دمج دار رعاية أيتام بأخرى للمسنين بين الحقيقة والهبد.. الصورة مفبركة وخبراء يتمنون تنفيذها
الأحد، 07 أبريل 2019 11:00 صولاء عكاشة
في الأيام القليلة الماضية تداول رواد موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»، صورة لدار رعاية أيتام في كندا تم دمجة مع دار رعاية مسنين، وأشاروا إلى أن تطبيق الفكرة لاقى نجاح كبير وكانت النتيجة أفضل بكثير من المتوقع.
بعد عمليات البحث والتقصى، لصحة الصورة المتداولة، تأكد "صوت الأمة"، أنها كاذبة ولم يتم تطبيق هذه الفكرة على أرض الواقع في كندا كما أشار رواد مواقع التواصل الاجتماعى، حيث أن الصورة نفسها كانت لفريق في ألمانيا يقوم فيه كبار السن بالاعتناء بالأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين الخمس والثلاث سنوات، مرة واحدة في الأسبوع من خلال اللعب والمرح معا لمدة ساعتين.
ولكن عند التطرق لفكرة المبادرة نفسها، وهل تطبيقها في مصر سيحقق نجاحاً أم لا، تواصل "صوت الأمة" مع خبراء علم النفس والاجتماع، لمعرفة رأيهم في مدى نجاح تطبيق الفكرة على أرض الواقع، خاصة في ظل وجود بعض السلبيات الإدارية من قبل المشرفين والمشرفات في بعض دور رعاية الأيتام ورعاية المسنين، وللوقوف على جواز تطبيق الفكرة من الجهة المسؤلة في هذا الصدد، تواصلنا أيضا مع المستشار الأعلامي في وزارة التضامن الأجتماعي .
الدكتور جمال فرويز، استشاري الطب النفسي، يقول إنه قرابة الثلاثة أشهر وهو يطالب بتطبيق فكرة مشابهة، فهو يرى أن الرعاية والعطف الذي يحتاجه كل من المسنين والأيتام الصغار، ربانية نابعة من القلوب الرحيمة، والتي قد لا تكون موجودة عند كثير من مشرفين ومشرفات هذه الدور.
وأشار "فرويز" إلى فكرة تدشين مجلس أمناء في كل حي من أحياء محافظات مصر، بحيث يكون مسؤول عن مثل هذه الدور، ويعمل على دمج جزئي وليس كلي بين دور رعاية الأيتام والمسنين من خلال ظوابط محددة، مؤكدا أن تنفيذ سيلاقى نجاح كبير.
في هذا الصدد تقول الدكتورة بثينة عبد الرؤوف الخبيرة التربوية، إن الفكرة بالفعل تم تطبيقها في بعض الدول الأوربية، وحققت نجاحاً كبيراً، لافتة إلى أن الفكرة في حد ذاتها رائعة ولكن كيفية التطبيق هي التي تحتاج إلى دارسة خاصة في مصر، لاسيما وأن الطفل اليتيم يحتاج حنان من نوع خاص وكذلك المسن فهو أيضاً يفتقد روح العائلة والأحفاد.
وأشارت " عبد الرؤوف" إلى أنه تم تطبيق فكرة مشابه مؤخرا في الأسكندرية، من خلال إحدى السيدات التي لم تفصح عن اسمها، مؤكدة أن التنفيذ كاملا قائم على العمل التطوعي من هذه السيدة، دون أي تدخل للحكومة.
وأضافت الخبيرة التربوية، أن الإشراف في هذه الدور في مصر، يعاني من سلبيات كثيرة، وسوء معامله مع النزلاء سواء من الأطفال أو كبار السن، وتطبيق هذه الفكرة بشكل جزئي وليس كلي وبطريقة إدارية صحيحة، سيحقق نجاح كبير ويعوض الطرفين بالحنان الذي يفتقده كل منهم.
وللوقوف على جواز تطبيق الفكرة، من الناحية القانونية المسؤلة عن هذه الدور في مصر، تواصل "صوت الأمة"، مع المستشار الإعلامي لوزارة التضامن الاجتماعي، الدكتور محمد العقبى، الذي أكد عدم جواز تطبيق الفكرة، لاسيما وأنه يرى رأي خبراء علم النفس والاجتماع الذي يؤيد تطبيق الفكرة، أنه "سطحى" وغير مناسب في ظل نوعية الحالات التي تتواجد في دور رعاية الأطفال ودور رعاية المسنين، لاسيما وأن عمليه الترخيص لهذا التطبيق بها الكثير من الصعوبات.
وقال "العقبى" إن كل من المسنين والأطفال الأيتام يحتاج إلى رعاية خاصة، ودمج الأثنين معا سيلاقى فشلا كبير، قائلا "كيف لمسن يتعدى عمره الـ60 عام يقدر على تحمل مسؤلية طفل صاحب 5 أو 3 سنوات" .