«مخترع حلوان».. طالب يبتكر شبكة توليد كهرباء من المياه (فيديو وصور)

 

أجرت مجموعة من طلبة كلية الهندسة، بجامعة حلوان، بحوثا دراسية أثناء مشروع تخرجهم، وكان قد جمعهم هدف واحد و هو تنمية المجتمع فلم يتركوا سبيلاً لليأس بينهم، وكان شغف العلم وقودهم الذي يدفعهم للأمام دون توقف مهما واجهوا من صعاب، بعدما تأكدوا مما رأوه في المجتمعات المختلفة من أن الطاقة هى السبيل لصنع الحضارات، وبدونها يعيش المجتمع كفيفا.

 

 

اتجه تفكير الطلاب البحثي إلى مجال الطاقة، حتى تنبهوا أن حوالي ثلثى مساحة الكرة الأرضية عبارة عن مسطحات مائية، فصاروا نحو تسخير تلك المسطحات لإنتاج الطاقة الكهربائية، كونها تتميز بالنظافة التي تعيد الانتعاش البيئي لكوكب الأرض، و تجددها الدائم لإنتاج الطاقة على مدار اليوم كاملاً ليس أثناء النهار فقط كما في الطاقة الشمسية، و قلة تكلفتها الإنشائية، و انعدام تكلفتها التشغيلية، و كِبَر كفائتها مقارنة بغيرها من مصادر الطاقة سواء المتجددة أو التقليدية.

 

 

ويُعد ذلك المشروع هو مشروع تخرج لهؤلاء الطلاب  الذين نجحوا في ابتكار شبكة من المولدات الكهربية التي تعمل بتقنيات «النانوتكنولوجي» لتسخير المياه إلى طاقة كهربية بالتعاون مع المركز المصري لتقنيات النانو.

 

وقال محمد محيى الطالب بالفرقة الرابعة بالكلية و قائد تلك المجموعة البحثية، إنه شتَان بين مشروعهم و بين إنتاج الطاقة عند السدود كما في السد العالي، فوجه الشبه هو تسخير المياه للطاقة و دوام فترة التشغيل فقط، أما مضموناً فهناك العديد من الإختلافات كالتكلفة الإنشائية للمحطة؛ ففي السدود يتم بناء سداً للمياه و يتم تصنيع توربينات بتصميمات و نظم تحكم معقدة مما يؤدي إلى زيادة العمالة و أيضاً زيادة أعمال الصيانة للمحطة و كل هذه العوامل تعطى مؤشراً كبيراً في إقتصاديات المحطة من حيث التكلفة العالية و احتمالية وجود أعطال ميكانيكية كبيرة، أما في شبكة المولدات التي تعمل بتقنية النانو فهى أولاً تعمل بوجودها على سطح المياه أياً ما كانت فيكفيها سريان المياه فقط فتكلفة الإنشاء تكاد تكون معدومة مقارنة بما في السدود مما يشير بالإيجاب الشديد على إقتصاديات المحطة و أيضاً انعدام الصيانة و إذا تلف شيئاً فإنه لا يؤثر على الإطلاق في إنتاج المحطة فهو شىء يمكن أن يهمل.

 

 

وبعد أشهر قليلة من بداية عمل هؤلاء الشباب فقد نجحوا في المشاركة بالمؤتمر الدولي الثاني لعلوم المواد و الهندسة في الشهر المنقضي لعرض أفكارهم و مناقشتها مع مجموعة كبيرة من العلماء و الباحثين  من مختلف دول العالم.

 

 

وأضاف محمد محيي، أنه يتمنى أن يطبق مشروعه فى مصر وتتبناه أي جهة حكومية أو رجل أعمال مصرى، لافتا إلى أنه عرض عليه خلال مشاركته فى أحد المعارض الدولية من مستثمر أجنبى شراء المشروع وتسويقه لكنة رفض، مؤكدا أن ذلك المشروع نقلة علمية و اقتصادية كبيرة في مصر إذا تم تنفيذه؛ فتمتلك مصر العديد من الموارد المائية كالبحر الأبيض المتوسط و البحر الأحمر و نهر النيل، فلما لا نستغل تلك الموارد التي وهبها الله لنا لخدمة مجتمعنا و استعادة حضارتنا العظيمة.

 

 

وأوضح أنه يمكن استخدام ذلك المشروع لحل أزمة أسعار الكهرباء في مصر لأنه لا يحتاج إلى تكلفة عالية على الشعب، كما أنه يمكن لرجال الأعمال و المستثمرين استخدام المشروع سواء إذا أرادوا إنشاء قرى سياحية على الشواطئ أو إنشاء مصانع، من خلال استخدامه بدلاً من تكلفة الكهرباء العالية و مد خطوط نقل و توزيع الكهرباء لمسافات طويلة جداً من المحطات المركزية لتلك المناطق النائية.

 

 

واختتم حديثه: «إذا تم إنشاء محطة من (المولدات التي تعمل بتقنية النانو لتسخير المياه إلى طاقة كهربية Network of Nanogenerators)  في مصر كمحطة بنبان التي تعد أكبر محطة لإنتاج الطاقة الشمسية في العالم، ستصبح مصر لا تعاني من تكاليف الطاقه الكهربائية ولا من ضغط الأحمال».