخير على التعديلات الدستورية هو الأكبر من حيث الإقبال والمشاركة وثانى أكبر مشاركة بعد الانتخابات الرئاسية فى 2014.
الصورة لم تكذب وقالت كل شىء، وما شاهدناه وشاهده العالم معنا منذ يوم الجمعة وحتى يوم الاثنين الماضى هو صورة مدهشة ومبهرة للمصريين فى الداخل والخارج، تضاءلت أمامها كل نظريات علم النفس والاجتماع، وعكست طبيعة الشعب المصرى الحضارية والتاريخية على مر العصور، الشعب الذى لا يفهمه أحد حتى الآن ولم يسبر أغواره ومكنونه الثقافى والحضارى، فهو شعب ضد العناد.. صلب ضد الهزائم وسهام اليأس والإحباط.. قوى ضد الشائعات وحروب الأكاذيب.
كل ما شاهدناه هو «عين الحقيقة»، فالشعب سطّر ملحمة بطولية كبيرة بخروجه وزحفه بالملايين أمام لجان الاستفتاء فى كل قرى ونجوع ومدن ومحافظات مصر، بطولة كست طول الوطن وعرضه بلون البهجة والفرحة والإصرار والعزيمة على استكمال ملحمة البناء والتنمية والأمن والاستقرار.. فاستحق الإعجاب والتقدير والاحترام والانحناء أمام إيمانه وثقته بوطنه وقيادته.. فعلت الأصوات «هنكمل المشوار».
التاريخ سيقف طويلا لدراسة سيكولوجية هذا الشعب الذى صبر وثابر وتحمل بإباء وعزة وكرامة حتى يبقى الوطن مستقرا قويا، ولم تهزمه الشائعات والأكاذيب ودعوات المقاطعة.
ما شاهده العالم هو معجزة مستمرة لمعجزات الشعب المصرى الذى لا تقهره الظروف ولا يعرف اليأس طريقا إلى نفسه.. هكذا قالت الصورة والأرقام.
وجاءت الأرقام هى عنوان الحقيقة، فقد شارك فى الاستفتاء 27 مليونا و193 ألفا و593 ناخبا بنسبة 44.3 %، ووافق 23 مليونا و416 ألفا و741 ناخبا بنسبة 88.8 %، فيما صوّت بعدم الموافقة 2 مليون و945 ألفا و680 ناخبا بنسبة 11.7 %.
عند قراءة الصورة بعد الأرقام لا بد من الوقوف عند عدد من المشاهدات وعدة حقائق، نرصد منها:
أن زحف الشعب المصرى بالملايين إلى لجان الانتخابات قد أوقع ثلاث هزائم محققة بأعداء الخارج والداخل.
هزمت الطوابير السوشيال ميديا ودعوات المقاطعة الشرسة، فجاء الرد صادما والصفعة قوية والفرحة طاغية، فالمشاركة فى الانتخابات أصبحت ثقافة لدى الشعب بعد أن تطور الأداء فى إدارة العملية الانتخابية إلى مستوى عالمى وقد يفوق دولا كثيرة.. فقد قطعت مصر أشواطا كبيرة فى تطور إدارة العملية الانتخابية.
الهزيمة الثانية هى هزيمة إعلام الإخوان فى قطر وتركيا.. هزيمة ساحقة، فقد ضاعت المبالغ المالية المخصصة لأكثر من 7 آلاف رسالة إعلامية موجهة ضد الاستفتاء بكل ما تعنيه الدعاية السوداء وحروب الجيل الرابع، ووفقا للتقديرات فقد أنفق إعلام الإخوان من قطر وتركيا نحو 300 مليون دولار لإعداد أسوأ حملة دعائية ضد الاستفتاء على التعديلات الدستورية.
الهزيمة الثالثة هى هزيمة الإعلام الغربى، الذى تورط للأسف فى عملية التشنيع ونشر الأكاذيب والتقارير الملفقة ضد مصر وضد الاستفتاء والاعتماد على بيانات ومعلومات كاذبة من طرف معادٍ وكاره لمصر ولشعبها ولرئيسها.. كان من المحزن أن تتورط صحف بريطانية وأمريكية عريقة كنا نظن أنها مقياس للمهنية والمصداقية، لكنها سقطت فى بئر الانحياز المهنى والسياسى، وهو سقوط مستمر منذ ثورة 30 يونيو.. ولكن يبدو أن لغة المال والتمويل والبيع هى التى تتحدث وتنطق بها سطور هذه الصحف والمجلات التى كنا نحسبها عريقة ومهنية.
على الجانب الآخر التزمت الصحافة والإعلام المصرى فى أغلبه بالحياد فى تغطية الاستفتاء، وأعلت من الأداء المهنى، فى المتابعة الميدانية للاستفتاء، وفى كثير من المعالجات المتعلقة به، وتجنبت عوامل الاستقطاب، الأمر الذى ساهم فى توسيع قاعدة المشاركة الإيجابية من جانب المواطنين.
الدور الإيجابى الذى ساهمت به الجهات المختلفة، فى دعم الأداء الصحفى، ومنها الهيئة الوطنية للانتخابات، التى سهلت تقديم التصاريخ اللازمة للمتابعة الصحفية، وكذلك قوات الشرطة والجيش، التى عملت على توفير البيئة الآمنة، لممارسة الأداء الصحفى، وللمشاركة فى الاستفتاء.. وتحمل الصحفيون مشقة المتابعة الميدانية، على مدار ثلاثة أيام لتنوير الرأى العام، ونقل الصورة الحقيقية عن حدث مهم، يمثل استحقاقا دستوريا للمواطنين.
الاستفتاء كان معزوفة عالية المستوى أدى فيها الجميع دوره المطلوب وبمهنية شديدة سواء من قوات الأمن والهيئة العليا للانتخابات، ثم جاء دور الشعب العظيم فاستمع العالم إلى لحن المستقبل الذى قرره الشعب المصرى باختياره وبإرادته الحرة.
تحية لهذا الشعب الذى بات يستحق المزيد من الهدايا وفى المقدمة منه المرأة المصرية، التى أبهرت العالم بخروجها بكثافة إلى اللجان، وللشباب وللعمال فى كل مكان، فقد أثبتت الأرقام والمشاهد أن الشعب هو المُعلم وهو البطل.. وهو المنتصر دائما.