بالمنطق.. مونديال قطر 2022 في مهب الريح
الإثنين، 08 أبريل 2019 06:00 م
دفعت قطر مليارات الدولارات في سبيل تحقيق حلمها باستضافة مونديال 2022 على أراضيها، بدءًا مما دفعته من رشاوى للحصول على هذا الاستحقاق كما كشفت العديد من الوثائق والتقارير خلال السنوات الماضية وحتى ما تدفعه حتى الآن لتهيئة الأجواء للمباريات والمشاركين.
في يناير الماضي، أكد رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا»، جياني إنفانتينو بحسب تصريحات صحفية على قرار زيادة المنتخبات المشاركة في المونديال إلى 48 منتخبًا، وأنهم تحدثوا مع الجانب القطري بهذا الشأن لتنفيذه، مشيرًا إلى ضرورة مشاركة دول خليجية للدوحة للاستعداد لهذا الأمر نظرًا لعدم قدرتها على استيعاب هذا العدد من المشاركة.
ونظرًا للمقاطعة العربية للنظام القطري منذ 5 يونيو من العام 2017 حيث أعلنت كُلًا من السعودية والإمارات والبحرين مقاطعة قطر إثر ثبات دعمها وتمويلها للإرهاب وزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، فلم يصبح أمام تنظيم الحمدين (حكومة قطر) سوى اللجوء إلى الكويت وسلطنة عُمان لمشاركتها في استضافة المونديال، ولكن يبدو أن الرياح تأتي بما لا تشتهي الأنفس. وجاءت تصريحات وزير خارجية عُمان، يوسف بن علوي مساء الأحد عبر شبكة CNN لتضع حدًا لمثل هذه التكهنات والأماني، مححدًا موقف بلاده تجاه مونديال 2022، وأن بلاده ليست على استعداد لاستضافة بعض المباريات المقررة في كأس العالم المقبل، كما أنها لا تمتلك الوقت الكافي للاستعداد لهذا الأمر بشكل جيد، مشيرًا أنه ربما فيما بعد يكونون سعداء بالاستضافة.
أما بالنسبة لموقف الكويت فهو ليس واضحًا بشكل قاطع بعد، فيما أعلن رئيس اتحاد كرة القدم بالكويت، الشيخ أحمد اليوسف في تصريحان لصحيفة «الراي» الكويية أن بلاده أن تقبل بالاستضافة مع قطر، موضحًا أن الشروط التي تطلبها «فيفا» صعب تنفيذها بالنسبة للكويت، مثل السماح لدخول الجنسيات الإسرائيلية على أرضها، والسماح لشركات المشروبات الكحولية بالترويج والبيع على أرضها.
اقرأ أيضًا: الحلم القطري يذهب أدراج الرياح.. لهذه الأسباب يصعب استضافة الدوحة لمونديال 2022
وكان مصدر كويتي مُطلع رفض الكشف عن هويته أكد على أن ما يظهر من تصريحات كويتية تُعد تأويلات طالما لم تأتي رسمية من جهات سياسية، موضحًا أن الشروط التي يطلبها «فيفا» تتعارض مع القوانين الكويتية، وقال: «أعتقد أن تضارب التصريحات بالكويت يعني التشتت وربما يُمثل ورقة تفاوضية مع الفيفا بشأن مصالح رياضية تكتيكية». هذا ولم تظهر حتى الآن تصريحات كويتية رسمية تجاه هذا الشأن.
ويرى المتابعون والمتخصصون في هذا الشأن أن الحلم القطري باستضافة المونديال سيظل في مهب الريح طالما استمرت على نهجها تجاه أشقاءها في المنطقة العربية ولاسيما من منظومة مجلس التعاون الخليجي، وتعنتها تجاه قائمة المطالب العربية التي قدمتها دول الرباعي العربي ومن شأنها احتواء أزمتها بعد تورطها في دعم الإرهاب وتهديد أمن المنطقة القومي.