بعد حرب الكرملين مع البيت الأبيض.. روسيا تدخل مناوشات جديدة مع البرلمان الأوروبي
الإثنين، 22 أبريل 2019 08:51 م
يبدو أن المناورات الخفية التي تفتعلها روسيا في العالم ملف أساسي على طاولة الإنتخابات سواء في أمريكا أو أوروبا .. فبعد الحرب الصامتة التي قادتها روسيا ضد أمريكا من خلال تدخلها في الإنتخابات الأمريكية، ورصد البنتاجون لها، أعادت روسيا لعبتها من جديد ولكن هذه المرة في أوروبا، إذ قامت الاستخبارات الأوروبية برصد محاولات روسية للتأثير على انتخابات البرلمان.
ورصدت استخبارات أوروبا محاولات روسية للتأثيرعلى انتخابات البرلمان الأوروبي المقررة الشهر المقبل، وفي مقارنة بالوضع الأمريكي، لفت مسؤول استخباراتي إلى أن التصرف الروسي هذه المرة لم يكُن واضحا، مقارنة بما كان عليه من قبل وقت الانتخابات الرئاسية الأميركية التي جرت في عام 2016 أو الانتخابات الفرنسية في عام 2017.
وقالت التقارير الاستخباراتية، إن هناك جهود من قِبل شبكات التواصل الاجتماعي ووسائل إعلامية، لدعم الأحزاب المعارضة للاتحاد الأوروبي أو الصديقة لروسيا، وأن هذه المحاولات الروسية تركز في الأساس على الشباب تمثلت في التشكيك في أهمية البرلمان الأوروبي، والتصويت في الانتخابات التي ستجري في الفترة بين 23 و26 مايو المقبل.
وأكدت تصريحات لمسؤولي استخبارات رفيعي المستوى، أن التصرف الروسي هذه المرة بدا أقل وضوحا مقارنة بما كان عليه قبل الانتخابات الرئاسية الأميركية التي جرت في عام 2016 أو الانتخابات الفرنسية في عام 2017.
وكانت فترة ما قبل الانتخابات الرئاسية في أميركا شهدت قرصنة رسائل إلكترونية للديموقراطيين بغرض إلحاق الضرر بمرشحتهم هيلاري كلينتون، أما في الانتخابات الفرنسية، فجرى دعم مارين لوبان مرشحة اليمين المتطرف والصديقة لروسيا. من جانبها، رفضت الحكومة في موسكو هذه الاتهامات ووصفتها بأنها لا أساس لها، وقالت الخارجية الروسية إن موسكو لا تتدخل في انتخابات البرلمان الأوروبي ولا تعتزم التدخل في أي انتخابات أخرى.
وصرّح موظف استخبارات رفيع المستوى بأن الإجراءات العقابية دمّرت شبكات كانت كلفت روسيا الكثير من الجهد والمال، مضيفاً أن الكشف الهولندي عن تنصت روسيا على "منظمة حظر الأسلحة الكيماوية"، أثار استياءا وأضر بصورة موسكو.
وأوضح أن هذا الكشف أظهر بوضوح ودقة، ربما لم تحدث في واقعة أخرى، كيف تتصرف روسيا، وتابع أن تداعيات هذه الواقعة تمثلت في عاصفة مبررة من الغضب.
تكهنات من قِبل أجهزة الاستخبارات الأوروبية
وتواجه أجهزة الاستخبارات الأوروبية صعوبة في الكشف على من يقف على وجه الدقة وراء الحملات الروسية للتأثير على الانتخابات، وصرح المسؤول الاستخباراتي، بأن المبدأ يفترض أن القيادة السياسية في موسكو تضع أهدافا
استراتيجية يمكن أن تهدف إلى دعم القوى الصديقة لروسيا أو تأجيج الخلاف داخل الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي "ناتو".
وذكر المسؤول أن هيئات أو أطرافا مختلفة تقوم بالعمل على تنفيذ هذه الأهداف بشكل مستقل نسبيا أو من دون الكثير من التنسيق، موضحا، أن "وكالة أبحاث الإنترنت" في سان بطرسبرج تأتي في مقدمة هذه الهيئات، إلى جانب جهاز الأمن الفيدرالي الروسي "إف إس بي"، أو الاستخبارات الداخلية، والاستخبارات العسكرية "جي آر يو".