الشعاب المرجانية بين «الأكياس البلاستيك» وقرارات السياحة
الخميس، 11 أبريل 2019 05:00 مإبراهيم الديب
12 مليار «كيس بلاستيك» يستهلكها المصرييون سنويا، بحسب إحصائيات رسمية، تحمل عند التخلص منها العديد من الأضرار البيئية، كما أنها تهدد بتدمير الشعاب المرجانية، وتؤدي إلى عزوف الغواصين عن بعض المقاصد المصرية ذات الشهرة العالمية، بخلاف ماتسببه من مظهر سيئ وغير حضاري، مادفع وزارة السياحة، إلى التنسيق مع البيئة لمواجهة هذا الخطر، لاسيما وأن العديد من دول العالم بدأت في تقليل استخدام هذه الأكياس لمخاطرها على البيئة.
واحدة من أهم المقاصد السياحية التي تضررت بالطبع من استهلاك الأكياس البلاستيك، هي شواطئ البحر الأحمر السياحية، والتي حباها الله بثروات طبيعية لا حصر لها، تواجه شبح الانقراض من خلال تلك الأكياس، كما عادت بالسلب على سمعة المناطق العالمية التي اشتهرت بالغوص، وغيرها من الهبات التي منحها الله لتلك المنطقة والتي ساهمت في جذب السياح من أقصى الكرة الأرضية، يقطعون الأميال والساعات للاستمتاع بتلك المميزات الفريدة، التي وضعت البحر الأحمر فى مصاف المقاصد السياحية العالمية، وهو ما بدأت تنتبه له وزارة السياحة من خلال تطبيق مفاهيم السياحة المستدامة على المقاصد المصرية.
وفي الوقت الذى يشهد فيه البحر الأحمر بمنتجعاته فى الغردقة ومرسى علم وسفاجا انتعاشا سياحيا غير معتاد منذ سنوات، وسط إقبال كبير من الجنسيات الألمانية وأوكرانيا والإنجليز، اتخذت محافظة الأحمر قرارا أحدث دويا عالميا فى القطاعات السياحة، للترويج لمصر كمقصد سياحى يحافظ على البيئة، في إطارة مبادرة «لا للبلاسيتك»، بحظر استخدامها داخل المحافظة.
وكان سبق القرار عدة نداءات لمؤسسات المجتمع المدني، طالبوا فيها باتخاذ الإجراءات اللازمة للحد من استخدام الأكياس البلاستيك داخل محافظة البحر الأحمر، واستجاب اللواء أحمد عبد الله محافظ البحر الأحمر، لتلك المطالبات وعليه أصدر القرار رقم 167 لسنة 2019 والذي يقضي بحظر استخدام الأكياس البلاستيكية بالمحال العامة في مجال الغذاء، وكذلك الصيدليات داخل نطاق المحافظة، كما جاء القرار تزامنا مع ترويج وزيرة السياحة الدكتورة رانيا المشاط لمصر كمقصد سياحى مستدام يحافظ على البيئة فى المحافل الدولية، لقى صداه فى وسائل الإعلام العالمية وخاصة الألمانية، حيث يمثل السوق الألمانى صدارة الأسواق المصدرة للسياحة فى مصر.
ومن المقرر أن يتم تطبيق القرار مطلع يونيو المقبل، وسيتعين على الشركات والأفراد التحول إلى المنتجات الورقية والتغليف القابل لإعادة الاستخدام في المستقبل، بهدف حماية الحياة البرية والبحرية، والحفاظ على الأنواع المهددة بالانقراض والتي تأثرت بشدة من البلاستيك سواء عن طريق الابتلاع أو الاختناق أو الغرق أو التسمم من البقايا البلاستيكية مما يؤثر بالتبعية على صحة الإنسان.
من جانبه، قال اللواء أحمد عبد الله، إن كافة الإجراءات التى اتخذتها المحافظة تهدف إلى الحفاظ على البيئة، وتهيئة مناخ جيد للسياح للاستمتاع بإجازتهم فى جو صحي بدون أي ملوثات، في إطار التوجه العام للاعتماد على الطاقة النظيفة والتي تعتمد على توليد الكهرباء من طاقة الرياح والطاقة الشمسية، للحفاظ على البيئة ومنع الانبعاثات.
وعلق موقع «شبيجل أون لاين» الألماني، في تقرير له على القرار، بأن مصر تستهدف كبح جماح النفايات البلاستيكية في المناطق السياحية على البحر الأحمر، لافتا إلى أن قرار الحظر يشمل الأواني الفخارية وأدوات المائدة غير الصحية في الغردقة، وأشار التقرير إلى أن فكرة القرار ليست جديدة بل نوقشت قبل العام 2011، إلا أن الأحداث السياسية أوقفت اتخاذ إجراءات بشأنها، مشيرا إلى أن معظم السياحة تأتى في الغردقة والمناطق المحيطة بها على طول الساحل ، حيث الشهدت المنتجعات تطورا كبيرا فى سفاجا والقصير ومرسى علم، وتحظى الشعاب المرجانية المذهلة وحياتها البرية بشعبية لدى الغواصين.
وأكد الموقع أن القرار يضم مصر إلى قائمة بلدان العالم التى تحارب البلاستيك المتناثر في البحار، ففى الاتحاد الأوروبي ، تم فرض حظر على المنتجات البلاستيكية التى يتم التخلص منها وسحبها واستخدام بدائل صديقة للبيئة بحلول عام 2021 على أبعد تقدير.
تعمل وزارة الأوقاف على غلق الزوايا غير المطابقة للمواصفات خاصة خلال خطبة الجمعة المقبلة، بهدف تمكين المساجد الجامعة والخطباء الرسميين من أداء خطاب ديني منضبط، إذ تمثل تلك الزوايا خطرا كبيرا لما تشهده من استخدام العناصر الإرهابية لها وأصحاب الأفكار المتطرفة في نشر تلك الأفكار ومحاولة استقطاب الشباب.
كان الدكتور نوح العيسوي وكيل وزارة الأوقاف لشئون المساجد والقرآن، أكد إن الوزارة تشدد على غلق الزوايا غير المطابقة للمواصفات وخاصة خلال خطبة الجمعة المقبلة تنفيذًا لتعليمات الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، لتمكين المساجد الجامعة والخطباء الرسميين من أداء خطاب ديني منضبط.
وتمثل الزوايا الصغيرة خطرا كبيرا، لاستغلالها من الجماعات الإسلامية وخاصة التيارات السلفية في مختلف المحافظات، والقرى والنجوع لنشر أفكارهم واستقطاب الشباب، بحسب الدكتور إبراهيم ربيع، الخبير في شئون الحركات الإسلامية، الذي طالب مساندة الأوقاف في خطواتها لغلق الزوايا المخالفة، التي تسطير عليها تيارات أو مشايخ من السلفية.
يقول ربيع، في تصريحات صحفية في وقت سابق، إن هذه الزوايا في القرى تولد منها الأفكار المتشددة، خاصة إن هناك العديد من الزوايا المخالفة التي يلقى فيها تيارات إسلامية خطب للجمعة، ويقام فيها العديد من الدروس الدينية التي ينشر من خلال هذه الجماعات أفكارهم المتشددة، لافتا إلى أن هذه الفترة تحتاج إلى تكثيف الجهود حول هذا الأمر لمنعه ومواجهة الفكر المتشدد من جذوره.
ويوضح طارق البشبيشي، الباحث الإسلامي، إن هذه الزوايا مسئولة بشكل كبير جدا عن إخراج كثير من المتطرفين نظرا لكثرة عددها وانتشارها في جميع ربوع مصر خاصة في الريف و المناطق الشعبية حيث قلة التعليم و الفقر فيسهل ذلك من زرع الأفكار المتطرفة و اصطياد الشباب لتجنيدهم داخل الجماعات المتشددة.
ويضيف الباحث الإسلامي، أن هذه الزوايا بعيدة عن أعين الحكومة خاصة وزارة الأوقاف و الأزهر و يبنيها الأهالي بالمجهود الذاتي وينشط فيها المتطرفين خاصة من تنظيم الإخوان و يعتلى رموزهم منابر هذه الزوايا ويعقدون الدروس فيقع أهل القرية أو الحي فريسة أفكار هذه الجماعات التكفيرية.
وأظهرت صادرة عن جهاز الإحصاء، في عام 2018، أن إجمالي عدد المساجد والزوايا الموجود بمصر بنهاية عام 2016-2017، بلغ 132 ألفا و809 مساجد وزاوية، منها 102 ألف و186 مسجدا، و30 ألفا و623 زاوية.
وتأتي محافظة الشرقية في المركز الأول من حيث ارتفاع عدد المساجد والزوايا بها، إذ يوجد بالشرقية 15 ألفا و748 مسجدا وزاوية بنسبة 11.9% من إجمالي عدد المساجد والزوايا بالجمهورية. يليها في المركز الثاني، محافظة البحيرة بـ12 ألفا و45 مسجدا وزاوية بنسبة 9.1% من جملة المساجد والزوايا بالدولة، وفى المقابل جاءت أقل المحافظات في عدد المساجد والزوايا بها، متمثلة في محافظة بورسعيد، التي لا يوجد بها سوى 423 مسجدا وزاوية فقط.
أما العاصمة، محافظة القاهرة، فيوجد بها 6 آلاف و327 مسجدا وزاوية، منها 3100 مسجد، وتشكل مساجد وزاويا «القاهرة» نسبة 4.8% من جملة المساجد والزوايا بالجمهورية.