سبقها اجتماع منى محرز مع المستشار الزراعي الاسترالي.. اللحوم الاسترالية تعود للسوق المصري
الأربعاء، 10 أبريل 2019 09:00 ص
يُعدّ البروتين الحيواني، أحد المصادر والعناصر الغذائية المهمة والضرورية لجسم الإنسان، كما تُعدّ الثروة الحيوانية القومية المحلية، وكذلك الماشية واللحوم المستوردة، أهم روافد ومصادر توفير هذه النوعية من البروتين، وتتفاوت حظوظ المواطنين من البروتين الحيواني، من دولة لأخرى ومن مجتمع لآخر، حسب القدرات الاقتصادية والصحية والعادات والتقاليد، وتعتبر الولايات المتحدة الأمريكية ودول الاتحاد الأوروبي، وخاصة الأقطار الاسكندنافية، من أوائل الدول التى يتمتع فيها المواطن، بنصيب كبير من اللحوم الحمراء، وفي مصر تتعدد طرق الحصول على اللحوم الحمراء، مابين الانتاج المحلي والاستيراد للماشية الحيّة واللحوم، من خلال العلاقات التجارية، مع أكثر من 10 دول فى مجالات استيراد اللحوم الحمراء.
اجتماع الدكتورة منى محرز مع المستشار الزراعى الأسترالى
اللحوم الحمراء مابين الإنتاج والاستيراد
الأرقام والإحصائيات الرسمية، تؤكد أن مصر منذ منتصف الثمانينات، وبعد الأزمات والمشاكل، التى حاصرت المشروع القومى لتربية البتلو، بدأت تعانى من فجوة، بين الإنتاج المحلى والاستهلاك، فى الحصول على اللحوم الحمراء، وهو مادفعها إلى محاولة سد هذه الفجوة، من خلال الاستيراد من الخارج، سواء بجلب الماشية الحيّة ثم ذبحها، فى مناطق الحجر البيطرى، أو الاعتماد مباشرة على استيراد اللحوم، وهو الأسلوب الأفضل، الذى عن طريقه، كانت مصر ومازالت تحصل على احتياجاتها من البروتين الأحمر، وتستهلك مصر سنوياً حوالى مليون و200 ألف طن من اللحوم الحمراء، يتم استيراد أكثر من نصفها من الخارج، وفى عام 2014، كانت مصر تحتاج إلى 930 ألف طن من اللحوم، بينما كان إنتاجنا 390 ألف طن، وأصبحنا نستورد حوالي 250 ألف طن، عبارة عن لحوم مجمدة ولحوم حية تذبح في مصر.
استيراد الماشية
والحقيقة التى أثبتتها السنوات الماضية، أنه منذ ضرب المشروع القومى لتربية البتلو، من جانب مافيا الفساد والمحتكرين فى عام 1990، بدأت الفجوة فى اللحوم الحمراء تزداد عاماً بعد آخر، ولولا أنّ المخلصين والشرفاء من أبناء هذا البلد، قد استبدلوا الخراب الذى حلّ بمشروع البتلو، إلى تربية والاستثمار فى صناعة الدواجن، لعجزت الطبقات الوسطى والفقيرة، عن تناول اللحوم الحمراء والبيضاء، غير أنه بالتزامن مع توقف مشروع البتلو وقتها، والذى كان قد بدأ فى عام 1983، عندما أنشأت وزارة الزراعة واستصلاح الأراضى، المشروع بباكورة إنتاج 15 ألف رأس، ووصلت بعد ذلك إلى 275 ألف رأس في عام 1990، وتحقيق الاكتفاء الذاتي من اللحوم الحمراء خلال 3 سنوات، من عام 1987 وحتى عام 1990، ووقتها توقف المشروع فبدأت الفجو في تتصاعد مابين الانتاج والاستهلاك حتى وصلنا إلى استيراد أكثر من 50% من استهلاكنا للحوم الحمراء.
لحوم مستوردة
الاستيراد وأقطاره ومشاكله
وحسب تقارير وزارة الزراعة واستصلاح الأراضى، تستورد مصر حوالى 630 ألف طن، لحوم حمراء وبيضاء وأسماك، منها 350 ألف طن لحوم مجمدة أو مبردة، و400 ألف رأس ماشية سنوياً، من خلال العلاقات التجارية مع أكثر من 15 دولة منتجة ومُصدّرة للحوم، وأهمها البرازيل والهند وأستراليا ونيوزيلندا والسودان وأمريكا وأوكرانيا وإيطاليا وفرنسا وأسبانيا وإيرلندا والصومال وأوروجواى والأرجنتين وبارجواى، كما يبلغ متوسط نصيب المواطن المصري، من استهلاك اللحوم حوالى 8 كجم، بينما يرتفع هذا المتوسط، ليصل إلى 30 كجم في الولايات المتحدة و28 كجم في أوروبا و40 كجم في البرازيل.
كميات كبيرة من اللحوم فى انتظار المستهلكين
اللحوم الأسترالية تعود بقوة
وإذا كانت أستراليا، هى إحدى الدول، التى ترتبط بعلاقات اقتصادية وثيقة مع مصر، فإنها فى نفس الوقت، إحدى أهم الأقطار، التى نستورد منها اللحوم والماشية الحيّة، وعلى الرغم من الأزمات، التى مرّت بها عمليات استيراد الماشية الحيّة واللحوم، وأهمها احتجاج أستراليا، منذ سنوات على طريقة معاملة وذبح الماشية الأسترالية فى مصر، ثم رد الجانب الشعبى والإعلامى المصرى، على ذلك بوجود هرمونات مؤذية، فى كبسولات خلف أذن بعض العجول، كانت تمثل حوالى 10% من إجمالى إحدى الشحنات المستوردة وقتها، غير أن الجانب الأسترالى والشركات المستورِدة حينها، قامت بتفنيد هذه الادعاءات، وقالت إن الكبسولات مطابِقة للمواصفات الدولية، كما أنشأت الشركات المستورِدة للحوم والماشية الأسترالية، مجازر لها بميناء السُخنة، للخروج من هذه الأزمات المتكررة، وللذبح فى الأراضى المصرية، وتحت رقابة الحجر البيطرى ووفقاً للشريعة الإسلامية، لتختفى الأزمات والمشاكل ضد اللحوم الأسترالية، وتأخذ طريقها للسواق من وقتها.
كميات إنتاج اللحوم فى العالم
تبادل تجارى مع أستراليا
كانت الدكتورة منى محرز، نائب وزير الزراعة للثروة الحيوانية والسمكية والداجنة، قد عقدت اجتماعاً موسعاً، مع دكتور جلين آدموندز، المستشار الزراعي بسفارة أستراليا بالمملكة العربية السعودية، والذي يزور مصر حالياً ،بحضور صموئيل ألين، نائب سفير أستراليا بالقاهرة، لبحث زيادة أوجه التعاون المشترك، بين مصر وأستراليا، في مجال تنمية الثروة الحيوانية، ووضع آليات وضوابط استيراد اللحوم والحيوانات الحية، والمنتجات ذات الأصل الحيواني من أستراليا، بحضور الدكتور عبد الحكيم محمود، رئيس الهيئة العامة للخدمات البيطرية، والدكتور أحمد عبد الكريم رئيس الحجر البيطري، ومندوبي الحجر الزراعي.
أهم الدول المصدرة للحوم فى العالم
وأكدت منى محرز، على أهمية استمرار التعاون بين البلدين، حيث أن أستراليا من الدول المتقدمة، في مجال تنمية الثروة الحيوانية، وبها العديد من المجازر المعتمدة، لتوريد اللحوم المُشفّاة المجمدة والمبردة، ولحوم الضأن إلي مصر، ويتم تطبيق القواعد اللازمة، للتأكد من سلامة المنتجات الحيوانية المصدرة، وفقاً للمعايير الدولية المعمول بها، وتقوم الحكومة الأسترالية بإرفاق شهادة معتمدة بالذبح الحلال، مع اللحوم المصدرة من المنظمات الإسلامية المعتمدة من مصر.
الدكتورة منى محرز والدكتور عبد الحكيم محمود مع المستشار الزراعى الأسترالى
وأوضحت منى محرز أنه بعد التنسيق مع الدكتورعز الدين أبوستيت، وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، تم إعداد مقترح مذكرة تفاهم، بشأن التعاون الفني، وتحديد إجراءات التحقق من نظام إنتاج وتصدير اللحوم، ومنتجاتها بين وزارة الزراعة واستصلاح الاراضي فى مصر ووزارة الزراعة والموارد المائية بدولة استراليا، لمراجعتها من الجانبين، تمهيداً لأخذ الموافقات اللازمة، في هذا الشأن في البلدين والتوقيع عليها رسمياً، وأضافت نائب وزير الزراعة أنه تم الاتفاق علي إجراء تجربة مبدئية، للتأكد من أطول فترة صلاحية للحوم المستوردة، وتحديد المحاور المختلفة لمدخلات التجربة، وسيتم دعوة الجهات المعنية، لإجراء تجربة تأكيدية، لضمان الحصول علي لحوم ذات جودة عالية، وبأسعار مناسبة، وتعزيز التبادل التجاري بين البلدين، في مجال تصدير اللحوم من استراليا، وقال المستشار الزراعي الاسترالي، إنه يتم حالياً استيراد الموالح والعنب من مصر، كما تمت الموافقة علي استيراد التمور المصرية، وسيتم اتخاذ الإجراءات اللازمة لذلك.
المستشار الزراعى الأسترالى خلال الاجتماع مع الدكتورة منى محرز ورئيس هيئة الخدمات البيطرية
اجتماع الدكتورة منى محرز مع المستشار الزراعى الأسترالى