بعد سقوط أردوغان في الانتخابات الأولى في مسيرته.. ديكتاتور تركيا في عيون كتاب لندن
الأربعاء، 03 أبريل 2019 12:00 م
قال الكاتب سيمون تيسدال فى تحليل له بصحيفة "الجارديان" البريطانية، إن الرئيس التركى رجب طيب أردوغان حول الانتخابات المحلية فى تركيا إلى استفتاء على قيادته الشخصية، ومع بدء ظهور النتائج التى تظهر تراجع حزب العدالة والتنمية (AKP) على الصعيد الوطنى وفقدانه السيطرة على سبع مدن من المدن التركية الرئيسية البالغ عددها 12 مدينة، دون احتساب إسطنبول، بدا الأمر وكأن الأتراك يتنصلون من رئيسهم بشكل لاذع.
وأضاف الكاتب أن السؤال الآن هو كيف سيكون رد فعل أردوغان، الرجل الذى سيطر على السياسة التركية منذ عام 2003 فهو خاسر سيئ لم يعتد الهزيمة. وأشار إلى أن أردوغان لا يتقبل الانتقادات، فرغم إدعاءه بأنه سيحقق نصرا كبير، إلا أن التراجع الكبير لحزب العدالة والتنمية، لاسيما مع نسبة إقبال بلغت 84.5% فى جميع أنحاء البلاد، يعد بمثابة توبيخ غير مسبوق.
ومضى تيسدال يقول، إن أردوغان يستحق اللوم بالتأكيد، حيث قام فى النهاية وحده بتوجيه حملة حزب العدالة والتنمية، حتى أنه لم يتكبد عناء أن يظهر محايدا، واستغل منصبه كرئيس وعقد اجتماعات حاشدة يوميا تقريبا لمدة شهرين قبل التصويت. وقال إن فوز حزب العدالة والتنمية كان "مسألة بقاء وطنى" وادعى أن خصومه كانوا فى تحالف مع الإرهابيين.
حتى بمقاييسه التى لا ضمير لها، يضيف الكاتب، فقد وصل لأدنى مستوى له على الإطلاق من خلال عرض لقطات فيديو عن عمليات القتل التى وقعت فى مسجد كرايستشيرش الشهر الماضى فى نيوزيلندا، وقال إن الهجمات كانت جزءا من حملة غربية منظمة ضد المسلمين بشكل عام والأتراك بشكل خاص.
وأضاف الكاتب، أن نتيجة الانتخابات أكبر صدمة سياسية فى تركيا منذ محاولة الانقلاب الفاشلة فى عام 2016. كان رد فعل أردوغان الفورى آنذاك هو إصدار أوامر باعتقالات جماعية وإلقاء اللوم على المتآمرين المقيمين فى الخارج، بما فى ذلك الجيش الأمريكى. واستمر فى استخدام الانقلاب كذريعة لشن عمليات تطهير عشوائية فى جميع أنحاء البلاد لتعزيز قبضته على السلطة.
وتوقع الكاتب أن يكون هناك انتقاما مشابها ولكن ربما لا يكون بنفس الحجم. كما كان الحال فى الماضى، سيطلق حزب العدالة والتنمية تحديات قانونية ضد المعارضين بمساعدة سلطة قضائية مطلقة، ويسعى إلى استبعادهم قبل أن يتمكنوا من تولى المنصب أو الطعن فى سلامة الإجراءات الانتخابية المحلية.
وتحت عنوان "الانتخابات التركية: فشل أردوغان أكبر من أن يتم إخفائه"، قالت الكاتبة هانا لوسيندا سميث، فى مقال لها بصحيفة "التايمز" البريطانية، إن الانتخابات فى تركيا توقفت منذ فترة طويلة أن تحمل أى مفاجآت، فمنذ انتخابه رئيسا عام 2014 ، بعد أن شغل منصب رئيس الوزراء منذ عام 2003، شدد رجب طيب أردوغان تدريجيا قبضته على وسائل الإعلام والقضاء والمؤسسات فى بلاده إلى درجة يعتقد معظمها أنه من المستحيل أن يعانى من هزيمة حقيقية.
بدلا من ذلك، أصبحت جولة الاقتراع منذ عام 2014 - ثلاث انتخابات برلمانية واستفتاء دستورى وانتخابات رئاسية وانتخابات محلية أمس - أكثر من مجرد نتيجة، فالحملات الانتخابية كانت فرصة لأردوغان للسفر فى جميع أنحاء بلده الشاسعة لاستعراض نهجه الشعبوى الذى أبقاه على قمة السياسة التركية منذ 16 عاما.
أما صحيفة "التليجراف" البريطانية، فقالت فى مقال للكاتب راف سانشيز، إن الرئيس التركى لم يتعرض لهزيمة قط من قبل، فبعد أن خرج من السجن فى عام 1998 بعد سجنه بسبب قراءة قصيدة إسلامية، احتل حزب العدالة والتنمية الذى يتزعم المرتبة الأولى فى كل انتخابات وطنية.
وأضاف قائلا، لقد فازوا باستفتاء دستورى لمنح أردوغان سلطات رئاسية جديدة شاملة وسيطر على حكومتى مدينتى إسطنبول وأنقرة لمدة ربع قرن.
التفسير السهل - وهو التفسير الذى يريح النقاد الغربيين فى بعض الأحيان - هو أنه يمكن لأى شخص الفوز فى الانتخابات عندما يسجن خصومه ويتحكم فى وسائل الإعلام، بحسب الكاتب الذى أضاف أن العلامة التجارية السياسة لأردوغان أصبحت مزيجا من الإسلاموية والقومية التركية.