دعاية حزب إردوغان.. اموال تسرق من جيوب الأتراك
الجمعة، 19 أبريل 2019 12:00 ص
2.7 مليار ليرة تركية حوّلتها حكومة الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، إلى أوقاف وجمعيات موالية لها، خلال الأشهر الثلاثة التي سبقت الانتخابات المحلية الأخيرة، لإنفاقها على الدعاية الانتخابية ودعم قاعدة العدالة والتنمية، ورغم هذا مني الحزب الحاكم بخسارة فادحة في البلديات الكبرى.
أرقام النفقات العامة التي أعلنتها الإدارة العامة للحسابات التابعة لوزارة الخزانة والمالية التركية، كشفت عن تحويل مبالغ طائلة لأوقاف وجمعيات موالية لإردوغان، مثل وقف الأنصار وجمعية نشر العلم ووقف تورجيف، وفق ما نقلته صحيفة (دوكوز هبر) الخميس.
مليار و352 مليونا و828 ألف ليرة ذهبت إلى هذه المؤسسات في شهر يناير، و699 مليونا و984 ألف ليرة في شهر فبراير، و619 مليونا و682 ألف ليرة في شهر مارس الذي عقدت فيه الانتخابات المحلية، وهذا يعني أنه تم إنفاق 72% من النفقات المخصصة لبداية العام الجاري، والتي تقدر بـ3.6 مليار ليرة تركية، قبيل تسلم رؤساء البلديات الجدد مهامهم، وكان بينهم عدد كبير من أحزاب المعارضة.
تقرير أنشطة مؤسسات المجتمع المدني الذي أعدته بلدية إسطنبول الكبرى، وامتنعت عن إعلانه، ونشرته صحف تركية معارضة في فبراير الماضي، فضح سطو رجب إردوغان على مبالغ مالية ضخمة من أموال الأوقاف والجمعيات الأهلية، وضعت في أحد حساباته البنكية.
تقرير "منظمات المجتمع المدني" الذي تم تسريبه لوسائل الإعلام، كشف حصول هيئة الأوقاف على 847 مليونا و592 ألفا و858 ليرة، تم تحويل الجزء الأكبر منها إلى الأوقاف المقربة إلى عائلة إردوغان، مثل وقفي "الشباب وخدمات التعليم" و"تنمية السياحة والتعليم".
صحيفة ديكان التركية ذكرت فور نشر التقرير أن بلدية إسطنبول أصدرت بيانا تتبرأ فيه من المعلومات الواردة فيه، بقولها: "غير حقيقي وملفق"، رغم أنها الجهة التي أصدرته وامتنعت عن إعلانه لعدم إحراج مسؤولي العدالة والتنمية.
وسائل إعلام كشفت تخصيص 74.3 مليون ليرة لوقف "الشباب التركي" التابع لـ بلال إردوغان، ودعمت "فريق تركيا التكنولوجي" التابع لصهر الرئيس ووزير ماليته بيرات آلبيراق بـ 41.3 مليون ليرة.
بلدية إسطنبول قدمت 41.5 مليون ليرة لوقف "خدمة الشباب والتعليم التركي، ويضم مجلس إدارته ابنة إردوغان إسراء ورئيس بلدية إسطنبول الكبرى مولود أويصال، فيما دعمت وقف "الأنصار" بـ 28.7 مليون ليرة، و"رماة الأسهم" بـ 16.6 مليون ليرة، واعترفت في بيانها بالاستيلاء على العديد من الأوقاف التابعة للداعية المعارض فتح الله جولن.
أضاف التقرير أنه خلال عام 2018 وما قبله تم إنفاق نحو 114 مليون ليرة على أعمال صيانة وإصلاح ثمانية أوقاف، من بينها جمعيات "تورجيف" و"أنصار و"وتوجفا" التي تضم في مجلس إدارتها سياسيين تابعين لحزب العدالة والتنمية.
صحيفة "يني تشاغ" انتقدت فساد الأوقاف، ونشرت فبراير الماضي كاريكاتيرا ساخرا تحت عنوان "بلدية إسطنبول الكبرى تنقل أموال المواطن إلى الأوقاف"، يظهر مسؤولو البلدية على هيئة فيلة تمتد خراطيمها لجيب المواطن لتفرغ ماله في خزائن الأوقاف.
الصحافية شيدام توكير كتبت مقالا بعنوان "تقرير الخدمة من بلدية إسطنبول إلى الأوقاف"، كشفت فيه عن المساعدات المقدمة إلى الأوقاف المقربة من إردوغان، فيما لفتت صحيفة "جمهورييت" إلى فوز شركات تابعة لأعضاء الحزب الحاكم - بالأمر المباشر - بكل المناقصات في إسطنبول.