دفاعا عن رئيس جامعة القاهرة ضد كتائب الإخوان
السبت، 27 أبريل 2019 01:30 م
الخلايا النائمة لجماعة الإخوان الإرهابية ما زالت تعشش داخل أماكن كثيرة فى مصر، أخطرها الجامعات والمؤسسات الحكومية، إذا كان ما كشف عنه القيادى الإخوانى السابق والمنشق عن الجماعة من وجود أكثر من 300 ألف إخوانى متوغلين فى الجامعات والوزارات والهيئات الحكومية، صحيحا، فالأمر خطير للغاية، لأن الدودة ما زالت فى جذر شجرة وقاعدة المجتمع، وتحتاج إلى علاج فورى، والحكايات كثيرة والروايات مثيرة.
ما حدث مع الدكتور محمد الخشت، رئيس جامعة القاهرة، خلال الأيام الماضية يؤكد ذلك.
فالرجل سار على نهج التنوير الثقافى للجامعة، واستضاف مفكرين وأدباء وفنانين، واشتعلت قبة الجامعة بحفلات عمر خيرت وكبار المطربين بحضور آلاف الطلبة، ومرت فى منتهى الاحترام والالتزام والهدوء.
لكن للأسف، منذ حفلة المطرب محمد حماقى فى جامعة القاهرة الأسبوع الماضى ورئيس الجامعة يتعرض لحملات غير طبيعية وغير مفهومة بالرغم من نجاح الحفلة وحضور أكثر من ٧٠ ألف طالب وطالبة بالمجان.
من وراء هذه الحملات المغرضة؟ هل إعلان الدكتور محمد الخشت سداد المصروفات عن الطلاب غير القادرين هو السبب؟ وهل هذا الإعلان يحسب له؟ أم يحسب عليه؟! أليس دعمه لهؤلاء الطلاب هو أحد أهداف التعليم فى الجامعة، ودور رئيسها من منطلق تربوى وإنسانى؟ أم أن التعسف معهم وإعمال القانون بلا قلب وروح هو الأنسب؟
هل موضوع درجات الرأفة فى الحالات التى تغير نتيجة الطالب من «راسب» إلى «ناجح» فى السنوات النهائية أمر جدير بالتقدير والاحترام من الدكتور الخشت؟ أم أن الطالب تضيع من عمره سنة واثنتان من أجل مادة واحدة؟! علاوة على أن رئيس الجامعة أعلن القرار بعد موافقة مجلس شئون التعليم والطلاب.
لكن يبدو أن هذه القرارات الإنسانية لم تعجب خلايا الإخوان داخل الجامعة، وقنواتها الخارجية والكتائب الإلكترونية، فهاجمت رئيس الجامعة، بل طالبت بإقالته، لأنه أصدر قرارات تيسر على الطلاب بصفته أبا لهم قبل أن يكون رئيس جامعة، واعتبرت خلايا الإخوان وأذرعها الداخلية والخارجية هذه التيسيرات لحشد الطلاب إلى التصويت على التعديلات الدستورية.
الحقيقة أن «الإخوان» الإرهابية، والموالين لها، انزعجوا من حالة الاستجابة العالية من حشود الطلاب التى بلغت سبعين ألف طالب لهتاف رئيس الجامعة بـ«تحيا مصر» رمز الدولة الوطنية الذى أطلقه رئيس الجمهورية، وهى حالة غير مسبوقة فى جامعة القاهرة أن يطلق جمع طلابى- بهذا العدد- هتاف «تحيا مصر».
وللأسف انساق البعض وراء هجوم الإخوان، دون تبين للمقصد من الحشد الطلابى غير المسبوق، وهو رفع الحالة المعنوية للطلاب ونشر الأجواء الوطنية للتشجيع على المشاركة الإيجابية فى الاستفتاء على التعديلات الدستورية.
ورغم هذا الهجوم انتصر مجلس الجامعة لرئيسها وأصدر بيانا الخميس الماضى يندد فيه بالهجوم على «الخشت»، وقالت جامعة القاهرة، فى بيانها: «وحيث إنها تعمل بشكل مؤسسى، وفى إطار القوانين واللوائح، فإنها توضح النقاط الهامة التالية:
أولا- لاحظت الجامعة عجز عدد من الطلاب ببعض الكليات عن سداد المصروفات الدراسية المقررة قانونا، ولذلك سعت إلى توفير موارد من التبرعات التى وعد بها بعض رجال الأعمال والمجتمع المدنى، ومن صناديق التكافل الاجتماعى لسداد الرسوم عن الطلاب المتعثرين وغير القادرين، ولدى الجامعة رصد كامل لحالتهم الاجتماعية، ولا تشمل تلك الحالات طلاب البرامج الخاصة أو الطلاب الوافدين.
ثانيا- بخصوص ما أثير بشأن إضافة نسبة ٥% درجات للطلاب الراسبين للاستفادة منها فى الانتقال للعام الدراسى التالى أوالتخرج، فإن حقيقة الوضع
بشأن إعطاء درجات رأفة لطلاب السنوات النهائية، توضح جامعة القاهرة، بعض النقاط الهامة فى هذا الأمر، وذلك فيما يلى:
١- إن هذا القرار معمول به فى معظم كليات الجامعة (بموافقة سنوية بقرار متجدد من مجالس الكليات)، ولذلك كان من اللازم تعميمه بقرار واحد لتحقيق مبادئ المساواة والتكافؤ بين طلاب الجامعة، حتى لا يتم إعطاء بعض طلاب الكليات ميزة لا يحصل عليها طلاب كليات أخرى، وإنهاء المعاملة التمييزية لطلاب الجامعة الواحدة فى شأن درجة الرأفة الحدية.
٢- يطبق هذا القرار على طلاب السنوات النهائية.
٣- يؤدى هذا القرار لتغيير حالة الطالب من الرسوب بثلاث مواد إلى الامتحان فى مادتين بدور سبتمبر، أو نقل الطالب من حالة راسب بمادة وبالتالى تأخر تخرجه عاما كاملا بسبب درجة واحدة، إلى خريج، بمعنى ألا يتأخر تخرج الطالب سنة كاملة بسبب درجة واحدة، لا سيما أن عملية التصحيح بها جانب بشرى تقديرى يختلف من أستاذ إلى آخر، ولا يعقل تأخر تخرج الطالب عاما كاملا بسبب درجة واحدة فى مادة واحدة، يوجد فى تصحيحها جانب بشرى.
٤- تحسب النسبة المئوية وهى ٥ ٪ لمادة واحدة فقط لتغيير حالة الطالب، وهى تعادل درجة واحدة فى حالة أن المادة من٢٠ درجة، وخمس درجات فى حالة أن المادة من ١٠٠ درجة، وهكذا.
٥- وافق،على تعميم هذا القرار، مجلس شئون التعليم والطلاب بالجامعة. وسبق لمجلس الجامعة اتخاذ قرارات بهذا واعتمد قرارات بعض الكليات فى الجلسة رقم ١١٦٨ على سبيل المثال.
ثالثا- تؤكد الجامعة، أنها ملتزمة بأجندة المجلس الأعلى للجامعات بشأن الدراسة، فيما يخص طلاب الليسانس والبكالوريوس، كما أن أمر تحديد مواعيد امتحانات الدراسات العليا للفصل الدراسى الثانى بكليات الجامعة، متروك لكل كلية وفقا لظروفها وطبيعة الدراسة التى تمر بها، وبما يحقق مصلحة الطلاب.
رابعا- تؤكد جامعة القاهرة، أن قرار إعفاء طلاب المدن الجامعية من مصروفات الإقامة والتغذية، يتعلق بشهر رمضان فقط، ويأتى فى إطار تخفيف الجامعة عن أبنائها الطلاب، فى ضوء توافر موارد للوفاء بذلك كلما أتيح الأمر.
أخيرا، تؤكد إدارة جامعة القاهرة أنها لن تتأخر فى أى وقت عن اتخاذ قرارات للتيسير عن أبنائها من الطلاب والعاملين وأعضاء التدريس كلما تيسر لها ذلك، وطالما جاء ذلك فى إطار تحقيق العدالة وتكافؤ الفرص».
المعركة مع الإخوان لم تنته، فالخلايا ما زالت نائمة وتستيقظ وفقا للتعليمات من الخارج سواء داخل الجامعة أو داخل مؤسسات وهيئات الحكومة.