الرياض وبغداد وانفتاح متبادل.. سياسي سعودي: الاقتصاد والأمن أبرز مجالات التعاون
الجمعة، 05 أبريل 2019 05:00 م
تطور لافت تشهده العلاقات السعودية العراقية منذ الربع الثاني من العام الماضي (2018)؛ تزداد وتيرته خلال الآونة الأخيرة، ولعل ما تم الإعلان عنه خلال زيارة وزير التجارة والاستثمار السعودي، ماجد القصبي والوفد المرافق له للعراق من تعاون وانفراجة دبلوماسية لخير دليل على ذلك.
وشهد الجانب السعودي مراسم افتتاح القنصلية السعودية في بغداد بحضور وزير الخارجية العراقي، محمد علي الحكيم. وأشاد بيان الخارجية العراقية بهذه الخطوة موضحًا أنها تأتي كمؤشر لتعزيز التواصل والعلاقة بين المملكة العربية السعودية والعراق. ووصف المتحدث باسم وزارة الخارجية العراقية، أحمد الصحاف العلاقة السعودية العراقية بـ«الإستراتيجية»، لافتًا إلى اعتزام العراق على فتح قنصلية لها بالمناطق الشرقية بالمملكة.
أيضًا أعلن «القصبي» قُرب افتتاح 3 قنصليات أخرى في عدد من المحافظات العراقية قريبًا، إلى جانب بناء مدينة رياضية لأبناء العراق كهدية من العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز، ومنحة تُقدر بمليار دولار أمريكي في عدد من المحافظات العراقية.
المحلل السياسي السعودي، مبارك آل عاتي يقول في تصريحات خاصة لـ«صوت الأمة»: «العلاقات السعودية العراقية وصلت مؤخرًا إلى مراحل متطورة جدًا في سبيل تحقيق تقارب حقيقي بين البلدين الشقيقين المتجاورين، حيث نجحت السياسة السعودية في ترقية وتصعيد علاقات البلدين وفق سياسة المراحل والتصعيد الهادىء ما أوصلها إلى حالة من الرضا المتبادل، خصوصًا أن السعودية وما تمثله من ثقل عربي وما تملكه من دور محوري دولي تستطيع أن تعيد تقديم العراق لمحيطه العربي وتستطيع إعادة تصديره بوجه جديد متوافق مع المجتمع الدولي، الأمر الذي سيعود على العراق بعلاقات عربية ودولية مفيدة».
وأضاف أن «الرياض وبغداد أبدتا حرصًا مشتركًا لإقامة أفضل العلاقات لإرساء روابط مبنية على أسس صحيحة لصالح الشعبين الشقيقين بفضل الأهمية الإستراتيجية التي يوليها العراق للعلاقات مع السعودية وسياسة الانفتاح العراقي على دول الجوار».
وتابع «آل عاتي» بأن «السعودية وهي تسعى لإقامة أفضل العلاقات مع العراق راعت القرار السيادي العراقي كثيرًا واحترام علاقاته، فهي تدرك الحساسية التاريخية للعراق مع جواره الإيراني وأيضًا التركي».
وأشار إلى أن تركيبة الوفد السعودي الزائر للعراق تعكس طبيعة وأهمّ المجالات التي تريد السعودية التركيز عليها في إرساء علاقتها الجديدة بالعراق، ويبرز في مقدّمتها المجالان الاقتصادي والأمني نظرًا لما بينهما من ترابط وثيق، بالنظر إلى أنّ الإشكالات الأمنية في العراق هي في بعض وجوهها إشكالات تنموية، إذ كثيرًا ما مثّلت الأوضاع الاقتصادية في البلد وتراجع مستوى عيش مواطنيه وضعف الخدمات المقدمة من الدولة تربة خصبة للتشدد ومجال تحرك للتنظيمات الإرهابية، مثل تنظيمي القاعدة وداعش، لذلك فإن إعادة الاعمار فرصة كبيرة وبوابة مواربة للسعودية للعودة بقوة إلى العراق في ظل روابط سياسية وطائفية بدأت أهميتها تتراجع بشكل واضح لدى الغالبية العظمى من العراقيين الذين ينشدون الأمن والاستقرار والتنمية».