منفذ تفجيرات سريلانكا تخرج من مدرسة الإخوان.. شعارت واحدة وأفكار هدامة
الخميس، 25 أبريل 2019 03:00 ممحمود علي
بنظرة قليلة إلى التاريخ، وكتب أبرز المتخصصين في الشئون الإسلامية، نجد أصول الإرهاب الفكرية في عالمنا، منبثقة عن «جماعة الإخوان»، ومن ضمن الوثائق المؤكدة لهذا الأمر هى «أبوت آباد» التي وثقت مراحل نشأة أسامة بن لادن مؤسس تنظيم القاعدة ومدى تأثره بفكر جماعة الإخوان الإرهابية.
بن لادن
ولم تكن وثائق أبوت آباد هى الوحيدة التى تؤكد أن جماعة الإخوان هي المدرسة الكبرى والعالمية للحركات الإرهابية، فالأحداث والتطورات التي يشهدها العالم من عمليات إرهابية، قد تكون دليلا أقوى على أن هذه الجماعة مدرسة تخرج منها الكثير من ذات الفكر الإرهابي، فأسامة بن لادن وأيمن الظواهري لم يكونا أولهما ولن يكونا آخر الخريجين.
حادث سريلانكا لم يكن بعيدًا، فجماعة التوحيد التي حملتها الحكومة السريلانكية رسميًا مسئولية مجزرة عيد الفصح التي استهدفت كنائس وفنادق كبيرة، يتضح من فكرها وخطاباتها إنها خرجت من رحم جماعة الإخوان، مثلها تتخذ من الدين الإسلامي ستارا لها، ومن العمل الخيري مظلة لتمويل إرهابها.
سريلانكا
وتأسست جماعة التوحيد في مدينة كاتنكودي - ذات الأغلبية المسلمة - بسريلانكا عام 2014، متخذة نفس الخطوات والإجراءات التي يتبعها تنظيم الإخوان الإرهابي، متبنية وجهة نظر دعاة التطرف وشيوخ الإرهاب في تربية النشء بتسميم عقول الأطفال بتفسيرات للكتب الدينية بعيدة كل البعد عن الإسلام الصحيح، متزرعة بأن ذلك يتم تحت اسم التربية الإسلامية الصحيحة.
لم يكن فقط تشابه الأفكار وتوارد الطرق والأساليب هو الدليل الذي يثبت تخرج جماعة التوحيد من مدرسة جماعة الإخوان الإرهابية، فتردد زعماء التوحيد على قطر في زيارات متعاقبة لمقابلة يوسف القرضاوي مفتي جماعة الإخوان الإرهاب والقيادي بتنظيم الدولي لها، يكشف مدى العلاقات الوطيدة بينهما، فالصور المتداولة على نطاق واسع في وسائل التواصل الاجتماعي عقب مذبحة الأحد الدامي بين القرضاوي وأحد مؤسسي التوحيد المدعو سلمان الندوي (تفجيرات الكنائس بسيرلانكا) تكشف عن دور القرضاوي في تنامي الفكر المتشدد للمسئولين عن الحادث.
مثلما تستغل جماعة الإخوان المساجد ودور العبادة في الدول المتواجدة بها في إطار العمل السري، لزرع بذور التطرف والتشدد، تأخذ جماعة التوحيد نفس المنهج وتطبقه في سيرلانكا، تحصل على تمويلات خارجية تحت ستار العمل الخيري، رافعة نفس الشعارات الإخوانية التي تدعو إلى مظاهرات غير سلمية تؤدي في النهاية إلى انتشار الفوضى وعدم الاستقرار وتخريب المؤسسات العامة.
المتهم بتنفيذ تفجيرات سريلانكا
وكعادتها لم تراع التنظيمات التي تخرجت من مدرسة الإخوان التنوع الديني والعرقي للدول، حيث اشتهرت جماعة التوحيد بتصريحاتها المسيئة للبوذيين، كما هاجمت الأقباط في كثير من المناسبات ملقنة الأصولية المتطرفة للأطفال، ما وضعها عرضة للهجوم والانتقاد من قبل المنظمات الإسلامية في سيرلانكا.
تفجيرات سيرلانكا الأخيرة، لم تكن المؤشر والمنبه الأول على صعود هذه الجماعة في البلاد، بل كانت موجة أعمال العنف والتخريب في عام 2017 بداية ضوء على البذور الشيطانية لهذه الجماعة، حيث تورطت في تخريب معابد بوذية في موانيلا بوسط سريلانكا، كما ارتبطت بتخريب التماثيل البوذية مرة أخرى في عام 2018 بسلسلة جديدة من أعمال تخريبية وعنف.