من دار الأيتام لأسطورة.. قصة كفاح ستيف جوبز
الإثنين، 15 أبريل 2019 05:00 م
وهناك في مجموعة باكارد قد رأى أول جهاز خاص بالكمبيوتر وكان عمره آنذاك 12 عام، بعد أن تخرج ستيف من الثانوية، التحق بجامعة ريد المتواجدة في بورتلاند في ولاية أرغون، ولكن عند دخوله الجامعة اعتذرا عن الانفاق عليه بسبب ضعف امكانياتهم المادية.
قرر ستيف جوبز عدم ترك الدراسة والاستمرار بها والعمل حتى يستطيع الانفاق على نفسه وبدأ عمله بتجميع المواد المعاد تصنيعها للشركات بثمن ضئيل وكان ينام فى غرفة مع زملائه على الأرض حتى لا يشاركهم فى دفع الايجار وذلك بناء على طلبه وبعد تخرجه من الجامعة بحث عن عمل فى مجال التكنولوجيا، وفي ذلك الوقت أشتغل في شركة ألعاب كمصمم ألعاب الفيديو، بعد ذلك سافر إلى الهند ثم عاد إلى وطنه الولايات المتحدة الأمريكية، وعمل فى شركة أتارى وانضم إلى نادى محلى للكمبيوتر برفقة صديقه «ستيف وزنياك» الذى كان يصنع حاسوبه الخاص حينذاك وكان يحلم دوما بتأسيس شركة للبرمجيات فقام صديق له يسمي ستيف فوزنياك بمساعدته على إنشاء الشركة.
ففي عام 1976 استطاع «جوبز» إقناع متجر محلي للحاسوب بشراء 50 جهاز من اجهزة «وزنياك» قبل صنعها، وبواسطة أمر الشراء تمكن من إقناع أحد موردي الاكترونيات بإمداده بمكونات تلك الأجهزة التي يسعى لصنعها.
وهكذا استطاع «جوبز» انتاج الحاسوب الجديد الذي أطلق عليه «آبل 1» من دون الحاجة للاقتراض من أية جهة لكنه دائما ما كان يسعى للتطوير لكن تطوير هذا الجهاز كان مكلفا جدا، مما دفع «ماركولا» وهو مستثمر محلي في كاليفورنيا بتوفير مبلغ 250 ألف دولار، وهكذا استطاع الثلاثة، جوبز ووزنياك وماركولا، تكوين شركة آبل.
حقق جهاز «آبل 2» طفرة كبيرة في عالم الحواسيب حيث كان مختلفا عن بقية الأجهزة المتداولة في تلك الفترة، وحقق الجهاز الجديد نجاحًا فوريًا وشكل بداية عهد الكمبيوتر الشخصي وحقق مبيعات بأكثر من 6 ملايين وحدة قبل إيقاف انتاجه عام 1993، وفي عام 1984 دشن جوبز جهاز ماكينتوش.
ونجاح تلك الحواسيب جعل من «جوبز» مليونيرا في العام 1978 أي عندما كان عمره 23 عاما فقط، وبحلول 1981 أصبحت شركة آبل واحدة من أكبر 3 شركات منتجة للحواسيب الشخصية في الولايات المتحدة.
عام 1983 عينت آبل جون سكولى رئيسا تنفيذيا للشركة، فحاول «سكولي» التركيز على الأعمال التجارية الصغيرة والأسواق المحلية، وهو الأمر الذي انعكس سلبا على مبيعات آبل حينذاك، وأدى إلى نشوب صراعات داخلية في الشركة، وبعد عامين من الصراعات والخلافات الداخلية قرر جوبز بيع أسهمه والانفصال عن آبل سنة 1985، واصطحب معه عددا من موظفي آبل لينشئ شركته الشخصية تحت اسم (Next Step) التي استثمر فيها حولي 7 ملايين دولار، كما دخل الملياردير «دوس بيروت» كشريك مساهم في الشركة.
أطلقت الشركة أول كمبيوتر يحمل اسم (Next) في عام 1990، وبحلول 1993 باعت الشركة حوالي 50 ألف جهاز، انتقلت بعدها إلى مرحلة تطوير البرمجيات حتى وصلت أرباحها إلى مليون دولار في عام 1994، وسنة 1996 عاود جوبز التواصل مع شركة آبل من جديد، ومع نهاية العام وافقت آبل على منح شركة Next مبلغ 429 مليون دولار، كما مُنح جوبز أسهما في آبل بقيمة 1.5 مليون دولار، وبعد مرور 7 أشهر على إتمام تلك الصفقة عين جوبز رئيسا تنفيذيا لآبل، وقد قامت الشركة بتلك الخطوة كسعي منها للتطوير وإدخال مشاريع جديدة.
وكانت النقلة الثانية التي أدخلها جوبز إلى عالم التكنولوجيا وبدأت عام 2000 هي تحويل استخدام أجهزة الكمبيوتر من الاستخدام المكتبي إلى الاستخدام المحمول عن طريق سلسلة من المنتجات التي لاقت رواجا، وتشتمل هذه السلسلة على أجهزة «آيبود، آيفون، آي باد»، متجر «آي تيونز» الموسيقي العملاق ومتجر «آبل ستور» الذي يوفر لمستخدمي «آيفون» تطبيقات هائلة تغطي كل مناحي الحياة.
وفارق «ستيف» الحياة فى 5 أكتوبر عام 2011 عن عمر يناهز 57 عام بعد صراع مع السرطان ليترك خلفه قصة كفاح ألهمت الكثيرين بالقوة والمثابرة للوصل إلى طموحهم رغم العقبات التى من الطبيعى أن يجدوها فى حياتهم رغما عنهم، ومن أبرز المقولات التى تناقلها الكثيرين عنه «بمجرد أن تقتنع أن كل العالم حولك بما فيه من قواعد وقوانين قد وضعها أشخاص مثلك ليسوا أذكى منك وقتها تستطيع تغيير العالم».