مؤشرات قبل السقوط الأخير.. لماذا تراجعت شعبية «أردوغان» إلى هذا الحد؟
الثلاثاء، 02 أبريل 2019 02:00 م
تراجعت شعبية الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وحزبه العدالة والتنمية بشكل ملحوظ في الأونة الأخيرة، لاسيما بعدما أظهرت الانتخابات المحلية التي أجريت في تركيا، خسارة الحزب المدن الكبرى والتي فاز بها مرشح حزب الشعب الجمهوري أكرم إمام أوغلو، ما دفع كثيرون إلى طرح أسئلة كثيرة ما هى الأسباب التي أدت إلى هذا التراجع.
السفير عبد الرحمن صلاح، سفير مصر لدى تركيا الأسبق، تحدث عن بعض الأسباب، قائلًا: «أردوغان خسر محليات انقرة وينازع فى اسطنبول وانطاكيا بعدما ركز كل السلطات فى يده واعترف بأوجه القصور والفشل فى هذه انتخابات».
وأضاف «صلاح»، خلال اتصال هاتفى ببرنامج "90 دقيقة"، عبر قناة «المحور»، أن أردوغان اعترف بوجود فشل كبير له ولحزبه فى انتخابات المحليات متوعداً أنه سيعمل على حلها، وتابع: «تصويت الأتراك فى انتخابات المحليات كان عقاب لأردوغان».
ووفقًا لسفير تركيا السابق فأن أردوغان، تخلى عن السياسات العقلانية التى تعالج مشاكل المواطنين متوجهًا إلى الحيل الدينية، ليبدأ بعد ذلك فى ترديد الشعارات الدينية التى لا تسمن ولا تغنى من جوع، مضيفا: «أردوغان ترك وهجر الأدوات التى كانت تمنحه القوة وبدأ فى تعيين المقربين منه».
الكاتب الكويتى، أحمد الجار الله علق هو الآخر على انتخابات المحليات التركية، قائلا فى تغريدة له عبر حسابه الشخصى على «تويتر»، إن النصر الانتخابى يتم فى حال المصوت لهم من رجال السلطة قد حققوا لأوطانهم أوضاع اقتصادية ناجحة، مؤكدًا أن أحزاب أردوغان تقدموا للانتخابات والبلاد التركية فى أوضاع اقتصادية متدنية الوضع الاقتصادى السيئ لتركيا هو الذى حدد من ينجح ومن يخسر فاليوم الليرة التركية ازداد انخفاضها.
بات حزب العدالة والتنمية برئاسة رجب طيب أردوغان أكثر الحاصدين للأصوات، لكن أكثر الخاسرين للمدن الكبرى في الوقت ذاته، خلال الانتخابات المحلية التي بدأت أول أمس الأحد، وتعكس نسبة الأصوات وعدد البلديات فوز العدالة والتنمية برئاسة العدد الأكبر من البلديات، غير أنه خسر كثيرا من بلديات المدن الكبرى الحساسة، بينها إسطنبول وأنقرة وإزمير لصالح منافسه حزب الشعب الجمهوري، وبعضها لشريكه في الحلف حزب الحركة القومية.
وخسر العدالة والتنمية 7 بلديات لصالح شريكه في التحالف حزب الحركة القومية، و7 بلديات لمنافسه حزب الشعب الجمهوري، وأعلن رئيس اللجنة العليا للانتخابات، سعدي جوفان، تقدم أكرم إمام أوغلو في إسطنبول بواقع 4 مليون و159 ألفا و650 صوتا على منافسه يلدريم الذي حصد 4 مليون و131 ألفاً و751 صوتا.
من جانبه أكد خالد الزعتر، المحلل السياسى السعودى، أن تفوق المعارضة التركية فى البلدان الكبرى فى تركيا خلال انتخابات المحليات سيكون له انعكاس كبير على النظام التركى، وخاصة رجب طيب أردوغان.
وقال المحلل السياسى السعودى، فى تغريدات له عبر حسابه الشخصى على "تويتر"، إنه بعد فوز المعارضة في العاصمة انقره ومدينة إزمير وانطاليا فى الانتخابات المحلية ، فى مدينة اسطنبول مسقط رأس أردوغان يتقدم مرشح المعارضة .
وأضاف خالد الزعتر، أن فوز المعارضة فى مدينة إسطنبول ، سيكون ضربة قوية لأردوغان ، بخاصة فى ظل ما تحظى به المدينة من أهمية كبيرة لدى أردوغان وحزبه العدالة والتنمية وكذلك ينظر لاسطنبول بأنها القلب النابض للاقتصاد التركى، حيث قال أردوغان إذا خسرنا إسطنبول ، خسرنا تركيا.