على الرغم من زيادة مساحته سنويا.. زراعة وإنتاج الزيتون «تمخول» العقل
الأربعاء، 24 أبريل 2019 08:00 م
أثار اجتماع المجلس الدولي للزيتون بالقاهرة، برئاسة مصر، خلال اليومين الماضيين، الكثير من الأسئلة والشجون والأوجاع، حول زراعة وإنتاجية الزيتون فى المحروسة، وزيادة وقفزات المساحة عاماً بعد عام، وكذلك قضية التناقض الكبير، بين كميات الاستيراد الضخمة من زيت الزيتون، والتى تصل لحوالى (98%)، فى الوقت الذى يضيع فيه معظم إنتاجنا بحوالى (450) ألف طن على زيتون المائدة، أو مانسميه بـ«الطرشى والمخلِلات».
مشاركة ممثلي (30) دولة علي مستوى العالم
وكان الدكتور عزالدين أبوستيت وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، رئيس المجلس الدولي للزيتون، قد أشاد بالدور الذي يلعبه المجلس، فى النهوض بزراعة وصناعة الزيتون، وإنتاج زيت الزيتون وزيتون المائدة، في افتتاح أعمال الاجتماع رقم (53)، للجنة الاستشارية للمجلس الدولي للزيتون، والتي تستضيفها وتترأسها مصر حالياً، بحضور علي بن مبارك، رئيس اللجنة الاستشارية للمجلس الدولى للزيتون، والدكتور عبد اللطيف غديرة، المدير التنفيذى للمجلس الدولى للزيتون، والدكتور عادل خيرت، رئيس المجلس المصرى للزيتون، ومشاركة ممثلي (30) دولة علي مستوى العالم.
الزيتون أحد أكثر الأشجار انتشاراً
وأوضح وزير الزراعة، أن الزيتون يعتبر أحد أكثر الأشجار انتشارا، في منطقة حوض البحر الأبيض المتوسط، نظرا لأهميته الاقتصادية، ومساهمته في الناتج القومي، وتوفير فرص العمل، واستغلال الأراضي الوعرة، والأراضي شبه الصحراوية، وشبه الجافة، وقدرته القائمة على توفير المياه، ولفت «أبوستيت»، إلى أن المساحة المنزرعة بالزيتون فى مصر، قد ازدادت من (5) آلاف فدان فى نهاية السبعينات، إلى أكثر من (100) ألف فدان فى نهاية التسعينات، وارتفعت فى عام (2000) لحوالى (108) آلاف فدان، وقفزت حالياً لأكثر من (240) ألف فدان.
وأكد الوزير، أن ذلك يرجع لتفوق نمو شجرة الزيتون، بمناطق الاستصلاح الجديدة، عن باقى محاصيل الفاكهة الأخرى، خاصة تحت ظروف الجفاف والملوحة وتباين أنواع التربة، مشيراً إلي أن إنتاج مصر من زيتون المائدة، بلغ فى عام (2018) حوالى (450) ألف طن، فى حين بلغت الصادرات منه حوالى (100) ألف طن، كذلك بلغ انتاج مصر من زيت الزيتون حوالى (20) ألف طن فقط، وتم تصدير (6) آلاف طن، من زيت الزيتون البكر الممتاز.
المشروع القومي «أغصان الزيتون السبعة»
وقال وزير الزراعة، إن الحكومة المصرية، تتجه حالياً للوصول إلى زراعه (100) مليون شجرة زيتون، بحلول عام (2020)، من خلال المشروع القومى «أغصان الزيتون السبعة»، مع التركيز على أصناف إنتاج الزيت، الذى لا تُنتج مصر منه سوى (1%) فقط من الانتاج العالمى، لافتاً إلي أن الحكومة ستطرح مساحات من الأراضى، لزراعة أصناف من الزيتون، المتخصصة فى إنتاج الزيت، ومنها 10 آلاف فدان فى منطقه غرب غرب المنيا و(25) ألف فدان بمنطقة المغرّة بمطروح والواحات للمستثمرين الأجانب والمصريين، إلى جانب (10) آلاف فدان أخرى فى منطقة الطور للمصريين، و(30) ألف فدان بمنـاطق وادى النطرون والضبعة، وذلك فى خطوة جديدة لزيادة الاستمارات فى القطاع الزراعى.
كرم الضيافة في مصر
من ناحيته، أشاد الدكتورعلى بن مبارك، رئيس اللجنة الاستشارية، بالمجلس الدولي للزيتون، علي حُسن التنظيم، وكرم الضيافة في مصر، لافتا إلى أن قطاع الزيتون، هو قطاع اقتصادي واجتماعي وبيئى، له دور في حماية التربة والمياه، ووقف التصحر، وله دور في تحقيق الأمن الشامل.
بينما قال الدكتورعادل خيرت، رئيس المجلس المصري للزيتون، ورئيس الوفد المصري:إن الاجتماع، ناقش جميع الشئون الخاصة، بأنشطة التنمية الدولية للزيتون، سواء من الناحية الفنية أو المالية والاقتصادية، وكذلك بحث انضمام أعضاء جُدد مثل أستراليا ونيوزلاندا والسعودية وسوريا وجورجيا وجنوب أفريقيا، حتى يضم المجلس جميع الدول العاملة في قطاع الزيتون.
تشجع المستثمرين
وقال رئيس المجلس المصري للزيتون:إنه في نهاية الاجتماع، سوف يتم اعتماد التوصيات النهائية، من الدكتور عزالدين أبوستيت، وزير الزراعة المصري، رئيس المجلس الدولي للزيتون، ثم تعميمها على كل دول العالم، وأضاف خيرت، أن الوفد المصري، من أكبر الوفود المشاركة في الاجتماع، الذي يضم أكثر من (22) دولة، بالإضافة إلى بعض الخبراء وأساتذة الزيتون، في جامعات من أوروبا وأمريكا.
وتابع رئيس المجلس المصري للزيتون قائلاً، إن مستقبل الاستثمار، في مجال الزيتون في مصر، واعد وأن الدولة تشجع المستثمرين، لاقتحام هذا المجال، نظراً لاهميته للاقتصاد القومي، وأيضا فوائده الصحية والبيئية والاجتماعية.
شجرة زيتون لكل مواطن عام 2022
من ناحيته، قال الحاج حسين عبد الرحمن ابوصدام، نقيب عام الفلاحين، إن سعي الحكومة، للوصول لغرس وزراعة (100) مليون شجرة زيتون، هو عين الصواب، بالوصول لشجرة زيتون لكل مواطن مصري، لافتاً إلى أننا نستورد (98%) من احتياجتنا من الزيوت، وأن شجرة الزيتون هي أصلح الأشجار لمصر، في الوقت الحالي، لأنها تصلح للزراعة في جميع الأراضي المصرية، ولا تستهلك المياه.
وتنتح زيت له عائد اقتصادي عالي جداً، موضحاً أنه من أجل الوصول لهذا الحلم، علينا تشجيع الاستثمار، فى مجال زراعة أشجار الزيتون، وتنمية وتحسين خواص، أصناف الزيتون الموجودة بمصر، والمُخصصة لاستخلاص الزيوت، أو لأغراض صناعية أخري، وتوفير مساحات الأراضى لهذا الغرض.
وأشار أبوصدام، إلى أن زراعة مساحات متجاورة وكبيرة، يسهّل استخدام النظم الآلية، فى الجني، ويقلل التكلفة، وهو ما يحقق مكاسب أعلى، مع ضرورة إصلاح النظم التشريعية، لتحقيق هذه الأهداف، وتهيئة مناخ استثمار زراعى جاذب، و دعم قدرات صغار المزارعين ماليا، عن طريق البنك الزراعي المصري.
العفن الأسود
وأوضح الحاج حسين، أنه بجانب التوسع في زراعة اشجار الزيتون، يجب علينا وضع خطة لمكافحة أمراض أشجار الزيتون، وخاصة العفن الأسود، لأنه يؤثر سلبياً علي إنتاجية زراعات الزيتون، وكذلك مكافحة الآفات، مثل دودة براعم الزيتون، والحشرات كحشرة المن والتربس، التي تؤدي لظهور ندوة عسلية، ينمو عليها العفن الأسود، وهو أحد أقوي الأسباب في تدهور إنتاجية الزيتون.
شجرة الزيتون حمّالة «الأسيّة»
وتابع نقيب عام الفلاحين، أن إنتاج شجرة الزيتون، في السنة السادسة من الزراعة، تبلغ حوالي (40) كيلو جرام، لافتاً إلى أن إنتاج شجرة الزيتون، يستقر بعد السنة الثامنة، عند (70) إلى (100) كجم، إذا كان هناك اهتمام جيد بالخدمة التسميدية والري، ونظراً لرخص سعر شتلة الزيتون، مقارنة بأسعار الشتلات الأخري، وسهولة العناية بها، وتحملها للظروف القاسية، وعدم حساسيتها للإصابة بالأمراض.
وأنها غير مُكلّفه في برنامج تسميدها أو تقليمها، وتحملها العطش والملوحة، مقارنة بأنواع الفاكهة الأخري، فهى تتحمل ملوحة، تصل إلى (3800) جزء في المليون، وتتحمل العطش حتي أسبوع، دون التأثير علي نموها وإنتاجها الإقتصادي، كل ذلك، يجعلها الشجرة الأنسب لمصر حالياً، بالإضافه إلى ثبات سعر إنتاجها النسبي، يجعل منها ملاذاً للمستثمرين، للحد من مخاطرة تذبذب أسعار الفاكهة الأخري.
وأضاف أبوصدام، أن الأصناف المنتشرة بمصر، صنف العجيزي والعقص والتفاحي، ويصل متوسط سعر لتر الزيت، حوالى (80) جنيها، ويتكلف فدان الزيتون، حوالي (10) آلاف جنيه، وتعيش الشجرة لمدة قد تصل لألف سنة، وتزرع في شهر مارس من كل عام، وتنتج بعد 3 سنوات، في شهر أبريل.
وأشار أبوصدام إلى أن أسعار الزيتون(على الشجرة) لموسم (2018)، سجّلت سعراً يتراوح مابين (9) و(10) جنيهات للكيلو.