مراجعة دراما Jinn.. توابع تحضير الجِنّ بين الأساطير والقصص الغابرة
الأربعاء، 10 أبريل 2019 09:00 ص
«يرى ولا يرى ويغيب فى الثرى».. نص يصف حال وخصائص هذا المخلوق أو الكيان غير المادى الذى يعرف بـ"الجِنّ"، الذى إذا جاء ذكره على الكثير من الناس، رجالاً ونساءً، صغاراً وكباراً، تقشعر أبدانهم، وتتشتت أذهانهم، وتجتمع داخل رؤوسهم كل الأفكار المزعجة، فنتنبه حواسهم من أعينهم إلى آذانهم لكل حركة وصوت فى أبعد لحظات السكون السائد، تصل دقتها لسماع ضوى تساقط "إبرة" أو حتى قطرة ماء، حتى تأتى اللحظة الفارقة والمفزعة التى قد تكون شيئاً طبيعيا فى العادة مثل حركة مفاجئة أو صوت مفاجئ يحدث فى الجوار، فينتفضون، يصرخون، يهرولون، أو يخرج بعضهم بردة فعل أبعد من ذلك، ويظل ذلك حتى تزول تلك اللحظات العصيبة تدريجياً مع مرور الوقت وتذهب تلك السيرة وما تبعها من حالة من حيث أتت.
الجِنّ وعالمه بكل مسمياته فى مخنلف الثقافات، غريب ومشوق ولا يخلو من الألغاز، مخيف للبعض ويدعو للسخرية من آخرين، لكنه بلا شك مادة ثرية للغاية جرى استغلالها منذ زمن بعيد فى صناعة الفن، ولا يزال الأمر جارياً حتى وقتنا هذا، وربما تكون شبكة نتفليكس التليفزيونية قد وجدت ضالتها فى استثمار ذلك الموضوع وخاصة المرتبط بمصطلح «جِنّ» فى مكانه ومنبعه الصحيح، وهو بالطبع الشرق الأوسط الذى استنبط ذلك الاسم العربي منه، وذلك من خلال مسلسل بعنوان "جِنّ" Jinn الذى يعد أول إنتاجاتها الأصلية فى الوطن العربى، ويتكون من 5 حلقات مدة كل منها 30 إلى 45 دقيقة.
مسلسل جِنّ والذى الذى تم تصويره فى عمان و مدينة البتراء القديمة يحكي قصة مجموعة من الشباب العرب الذين توضع علاقاتهم وصداقتهم تحت الاختبار حين يستدعون من دون قصد قوى الجِنّ الخارقة للطبيعة إلى دخول عالمهم والتحكم فى مجريات الأمور، فهل سيتمكن الأصدقاء من العثور على الأجوبة التى يحتاجون إليها لإنقاذ كل شيء حين يصبح الخيط الفاصل بين الخير والشر رمادياً؟، والعمل بشكل عام يسلط الضوء على مواضيع الماورائيات وحياة المراهقين، ليقدم للعالم المعاصر لمحة عن الفلكلور الشرق أوسطي الفريد، ويطرح مواضيع معاصرة حول أساطير الجِنّ من خلال قصة غابرة خارقة للطبيعة عن الصداقة والحب والمغامرة.
بالطبع نجد أن غالبية الأعمال المنتمية لفئة الرعب، التى تعد واحدة من أهم الصناعات الفنية فى كبرى الدول المنتجة لفنون الصورة، ساهمت كثيرًا فى تكوين صورة ذلك العالم الخفى فى أذهان الناس عبر السنين، مستغلة الشغف الدائم بذلك الجانب عند كل البشر، وأصبحت مع الوقت تتعامل بشكل متطور وأكثر حرفية مع مخاوف وكوابيس المشاهدين، بالإضافة إلى ما يثير اشتمئزازهم وخوفهم من المجهول، وهى فكرة انبثقت من الأدب الكلاسيكى العالمى، و ظهرت منها العديد من الشخصيات المرعبة ذات الطابع المخيف فى مخيلة وتفكير غالبية المشاهدين وكذلك ما زال يُعتمد عليها من قِبل المؤلفين لأفلامهم مثل، مصاصى الدماء، والزومبى، والمومياءات، والمستذئبين، والسحرة، والأشباح، وأخيراً الجِنّ.
وفى سياق حديثنا عن مسلسل جِنّ من فهو يضم فى بطولته مجموعة من النجوم الصاعدين فى المنطقة العربية، مثل سلمى ملحس وحمزة عقاب وسلطان الخيل وعائشة شاهالذو، كما يشارك فيه كل من بان حلاوة وياسر الهادى وزيد الزعبى وكرم طباع ومحمد نزار وعبد الرزاق جركس ومحمد هندية وهنا شمعون، والعمل أيضاً من إخراج المخرج المعروف مير جان بو شعيا، الذى يتولى أيضًا الإخراج التنفيذى وذلك إلى جانب الثنائى إيلان وراجيف داسانى، اللذان عملا على إنتاج فيلمو "SEAM.
كما يتولى إيلان كتابة السيناريو بينما سيساهم راجيف فى كتابة السيناريو إلى جانب أمين مطالقة، مخرج فيلم "كابتن أبو رائد" الفائز بجائزة مهرجان صاندانس السينمائى.
وخلال أحداث ذلك العمل المنتمي لفئة الرعب والتشويق، تلعب سلمى ملحس دور ميرا، المراهقة المتمردة التى دمرها فقدان والدتها، وتحاول أن تتعلم كيف أن تحب من جديد حين تقابل كيراس، الذى يؤدى دوره حمزة أبو عقاب، الجنّي المكلف بحراسة الجنّ المذنبين. ويلعب سلطان الخليل دور ياسين، الذى يكافح فى عالم يبدو متآمرًا ضده، ونتابع قصته القديمة التى أثارتها صداقته غير الطبيعية مع فيرا، عائشة شاهالذو، التى تبحث عن الانتقام بأى ثمنٍ كان. وينضم إلى ميرا صديقاها فهد، وليلى فى معركة لإنقاذ ياسين من براثن فيرا قبل فوات الأوان.
فى النهاية وبالنسبة إلى الجميع فأن عالم الجن من العوالم الغيبية، وهو مذكور فى القرآن بشكل خاص والكتب السماوية بشكل عام، ورغم ذلك لم يستدل على وجوده من قبل العلم حتى الآن، وأيضاً لا يمكن للعلم تقديم برهاناً على عدم وجود الجن أو نفيه، لكن ليس بالبعيد أن يستدل على حقيقة ذلك الأمر فيما بعد، فكثير من أسرار الكون لم تكشف حتى الآن ، وهناك الكثير من الحقائق والأسرار تم اكتشافها مؤخراً رغم وجودها منذ الأذل.