60 عاما أمم أفريقيا.. الرحلة من الخرطوم إلى القاهرة
الجمعة، 12 أبريل 2019 08:00 م
في 21 يوينو سيكون الجماهير على موعد مع المتعة بدخول أفضل فرق القارة السمراء في منافسات شرسة للفوز بلقب كأس الأمم الأفريقية لكرة القدم التي تجري في القاهرة، فهل يدافع الفراعنة عن اللقب الغائب عن شمس المحروسة منذ 2010؟.
وفقا للجدول المحدد، تنطلق بطولة أمم أفريقيا النسخة رقم 32 بمشاركة 24 فريقا لأول مرة على أرض مصر للمرة الخامسة في تاريخ الفراعنة، بعد أن تم سحب التنظيم من الكاميرون لعدم الجاهزية.
تقام الليلة قرعة بطولة أمم إفريقيا تحت سفح الأهرامات بمشاركة 24 دولة لأول مرة في تاريخ البطولة وتشهد أمم أفريقيا حضور عدد من رموز الكرة الإفريقية على رأسهم يايا توريه والحاجي ضيوف.
فكرة أمم أفريقيا
تعود فكرة إقامة بطولة قارية لكرة القدم تجمع الدول الأفريقية إلى العام 1956، وكانت فكرة مصرية سودانية جنوب أفريقية مشتركة جاء التفكير في هذه البطولة مصاحبا لفكرة أخرى وهي تأسيس الاتحاد الأفريقي لكرة القدم وهي الفكرة التي رأت النور في العاصمة السودانية الخرطوم في 8 فبراير 1957 وتم تدشينها عمليا بعد يومين من ذلك على الملعب البلدي بالخرطوم وذلك بإقامة أول كأس أمم أفريقية بمشاركة ثلاث دول هي مصر والسودان وأثيوبيا وأحرزت مصر اللقب.
في البداية لم يكن واضحا ما هي المدة المقررة لإقامة البطولة بشكل دوري، فتم إقامتها كيفما اتفق - مصر 1959، أثيوبيا 1962، غانا 1963، تونس 1965، أثيوبيا 1968 - ولكن بدءا من بطولة 1970 في السودان استقر الرأي على إقامتها بشكل دوري كل سنتين.
شهد عدد الدول المشاركة في البطولة تغييرات كثيرة خلال مشوار البطولة الطويل، فقد أقيمت بطولتا 1957 و 1959 بمشاركة ثلاث دول فقط ثم ارتفع العدد إلى أربع في أثيوبيا 1962، ويبدو أن بريق البطولة بدأ في جذب الأنظار إليه ما رفع عدد المنتخبات المشاركة إلى ست عامي 1963 و1965 ثم يستقر العدد على ثمانية منتخبات في أثيوبيا 1968 وحتى السنغال 1992، وفي تونس 1994 ارتأى الاتحاد الأفريقي زيادة عدد الدول المشاركة إلى اثني عشر فريقا ليعود ويرفع العدد بشكل نهائي إلى ستة عشر فريقا في جنوب أفريقيا 1996 ولكن البطولة أقيمت بحضور خمسة عشر فريقا فقط بعد انسحاب منتخب نيجيريا بحجة أن الأمن ليس متوافرا في جنوب أفريقيا.
جرت العادة على إقامة البطولة في دولة واحدة من دول الاتحاد الأفريقي ولم تشذ عن هذه القاعدة إلا بطولة العام 2000 والتي تقاسمت كل من غانا ونيجيريا مراسم إقامتها، وجاءت هذه البطولة إثر حمى التنظيم المشترك والتي اجتاحت العالم آنذاك حيث نظمت بطولة كأس الأمم الأوروبية لنفس العام في بلجيكا وهولندا، وكان قد تقرر أيضا إقامة كأس العالم للعام 2002 في كوريا الجنوبية واليابان.
حصدت مصر معظم الألقاب المرتبطة بهذه البطولة فهي تتصدر قائمة الدول الأكثر فوزا بالبطولة بإحرازها اللقب سبع مرات منها ثلاث مرات متتالية وذلك في أعوام 1957 و1959 و1986 و 1998 و2006 و2008 وأخيرا 2010 وهو إنجاز غير مسبوق، تليها غانا التي فازت بها 4 مرات وتتساوى معها الكاميرون في نفس عدد مرات الفوز.
تحتل كل من مصر وغانا صدارة أكثر الدول تأهلا للمباراة النهائية فقد تأهلتا 8 مرات لهذه المباراة، تليهما الكاميرون ونيجيريا اللتان تأهلتا بدوريهما 6 مرات إلى النهائي.
تتصدر مصر أيضا قائمة أكثر الدول مشاركة في البطولة فقد شاركت 22 مرة في النهائيات وتليها كوت ديفوار "ساحل العاج" 18 مرة ثم غانا 17 مرة.
أما قائمة أكثر الدول استضافة للبطولة فتتقاسم غانا ومصر مركزها الأول بواقع أربع مرات لكل منهما، تليهما تونس وأثيوبيا بواقع ثلاث مرات لكل دولة.
يحتل الكاميرون المركز الأول في قائمة هدافي البطولة حيث أحرز لاعبها صامويل إيتو 18 هدفا خلال مجموع مشاركاته في النهائيات، يليه في الترتيب كوت ديفوار"ساحل العاج" بفضل لاعبها لوران بوكو 14 هدفا ثم نيجيريا بفضل رشيدي يكيني 13 هدفا ويليها مصر التي أحرز لاعبها حسن الشاذلي 12 هدفا.
كأس أمم أفريقيا 2012 كانت الأخيرة التي تقام في السنوات الزوجية، وذلك بعد قرار الاتحاد الأفريقي ورئيسه الكاميروني عيسى حياتو بتغيير إقامة البطولات إلى السنوات الفردية نظرا للضغوط الشديدة من الفرق الأوروبية التي يحترف بها عدد كبير من اللاعبين الأفارقة والتي ترفض السماح لهم بالمشاركة مع منتخباتهم في كأس الأمم.
اختيرت جنوب أفريقيا لإقامة أول بطولة في السنوات الفردية، وكان الاتحاد الأفريقي قد فضل إقامة البطولة بعد سنة واحدة فقط من بطولة 2012 بدلا من الانتظار ثلاث سنوات وإقامتها في 2015.
في نهائيات أمم أفريقيا المقبلة، سيتم تقسيم 24 منتخباً المشاركة على عدد 6 مجموعات، يتأهل منها إلى دور الستة عشر متصدر كل مجموعة بالإضافة إلى أفضل أربع منتخبات تحصل على المركز الثالث، وذلك بحسب عدد النقاط التي جمعتها أو فارق الأهداف في حال التساوي في عدد النقاط.
بعدها سيتأهل الفائزين إلى ربع النهائي، ومنه إلى نصف النهائي، من يجتاز تلك العقبة سيشق طريقه إلى المباراة النهائية، ومن يخسر سيلعب على المركزين الثالث والرابع.