سجل يا نصر .. «صلاح» على بعد خظوة من الكرة الذهبية
الأربعاء، 24 أبريل 2019 09:00 صمصطفى الجمل
«صلاح إنسان أكثر منه لاعب كرة، هو واحد من أهم لاعبي كرة في العالم، هو أيقونة بالنسبة للمصريين والمسلمين في كل العالم»، ما قرأته الآن ليس مدحاً من تأليفنا ولا حتى تعليقاً أو كما تقول الجماعة الفيسبوكية «كابشن» كتبه أحد مجاذيب ودراويش اللاعب الدولي المصري محمد صلاح على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، ما قراته الآن فقرة نقلناها نصاً من تقرير للمجلة الأمريكية الأكثر انتشاراً على مستوى العالم «TIME» عن محمد صلاح، اللاعب والإنسان.
قالت المجلة وزادت كثيراً عن قوة صلاح ونجاحه المؤثر في كثيرين حول العالم، مسلمين ومسيحين ولادينيين، مصريين وعربوانجليز وأسبان وإيطاليين، الكل الآن يعرف أنه هناك نموذجاً ناجحاً، قدم من قلب أقاليم دولة كمصر، ووصل إلى العالمية، يناطح رأساً برأس كبار ترعرعوا في بيئة مهيئة تماماً للنجاح والتألق على العكس من تلك التي نشأها فيها ابن قرية نجريج بمدينة الغربية.
قالت من ضمن ما قالت المجلة الأمريكية، التي اختارت الولد المصري النجيب ضمن 100 شخصية الأكثر تأثيراً في الجماهير عبر العالم، إن لاعب نادي ليفربول أصبح من «الجبابرة» مثله مثل ليبرون جايمس، مارك زوكربيرج، أليكس مورجان، ريان ميرفي، تايجر وودز وغيرهم.
وأوضحت المجلة في تقريرها، أن جماهير كرة القدم من المسلمين وفي الشرق الأوسط، وكذلك بإنجلترا يعتبرون محمد صلاح بمثابة القدوة بالنسبة لهم.
جاء تقرير المجلة الأمريكية واسعة الانتشار، بعد ساعات من خروح فريق يوفينتوس الإيطالي من البطولة الكروية الأشهر بعد كأس العالم، دوري أبطال أوروبا، على يد الفريق الهولندي العنيد اياكس امستردام، خروج اليوفينتوس الذي يضم اللاعب المخضرم كريستيانو رونالدو، وتقرير مجلة التايم عن محمد صلاح، فتح باب الحديث مجدداً عن إمكانية وصول محمد صلاح للكرة الذهبية، بعدما كان قريباً منها جداً العام الماضي لولا تفوق لاعب ريال مدريد لوكا مودريتش مع فريقه وحصده دوري أبطال أوروبا، ووصوله مع منتخبه الكرواتي في كأس العالم إلى المباراة النهائية، عكس صلاح الذي كان أخفق منتخبه في كأس العالم وعاد بصفر كبير، بعد تلقيه ثلاث هزائم في دور المجموعات، خلال السطور المقبلة نسعترض فرص صلاح في حصد الكرة الذهبية.
ريمونتادا صلاح
قبل شهر من الآن، كان قد انتصف الموسم الكروي في معظم الدوريات حول العالم، وكانت المؤشرات تسير تجاه 5 مرشحين بشكل مبدئي لحصد الكرة الذهبية، كان على رأسهم الداهية رونالدو، والذي كان وقتها يبني مجداً جديداً مع فرؤقه الجديد يوفينتوس الايطالي، وخلفه لوكا مودريتش، لاعب وسط ريال مدريد وحاصد آخر كرة ذهبية، ومن بعده ميسي لاعب نادي برشلونة، والذي بدا عاقداً النية هذا العام على عدم التفريط في الجائزة المحببة جداً لقلبه ولعشاقه، وزاحمهم كلاً من هازارد لاعب نادي تشيلسي الانجليزي، ونيمار لاعب نادي باريس سان جيرمان، وفي المؤخرة قبع صلاح، الذي قدم بداية باهتة مع فريقه ليفربول الانجليزي، وظهر متوتراً مشوشاً فاقداً التركيز.
بالأمس خرج رونالدو من بطولة دوري أبطال أوروبا، فباتت فرصه في حصد الكرة الذهبية صعبة بل شبه مستحيلة، في ظل عدم إقامة بطولة الأمم الأوروبية هذا العام، مما يفوت فرصة التعويض لرونالدو، حتى وإن حصد مع فريقه بطولة الدورى الإيطالي، لأن هذا لا يعد إنجازاً بأي شكل من الأشكال نظراً لأن يوفينتوس اعتاد تحقيق الدوري قبل قدوم رونالدو، ونفس الحال ينطبق على كل من لوكا مودريتش، الذي ودع بطولة دوري أبطال أوروبا رفقة الأحبة في ريال مدريد وصعوبة تحقيق الدوري الإسباني، ولن يسعفه الوقت للتعويض لعدم انعقاد الأمم الأوروبية هذا العام، أما نيمار ففرصه أقوى قليلاً نظراً لاحتمالية مشاركته مع منتخب السامبا في بطولة كوب أمريكا التي تقام في شهر يوليو، وفيما يخص هازاراد الذي لازال فريقه يلعب في بطولة يوربا ليج، فمن الصعب المنافسة هذا العام لاحتلال فريقه المركز الرابع في الدورى الانجليزي، ليتبقى أمامنا اثنين هم الأقرب للوصول للمراحل النهائية من المنافسة على هذه الجائزة، مع العلم أن فرص الاثنين أثناء كتابة هذه السطور متساوية إلى حد قريب جداً، فالأول ميسي النجم الارجنتيني، وأسطورة إقليم كتالونيا، والذي يتصدر فريقه قمة الدورى الإسباني، ووصلوا إلى نصف نهائي دوري أبطال أوروبا، وينتظر مشاركته مع منتخبه في كوبا أمريكا 2019، وهو نفس الأمر بالنسبة لصلاح الذي يتصدر فريقه ليفربول الدورى الانجليزي، ووصلوا إلى نصف نهائي دوري أبطال أوروبا، ومن المنتظر أن يشارك صلاح مع المنتخب القومي، في بطولة أمم إفريقيا، التي تحتضنا مصر في شهر يونيو المقبل، ليصنع ريمونتادا كتلك التي فعلها برشلونة أمام باريس سان جيرمان.
الفرص
أمام صلاح فرصة ذهبية لتحقيق الكرة الذهبية، فسيقابل صلاح منافسه الأول ميسي في مباريتين في إطار الدور نصف النهائي من بطولة دوري أبطال أوروبا الأولى في أسبانيا والثانية في الانفيلد بانلجترا، حال قيادة صلاح فريقه للفوز على برشلونة، الذي يعاني من تذبذب في المستوى هذا الموسم، فلم يعد كما كان سابقاً الفريق المرعب، الذي يصعب اختراق صفوفه وتحقيق فوز عليه في أي ملعب كان.
تخطي صلاح ميسي ووصوله للدور النهائي في بطولة دورى أبطال أوروبا رفقة أبناء كلوب، سيحقق له 90% من الكرة الذهبية، ولا سيما أن نادي ليفربول قادر حال تصحيح بعض الأوضاع على تحقيق الدورى الانجليزي، بعد غياب دام لأكثر من 27 عاماً، مما يضيف نقاطاً كبيرة لمحمد صلاح، بالإضافة إلى فرص صلاح الكبيرة في تحقيق بطولة أمم إفريقيا، خاصة أن البطولة تقام على أرض ووسط جماهير المنتخب الوطني، فضلاً عن أن القرعة أوقعت رفاق صلاح في مجموعة سهلة، تفسح الطريق أمامهم لحصد الأميرة الغائبة عن الفراعنة منذ عام 2010.
يبدو أن الأمر أسهل كثيراً بالنسبة للاعب ليونيل ميسي، ففريقه متصدر بفارق كبير عن غريمه التقليدي ريال مدريد بطولة الدوري الإسباني، كما أن إمكانات برشلونة تعطيه أفضلية على الورق على نادى ليفربول الانجليزي، كما أن الانتقادات التي وجهت كثيراً لميسي أثناء مشاركته مع منتخبه الأرجنتين، تعطيه دافعاً قوياً لتحقيق بطولة كوبا أمريكا، قبل تعرضه لأي أمر قد يستدعي اعتزال اللعب الدولي.
خلاصة القول، أنه يمكننا القول بضمير مستريح، أو كما تقول جماهير الكرة المصرية «سجل يا نصر» أن صلاح وميسي هم فرسا الرهان على الكرة الذهبية.
بيبسي .. وش الخير
لم يتوقع أحد سيناريو انحصار المنافسة على الكرة الذهبية بين صلاح وميسي سوى شركة بيبيسي، التي اختارت النجمين ليشاركا في تقديم إعلان جديد للشركة، وحظي الإعلان بإعجاب الكثيرين من مجاذيب الساحرة المستديرة، ولم يكن الإعلان الأول الذي يتشارك فيه النجم المصري مع الأرجنتيني فظهروا من قبل في عدة مناسبات كان أولها عام 2014، حينما شارك صلاح مهاجم بازل السويسري في تصوير إعلان لشركة المشروبات الغازية نفسها بصحبة عدد كبير من اللاعبين بأوروبا.
وظهر محمد صلاح وهو ينافس ميسي للحصول على أخر زجاجة بيبسي، عن طريق التفوق في تسديد الكرات، ومن يسدد الكرة أفضل يحصل على الزجاجة التي ينافس عليها.
وسدد ميسي الكرات بشكل رائع، فيما سدد محمد صلاح، الكرة أفضل مما يتصور عشاق الساحرة المستديرة، ولكن في النهاية يحصل عليها شخص آخر، وهو الأمر الذي فسره عشاق الساحرة المستديرة، على أن صلاح سيقدم موسماً رائعاً ولكن في النهاية سيخطف الجائزة منه شخص آخر.
قلق الإسبان من «مو»
ما ذكرناه في السطور السابقة، كانت قد تنبهت له الصحف الإسبانية حتى وإن لم تذكره صراحة، فالبطل المصري بات مصدر قلق لجماهير الكرة الإسبانية، وبالأخص عشاق برشلونة والأسطورة ميسي، فكشفت صحيفة "ماركا" الإسبانية اسم اللاعب الوحيد القادر هذا الموسم على منافسة النجم الارجنتيني، هو النجم المصري محمد صلاح.
وأوضحت صحيفة «سبورت» الإسبانية أن الأرجنتيني ليونيل ميسي نجم برشلونة يقترب من خطف الكرة الذهبية هذا العام بعد الأداء الخرافي له مع البارسا في دوري أبطال أوروبا.
وقالت صحيفة «سبورت» إن بخروج يوفنتوس وكريستيانو رونالدو من دوري أبطال أوروبا قد أصبح الطريق ممهداً أمام الأسطورة لتحقيق الكرة الذهبية، خاصة مع الموسم المميز الذي يقدمه الأرجنتيني.
وأشارت الصحيفة الشهيرة إلى أنه حالياً هناك فقط سبعة منافسين بجانب الأرجنتيني على الكرة الذهبية وهم؛ دي يونج، دي ليخت ثنائي أياكس، ورحيم سترلينج، سيرخيو أجويرو نجمي السيتي بالإضافة ألى ثلاثي ليفربول فان ديك، ماني، محمد صلاح.
وتأهل برشلونة إلى دور نصف نهائي دوري أبطال أوروبا بعد الفوز على مانشستر يونايتد ذهاباً وإيابا، بينما ينافس البارسا على لقب كأس الملك بالإضافة إلى اقترابه من حسم لقب الدوري الاسباني عن جدارة واستحقاق.
وودع نادي يوفنتوس البطولة الأوروبية على يد أياكس أمستردام في دور الربع نهائي، ولا يزال اليوفي يندب حظه مع اللقب الأوروبي الغائب عن خزائنه منذ فترة طويلة.
وعلى نفس النهج ذكرت صحيفة «أ س» الإسبانية أن ميسي أصبح المرشح الوحيد للفوز بالكرة الذهبية هذا الموسم، ليرفع عدد مرات تتويجه بها إلى ست مرات، مشيرة إلى أن جميع منافسيه المحتملين على هذه الجائزة الكبيرة قد خرجوا جميعا مع فرقهم من المنافسة على دوري أبطال أوروبا، وعلى رأسهم كل من كريستيانو رونالدو وكليان مبابي ولوكا مودريتش.
وأوضحت الصحيفة أن المنافسين الوحيدين لميسي على هذه الجائزة في الوقت الراهن هما المصري محمد صلاح والبلجيكي كيفين دي بروين، نجمي ليفربول ومانشستر سيتي على الترتيب.
ولكن "أ س" تعصبت لميسي، وأكدت أن كلا اللاعبين لن يتمكنا من منافسة ميسي بشكل جدي على هذه الجائزة، وذلك لأن صلاح لم يقدم المأمول منه هذا الموسم مع ليفربول، كما أن دي بروين يعاني من متاعب بدنية تمنعه من الوصول إلى أفضل مستوياته.
وشددت "أ س" أيضا على أن ميسي لا يصب تركيزه على الفوز بالكرة الذهبية، التي توج بها خمس مرات قبل ذلك، بل في الفترة الحالية التي يمر بها فريقه والتي تشكل أخطر منعطفات الموسم الكروي، بعد أن اقترب كثيرا من تحقيق إنجاز حصد الثلاثية (الدوري والكأس ودوري أبطال أوروبا).
نتكلم كفنيين
صلاح في حديثه للمجلة الأمريكية، بات أكثر ثقة واتزاناُ عما كان في الماضي، فما يمكن تأكيده أن صلاح بات مدركاً لمكانته على الساحة العالمية، واعترف أن ذلك يسبب ضغطاً عليه كما أنه في نفس الوقت مصدر فخر، فصلاح هو الهداف التاريخي للبريميرليج في موسم واحد بنظام 20 فريقاً، وبالفعل هو الثالث في جائزة الأفضل، والسادس في قائمة الكرة الذهبية.
يتفوق المصري محمد صلاح في عدد التسديدات على المرمى بـ52 تسديدة على كافة لاعبي الدوري الانجليزي، يليه كين (44) وأجويرو (38) ثم ماني (34) وسترلينج (33) وأخيراً أوباميانج (31)، وعلى صعيد الدقة ونسبة إرسال التسديدات على المرمى من إجمالي المحاولات، يأتي صلاح ثانياً تلك المرة بـ61.9%، حيث يسبقه سترلينج ب75%، فيما يحل كين ثالثاً (60.3%) ثم ماني (56.7%) ثم أوباميانج (55.4%) وأخيراً أجويرو (51.4%).