في ذكرى ميلاد يحيى الفخراني.. ليلة تحول الطبيب إلى ملك الدراما
الأحد، 07 أبريل 2019 09:00 م
وقف «محمد» الشاب العشريني مرتديا البالطو الأبيض يترقب فيها اللحظات الأخيرة لحياة المريض الذي يرقد أمامه فى مستشفى ميت غمر، لكنها كانت اللحظات الأصعب في حياته، فالمريض لم يكن شخصا عاديا فهو والده الذي دخل المستشفى ليتلقى العلاج من وعكته الصحية لإصابته بأمراض الضغط والسكري.
ويحاول «محمد» إسعافه ولكن حداثته في مهنة الطب جعلته عاجزا أمام هول الموقف، فحياة والده بين يديه أمام الجميع ولم يستطع إسعافه على ما يرام إلى أن التقط أنفاسه الأخيرة إثر هبوط حاد فى الدورة الدموية وهو في آواخر الستينيات من عمره، أمام عينيه ليقف مكتوف الأيدي معلق اللسان ويخرج من المستشفى مصدوما بما وضعه القدر فيه.
جلس الشاب العشريني، يعيد حساباته ويتذكر ما هوسه في فترة الطفولة وعشقه للعزف على آلة «الأكورديون» في المراحل التعليمية وزاد عشقه للتمثيل بعد مشاركته في فرقة المسرح بالكلية وحصوله على جائزة أحسن ممثل على مستوى فرق المسرح في الجامعات، ليقرر القرار الأصعب فى حياته وهو التخلي عن البالطو الأبيض ويسير وراء قلبه تاركا عقله جنبا ويتخذ طريق الفن.
وبدأ مشواره الفني بخطوات سريعة بأعمال مسرحية وتليفزيونية يترك في كل منها بصمته الخاصة، ولم يدرك حينها أنه سيلقب فيما بعد بملك الدراما، فهو الفنان يحيى الفخراني واسمه الكامل محمد يحيى الفخراني الساخر الباكي، الذي قرر عدم السير وراء فشله في الطب وتأثير الموقف الذى تعرض له ويبدأ رحلة نجاح بعيدة تمام البعد عن دراسته ومجال عمله، ولكن موهبته كانت كفيلة لتأخذ بيده إلى طريق النجاح الذي أصر عليه.
وأثناء مشواره الفنى وقع في حب الكاتبة لميس جابر أثناء مشاركته إحدى الأعمال المسرحية وتزوجه وأنجب منها ثلاثة أطفال، ويستكمل مشواره الفني، الذي توجه بالكثير من الأعمال الباهرة والشخصيات المختلفة التي أبرع في تجسيدها، وحصل على أكثر من خمسين جائزة ليجلس متوجا على عرش الملك، وهو ما لقبه به عشاقه «ملك الدراما» مستمرا فى إمتاع جمهوره بأعمله الفنية، رغم تقدمه في العمر فهو من مواليد 7 أبريل عام 1945 بمدينة المنصورة من عائلة ميسورة وجدوا فيه آمالهم عند التحاقه بكلية الطب ولكنه حطم توقعات الكافة بإبهار الجميع بإبداعه الفني.