«البلوجرز» مهنة الثراء السريع.. اللايك والكومنت بمقابل مادي و«الحسابة بتحسب»

"أنت بتشتغل إيه.. أنا فاشون بلوجر أو بيوتي بلوجر".. لم تمر هذه الإجابة على الشاب العشريني عمر مهران، فقد راح يبحث عن سر ثراء صديقه المقرب حاتم.

 

لجأ الشاب عمر إلى أحد أقاربه المولعين بالإنترنت بعدما عرف أن تلك المهنة لها علاقة بالواقع الافتراضي، بعد أيام حصل على مفهوم كامل عن المهنة التي أصبح لمشتغليها رخصة رسمية في الدول الخليجية السعودية والإمارات على سبيل المثال.

 

 

ولا تتطلب مهنة "البلوجر" مؤهلات خاصة أو إمكانيات خارقة بل كل ما في الأمر جمع الآلاف  من المتابعين والتفرغ بعض الوقت في اليوم لنشر صورك وتوجيه النصائح والإرشادات للمتابعين، وتختلف مهنة "البلوجر" وفقا لما يروج له وفقا لاهتمام "البلوجر" نفسه.

 

 

إحدى "الفاشون بلوجر" وتدعى علا عبد الحميد، وضعت مجموعة من الخطوات التي يمكن أتباعها حتى تصبح "بلوجر" محترف قائلة:"من خلال وضع فكرة رئيسية بان تضع في اعتبارك هواية ما أو شيئًا مميزًا في الحياة أو مبدأ أو قيمة جمالية ما وأهداف للمحافظة على كل المحتوى المنشور على حسابك ضمن إطار هذه الفكرة الرئيسية ثم  تقم بإضافة بعض المعلومات حول هذه الفكرة الرئيسية في صفحة الحساب وتأكد من إضافة تعليقات وثيقة الصلة بهذه الفكرة عند إضافة أي صور أو فيديوهات على حسابك.

 

 

وأضافت قائلة :"إذا كنت من عشاق الطعام؟ ضع تركيزك على الصور المتعلقة بالطعام، أو من المهووسات بالموضة والملابس؟ ركزي على الألوان والأشكال وصيحات الموضة الجديدة، إذا كنت  تحب لعبة فيديو أو سلسلة معينة من الكتب؟ قم بالتقاط صور مميزة حول هذا الأمر وقم بنشر تلك الصور من خلال حسابك على "إنستجرام".

 

واستكملت قائلة:" علي "البلوجر" أن يميز نفسه عن الآخرين من خلال التركيز علي الأشياء المختلفة التي يمكنك أن تنشرها دون أن ينافسك أي شخص آخر بحيث يجعل البلوجر حسابه على إنستجرام مكانًا مميزًا وفريدًا في نوعية المحتوى والأسلوب يضمن لك تواجد المزيد من المتابعين والاستمرار في متابعتك؛ فالمحتوى الموجود عندك غير متاح في أي مكان آخر.

 

وقال الخبير التكنولوجي مالك صابر، لا يمكن إنكار دور وسائل التواصل الاجتماعي باعتبارها  جزء أساسي من حياتنا، وقد استغل الشباب الساعات الطويلة  التي يقضيها عليها في الحصول علي ربح مادي كبير في  بعض الأحيان يصل  إلي ألاف الدولارات والسفر للخارج والحصول علي هدايا ومميزات من قبل الشركات المعلنة.

 

وأضاف صابر، أن الصور والهدايا والملابس التي يعرضها "البلوجر" علي صفحاتهم أثارت شغف الشباب حتى يصبحوا"بلوجر" مما ساهم في نشر الفكرة بشكل أكبر مقابل  للحصول علي الفلوس والشهرة والمتابعين دون بذل أي مجهود باعتبارهم مؤثرين في المجتمع.

 

وأوضح بدأ استخدام البلوجرز من قبل الشركات كنوع من الترويج والتسويق بشكل مختلف بدلا من التسويق بالطرق التقليدية من خلال مشاهير الفن أو المجتمع والموضة أو الإعلانات الترويجية فى شكلها العادى، حيث تلجأ العلامات التجارية إلى إحدى الشخصيات المؤثرة على السوشيال ميديا  لمساعدتهم فى الترويج لمنتجاتهم فى شكل غير تقليدى، إما من خلال إبداء رأيهم فى المنتجات الخاصة بهم أو الاكتفاء بالظهور أثناء استخدامها سواء كان هذا المنتج ملابس أو نظارات أو أماكن يزورونها، وذلك بهدف التأثير فى المتابعين وتحقيق المزيد من المبيعات والانتشار للمنتج أو الخدمة ولكن في الآونة الأخيرة لم يعد الأمر مقتصرا علي العلامات التجارية بل لجأت المطاعم والكافيهات ومحلات الملابس والميكاب و السيارات وأدوات الطبخ .

 

 

ولأن الظاهرة لا تقتصر على مصر فقط، ولكنها علي المستوي العالمي أيضا فقد لجأت بعض الدول لوسيلة للسيطرة علي نشاط "البلوجر" ومنها السعودية والإمارات بعد أن أعلن المجلس الوطني للإعلام بالامارات  قوانين تشترط التسجيل لدى الحكومة للحصول على رخصة ممارسة بقيمة 15 ألف درهم اماراتي في السنة ، مع توقيع غرامة تصل الى 5 آلاف درهم اماراتي للمخالفين، كما أعلنت وزارة الثقافة والإعلام السعودية عن إعدادها وثيقة لتنظيم عمل المؤثرين في المملكة قد تتضمن أيضا فرض إصدار رخصة سنوية  إن الهدف هو ضمان "التزام المؤثرين بالمعايير الأخلاقية، والقيم الدينية والعادات الاجتماعية"،إلى جانب ضمان التزامهم "بالمصداقية والموضوعية"، ولكن في مصر لم يخضع الأمر للتقنين بعد.

 

ورغم أن الكثير من البلوجرز ينفي سعيهم وراء الحصول علي الأموال إلا أن الأجور التي يتقاضوها البلوجر، فالبعض  وصل سعر المنشور الواحد على حسابه في فيسبوك 75 ألف جنيه وبعض المؤثرين يتقاضون من 12 إلى 95 ألف مقابل تغريدة

 

ووفقا لدراسات أمريكية كشفت أن البلوجر  الذي لديه أكثر من 7 ملايين متابع على منصة الفيديوهات يمكنه أن يكسب لغاية 300 ألف دولار لقاء الحملة الإعلانية الواحدة، وهو رقم أعلى بكثير من الأرقام التي يتم ربحها على القنوات الأخرى مثل فيسبوك وانستقرام.

 

وعندما تطلب خيار ربح المال من الفيديوهات على يوتيوب، تقدم لك المنصة مبلغاً يتراوح بين 0,04 دولار إلى 0,15 دولار على المشاهدة، ويمكن أن يختلف المبلغ وقد يصل إلى 0,25 دولار، استناداً إلى قطاع الأداء الذي تعمل فيه.

 

أما علي  انستجرام يتم مناقشة الأجور اعتماداً على "التكلفة لقاء الألف انطباع" أي عدد المتابعين المتواجدين على حساب "البلوجرز"، فنجد فخبيرة التجميل هدى قطان تجني حوالي 18 ألف دولار على كل منشور على صفحتها داخل التطبيق، ويمكن زيادة هذا المبلغ إذا قام المؤثر الرقمي بإعداد أكثر من منشور ، او استخدم هاشتاق، سجل فيديوهات ضمن وظيفة القصص storie،وحقق شادي سرورأرباح تتراوح ما بين 61.1 إلى 983.7 ألف دولار سنوياً من القناة الخاصة به على اليوتيوب، ولديه 3,440,569 subscribers، أما عمر راضي يمتلك  على إنستجرام  328 الف متابع، و 493الف متابع على فيس بوك، ومحمد فرج لديه 800,361 ألف متابع على فيس بوك، مليون متابع على إنستجرام وحصل علي جائزة اكثر شخص مؤثر علي مواقع التواصل في الشرق الأوسط .

 

 

ومن اكثر العيوب التي ترتكبها بعض البلوجرز هي عرض بعض منتجات البشرة أو الشعر أو الترويج لعلامات تجارية  دون التدقيق في جودتها أو الأضرار التي قد يتسبب فيها استخدام المنتج، فقد تعرضت احد المتابعين البلوجرز للضرر نتيجة استخدامها أحد المنتجات الجلدية، وهو كريم واقيٍ من الشمس، اشترته من أحد المواقع الإلكترونية، بعدما شاهدت إعلانه في حساب أحد نشطاء التواصل الاجتماعي، موضحة أنها تعرضت لحساسية وتهيج شديدين في الجلد، بعد استخدامه ما استدعى خضوعها لرحلات علاج استمرت أشهرا عدة، ودفع مبالغ كبيرة.

 

ومن مشاكل البلوجرز أنها دفعت الشباب المراهقين يلهثوا ورا التطبيقات المنتشرة من أجل الحصول علي الشهرة والوصول الي الناس بشكل سريع مقابل الحصول علي مزايا جديدة والهدايا ومبالغ مالية دون النظر لأهمية التعليم والتخطيط لمستقبلهم بشكل عملي بالثراء السريع عبر السوشيال ميديا أصبح هو الشاغل الاول للفتيات من سن ١14عاما حتي 17عاما فبعضهم يلجأ لتقديم فيديوهات مثيرة من أجل الشهرة السريعة بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي.