قمة «الغذاء والماء» لتوفير الطعام لـ 400 مليون عربي
الجمعة، 05 أبريل 2019 01:00 م
جدول يوضح حجم الفجوة المائية فى الوطن العربى
وزراء المياه والزراعة العرب
كان وزراء المياه والزراعة العرب، قد بدأوا الخميس الاجتماع الوزاري المشترك الأول، لبحث التحديات المعاصرة، بمقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية بالقاهرة، لتنسيق السياسات بين قطاعي المياه والزراعة، من خلال إنشاء لجنة دائمة مشتركة رفيعة المستوى، وعقد اجتماعات وزارية مشتركة لوزراء المياه والزراعة العرب، ومن المقرر أن يتم اعتماد وثيقة "إعلان القاهرة"كأحد مخرجات الاجتماع الوزارى، والذى يهدف إلى تطوير جيل جديد من السياسات والاستثمارات، لمواجهة التحديات الحالية والمخاطر المستقبلية المرتبطة بالأمن المائي والغذائي، ومن الحقائق المؤلمة، التي لا تغيب عن أذهان الوزراء المجتمعين، أن المنطقة العربية لديها 1% من المياه العذبة على مستوى العالم.
وهناك أكثر من 60% من مياه الأنهار، تأتي من خارجها، علاوة على أن 40% من سكانها يعيشون في مناطق الشُح المائي، كما أن هناك 14 دولة عربية، تُعد من بين الدول الأكثر معاناة من ندرة المياه على مستوى العالم، وجديرٌ بالذّكر فى هذا الصدد أن مصر تقع حالياً فى نطاق حالة النُدرة المائية، طبقا لمؤشر النُدرة، والذى يتم حسابه من خلال قسمة إجمالى الموارد المائية المتجددة، على إجمالى عدد السكان، حيث يبلغ نصيب الفرد من الموارد المائية المُتجددة حوالى 600 متراً مكعباً.
تطور الإنتاج والاكتفاء الذاتى من السلع الرئيسية فى الوطن العربى
الطعام من الجوع والأمن من الخوف
كان وجود الماء، هو بداية الاستقرار وقيام الحضارات منذ القدم، لأن توافره أدى إلى الزراعة، وكانت الزراعة بداية الأمن الغذائي، وهو ماسجّله التاريخ في أجزاء عديدة من الوطن العربي، ثم خلّد القرآن الكريم، مبدأ توفير الطعام لسد حاجة الجوع، والأمن من الخوف، كقاعدتين للبناء والاستقرار، واستمرار عجلة الحضارة، حيث قال المولى تبارك وتعالى فى سورة قريش (فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَٰذَا الْبَيْتِ (3) الَّذِي أَطْعَمَهُم مِّن جُوعٍ وَآمَنَهُم مِّنْ خَوْفٍ (4))، ومن هنا كان توافر المياه، هو بداية الزراعة واستمرار حلقات سلسلة التاريخ، غير أنه مع مرور السنوات والقرون، ازداد عدد السكان وتشعبت وتعقدت عمليات توفير الطعام، لإشباع الأفواه الجائعة، حتى وصل الوطن العربى إلى ماوصل إليه، من الاعتماد فى غذائه على الاستيراد من الخارج، حتى باتت أكبر دِولهِ تِعداداً للسكان، وأوسعهم مساحة منزرعة بالمحاصيل، وهى مصر، أكبر مستورد للقمح فى العالم، على الرغم من أنها تزرع أكثر من 3 ملايين فدان من المحصول.
وقد رصدت العديد من الدراسات والبحوث والتقارير، منذ عشرات السنين، أزمة الغذاء والماء فى الوطن العربى، واقترحت الحلول والتوصيات، التى قد تساهم فى التقليل من أثر هذه المشكلة المُزمِنة، ومن بين هذه الدراسات، كانت هناك دراسة قيّمة، تحت عنوان(الفجوة الغذائية بالوطن العربى)، لكلٍ من الدكتور مصطفى محمد السعدنى – والدكتورة ألفت على حسن ملوك، بقسم الاقتصاد والإرشاد الزراعى والتنمية الريفية، بكلّية الزراعة بدمنور جامعة الإسكندرية، وقد رصدت الدراسة، أزمة الغذاء فى الوطن العربى، وتداعياتها وآثارها على أقطاره وسكانه، وخلُصت إلى وضع الأُطر والبرامج، التى تخفف من أثار هذه الفجوة.
نهر الأردن
قضية الأمن الغذائى العربى
وتشير الدراسة، إلى أن قضية الأمن الغذائى العربى من أهم القضايا، التى تواجه الوطن العربى، لما لها من تأثيرات مباشرة على الأوضاع السياسية والاقتصادية، وما يرتبط بها من قرارات تنموية، والتى تتزايد مع تصاعد أزمة الغذاء على المستويات العالمية، فى ضوء الاعتماد الكبير للوطن العربى على واردات الغذاء، فى سوق عالمي يتسم بالتقلبات الكبيرة.
نسبة مساهمة الإنتاج الزراعة فى الوطن العربى ونصيب الفرد منه
مؤشر التبعية الغذائية فى الوطن العربى
وهو الأمر الذى يستلزم ضرورة اتباع سياسات جديدة، تتوائم وتتوافق مع المتغيرات العالمية الراهنة، بما يتطلب تعبئة الجهود العربية لإحداث التعديلات والتغييرات المطلوبة، فى السياسات الزراعية العربية، لتحقيق الأمن الغذائى العربى، ولم يعد مفهوم الأمن الغذائى، مجرد تحقيق الاكتفاء الذاتى كمضمون سياسى، بل أصبح مضاموناً اجتماعياً، يهدف إلى الكفاية الغذائية الصحية، لكل أفراد المجتمع دون تمييز، من حيث مستوى الدخل أو المنطقة، كما يعتبر مدى تحقيق الاستهلاك الغذائى للكفاية الغذئية، معياراً لتحقيق التنمية، باعتبار أن التنمية البشرية، تعنى توفير مستوى دخل، ومستوى صحى وتعليمى ملائم للمفرد، ولا شك أن توفير مستوى غذائى مناسب للمفرد، هو أحد مقومات تحقيق المستوى الصحى، الذى تستهدفه التنمية البشرية، والتى هى بدورها الهدف النهائى للتنمية المتواصلة، لذلك فقد أصبح لزاماً على الدول العربية، أن تواجه تحديات الأمان الغذائى فى ظل المتغيرات الإقليمية.
نهر العاصى
200 مليون هكتار
فى 13 فبراير عام 2017، كشف رئيس الهيئة العربية للاستثمار والإنماء الزراعي، محمد بن عبيد المزروعي، أن الأراضي الصالحة للزراعة في العالم العربي، تصل إلى 200 مليون هكتار، وهو مايساوى أكثر من 666 مليون فدان، بينما لا يصل المستغل منها زراعياً إلى 5%، وقد جاء ذلك في مؤتمر صحفي للهيئة في العاصمة السودانية الخرطوم وقتها، وأضاف "المزروعي" في المؤتمر، أن تراجع نسبة الأراضي الزراعية المستغلة، يضع الدول العربية أمام تحديات في مجال الأمن الزراعي والغذائي، وتابع"المزروعى" أن المؤتمر فى نسخته الثالثة انعقد تحت شعار"غذاؤنا مسئوليتنا"، ليلقي الضوء على أهم المشاكل والتحديات التي تواجه قطاع الزراعة في الوطن العربي، بهدف إيجاد حلول ناجعة لها ودفع عجلة التنمية للأمام.
نهر دجلة
نسبة مساهمة الإنتاج الزراعة فى الوطن العربى ونصيب الفرد منه
جدول يوضح حجم الفجوة الغائية فى الوطن العربى
نهر لوكوس بالمغرب
بحيرة طبرية