علوم مسرح الجريمة (1): أساسيات علم المقذوفات الخاصة بالأسلحة
الجمعة، 05 أبريل 2019 08:00 م
«حركة المقذوف»..تُعد شكلاَ من أشكال الحركة التي يقذف بها جسيم أو كما يسمى «قذيفة بالقرب من سطح الأرض»، وتتحرك في مسار منحني يخضع لتأثير عجلة الجاذبية فقط، كما يفترض أيضًا إهمال مقاومة الهواء في كافة المعادلات وعليه، فالقوة الوحيدة المؤثرة على حركة الجسم هي وزنه، الخاضع لعجلة الجاذبية، التي تؤثر في اتجاه رأسي لأسفل، ونظرًا للقصور الذاتي للجسيم، لا يتطلب الأمر أي قوة أفقية خارجية للمحافظة على سرعة الجسيم الأفقية.
فى التقرير التالى «صوت الأمة» رصد أساسيات علم المقذوفات سواء الداخلى أو الخارجى منها وقوة الجاذبية والهواء والرياح الذى يساهم بشكل كبير فى ميكانيكية اختراق السلاح للأجسام الموجهه لها وماهية ذلك العلم المعروف بـ«المقذوفات» - بحسب الخبير القانونى والمحامى محمد أحمد عبد التواب.
علم المقذوفات هو العلم الذي يضع القوانين التي تحكم أداء الأجسام المقذوفة، حيث يمكن تقسيم القوى التي تتعرض لها المقذوفات بشكل عام «أو ما يُعرف بمباديء علم المقذوفات » إلى ثلاثة علوم فرعية، ما يهمنا مناقشته هنا هو شكلين من هذه العلوم : «علم المقذوفات الداخلي، وعلم المقذوفات الخارجي، وعلم المقذوفات الطرفى أو النهائى فهو الذي يصف تأثير الإصطدام على الهدف، وهو ما نُطلق عليه تجاوزاً «ميكانيكية الإختراق».
علم المقذوفات الداخلي:
هو العلم الذي يتعرض ويدرس الأداء الداخلي للمقذوف لدى حركته في سبطانة السلاح وحتى خروجه من الفوهه «يدخل من ضمن هذا العلم، قوى الإرتداد وطاقة الفوهه» حيث تكون قوة الدفع هي القوة الرئيسة المؤثرة على المقذوف، فبعد إشتعال الحشوة الدافعة فإن الغاز المتولد، يسبب ضغط عالي جداً في جوف السبطانة نتيجة تمدد السريع، وهذا بدوره يدفع المقذوف بسرعة عالية إلى خارج فوهة السلاح «هذا سبب كون منطقة الإشتعال هي أثخن منطقة في السبطانة» - وفقا لـ«عبد التواب».
وبينما يتم تعجيل المقذوف في جوف السبطانة، فإن هذه العملية تولد فراغ وفسحة لغاز الإشتعال للتمدد، ولذلك فإن ضغط الغاز ينخفض نتيجة هذا التوسع، وتهمل قوى إحتكاك القذيفة مع الجدار الداخلي للسبطانة، وكذلك قوى الكبح الإيروديناميكية بسبب صغرها مقارنة بقوى الدفع، وبعد خروج المقذوف من السبطانة، فإن هذا التمدد للغازات هو الذي يسبب الصوت العالي للسلاح، نتيجة خروجه السريع من فوهة السبطانة – طبقا لـ«عبد التواب» .
ولو تساءلنا عن العناصر التي تحدد سرعة خروج المقذوف من فوهة السلاح «تقاس هذه على بعد بضعة أمتار من الفوهه وليس مباشره منها»، فيمكن تحديدها بالتالي: وزن الدافع ونوعه والتي تحدد مقدار التمدد والتوسع الواقع على الغازات الناتجة عن الإحتراق، طول السبطانة والذي يوفر فسحة أكبر لعملية تحرر وتمدد الغازات الدافعة للمقذوف، وأخيراً وزن المقذوف، مع ملاحظة أنه لتطوير طاقة الفوهه، فأن سرعة الفوهه أهم بكثير من وزن المقذوف، لأن مضاعفة سرعة الفوهه، يربع طاقتها، بينما مضاعفة وزن المقذوف، تضاعف طاقته فقط «قانون الطاقة الحركية».
علم المقذوفات الخارجي:
هو العلم الذي يدرس حركة المقذوف بعد إنتهاء مرحلة الدفع، وخروجه من فوهة السلاح، حيث تكون القوى الخارجية مثل الوزن والكبح والقوى الإيروديناميكية هي المؤثرة على الجسم الطائر، وتحركه عن مساره حيث يمكن تحديد القوى الإيروديناميكية وتأثيراتها بالعناصر التالية :
-قوى الجاذبية: الجاذبية الأرضية تمنح تعجيل إنحداري للقذيفة، يسبب لها الهبوط عن خط البصر، لذلك يتم التأكيد هنا على سرعة الفوهه، فكلما زادت هذه إنخفض زمن طيران المقذوف، مما يوفر معه مسار مسطح للمقذوف.
-قوى الهواء والرياح: للريح عدد من التأثيرات على مقاومة طيران المقذوف، تسمى قوى الكبح أو الإعاقة Drag Force وتتمثل هذه في دفع الريح لجانب المقذوف أثناء طيرانه، حيث يتركز ضغط الهواء على أنف المقذوف، مما يجعل هذا الأخير ينتصب خلال طيرانه في الهواء .
-قوى ومؤثرات خارجية: ويقصد بذلك تأثير الحرارة، والضغط الجوي، والرطوبة، والتي ستحدد مستوى كثافة الهواء في البيئه المحيطة .
وكقاعدة عامة كلما زادت كثافة الهواء كلما زادت المقاومه، أما الرطوبة، فيمكن القول أن لبخار الماء كثافة تبلغ 0.8 غرام / لتر في حين يبلغ متوسط هذه في الهواء الجاف 1.225 غرام / لتر، ولذلك فإن الرطوبه العالية في الحقيقة، تُنقص كثافة الهواء، وبناء عليه تنخفض المقاومة للمقذوف، كذلك الأمر بالنسبة للحرارة، فعندما ترتفع درجة الحرارة، تتباعد جزيئات الهواء عن بعضها البعض وتقل كثافة الهواء، وبالتالي تستطيع القذيفة إجتياز هذه الجزيئات بطاقة قليلة نسبياً .