لطالما امتلأت أروقة محاكم الأسرة في مصر بقضايا تتعلق بعدم الإنجاب أو عقم أحد الطرفين، إما بلجوء الرجل إلى زوجة ثانية ليرزق بطفل بسبب عيب زوجته الأولى التي منعها من الإنجاب، أو إقامة الزوجة نفسها دعوى خلع لرفض الرجل الاعتراف بعقمه وامتناعه عن الطلاق حلا للأزمة التي تكون فيها نظرة المجتمع أحد المحركات الأساسية وربما العامل الأهم.
لكن في كشف ربما يضع إجابات عن أسباب العقم عند الرجال، ويضع حدا لأزمة الافتراق بين الزوجين بسبب الأزمة، وضع علماء أيديهم على أخطاء في الحمض النووي لدى الفئران بعد جملة من التجارب، هذه الأخطاء قالوا إنها من الممكن أن تعيق الحيوانات المنوية، وهذا ما يسبب أزمة العقم.
وفقا للعلماء الذين قاموا بالتجربة، كما أفادت صحيفة ديلي ميل البريطانية، أن مجموعة الفئران التي أصيبت بالعقم في وقت لاحق تفتقر إلى "جين إصلاح" مهم، يسمى XRCC1، ذلك الجين ضروري للغاية في ضمان ارتفاع أعداد الحيوانات المنوية وسرعتها وتشكيلها في وضعها الطبيعي.
وذكر الخبراء، أنه لم يكن معروفا حتى وقت قريب مدى أهمية الجين المكتشف وما يمثله في عملية الخصوبة لدى الرجال، لكن دراسة جديدة قام بها باحثون صينيون وجدت أنه الشيء الوحيد الذي حدد جودة الحيوانات المنوية في مجموعة من الفئران الذكور.
ويقول الخبراء إن هذه الاكتشافات تستدعي إجراء أبحاث على البشر، حيث تشير البيانات إلى تزايد نسب العقم عند الذكور في مختلف أنحاء العالم.
وقال أيه هوا قو، الباحث في كلية الصحة العامة بوزارة الصحة في الصين: "حتى التلف البسيط في الحمض النووي في الحيوانات المنوية البشرية، يمكن أن يقلل من الخصوبة ويزيد من خطر الإصابة بأمراض النسل".
وأضاف: "الآن وقد أصبحنا نعرف أن XRCC1 يلعب دورا مهما في الحفاظ على تكوين الحيوانات المنوية الطبيعي لدى الفئران، يجب البحث عن علاجات محتملة يمكن أن تصلح هذا الجين لدى الرجال الذين يعانون من العقم".
وتصدرت المخاوف بشأن العقم عند الرجال عناوين الصحف على مستوى العالم في عام 2017، عندما نشر باحثون بيانات مروعة تشير إلى أن عدد الحيوانات المنوية بين الرجال الذين يعيشون في الدول الغربية، انخفض بنسبة 59.3 في المئة في السنوات الأربعين الماضية.
ومن خلال مراجعة الدراسات السابقة، وجد الباحثون أنه منذ عام 1973، انخفض تركيز الحيوانات المنوية لدى الرجال الغربيين بأكثر من 52 في المئة، حيث انخفض بمعدل 1.4 في المئة كل عام في المتوسط.
وانخفض إجمالي عدد الحيوانات المنوية بنسبة 1.6 في المئة كل عام، مما أدى إلى انخفاض تراكمي بنحو 60 في المئة خلال السنوات الأربعين الماضية.
وفي يوليو 2017، وصلت الخصوبة في الولايات المتحدة إلى أدنى مستوياتها على الإطلاق.