فيضانات إيران تؤجج الخلافات بين روحاني والحرس الثوري
الأحد، 31 مارس 2019 01:00 م
أججت الكوارث الطبيعة التي شهدتها إيران مؤخرًا، من الخلاف الدائم بين السلطة التنفيذية المتمثلة في الرئيس حسن روحاني والمؤسسة العسكرية النافذة في السياسة الإيرانية "الحرس الثوري"، حيث جاءت السيول غير المسبوقة والفيضانات المباغتة، كالصاعقة على النظام الإيراني، فبخلاف حصدها لـ 45 ضحية، وخسائر فادحة في الممتلكات العامة والبنية التحتية، خلفت أيضًا خلافًا سياسيًا بين الرئاسة والحرس الثوري التابع للمرشد الإيراني.
وخلال تفقده مدينة الأهواز بمحافظة خوزستان جنوب غرب إيران محافظة جليستان شمال شرق البلاد الأكثر تضررا بهذه الكارثة الطببعية، وجه الرئيس الإيراني حسن روحاني انتقادا مبطنا للحرس الثورى الذى نزل بكثافة فى المناطق المنكوبة لإغاثة المتضررين واحتواء الأزمة وقام بتدمير طرق "شارقلى" لتحويل تصريف المياه إلى جميشان فى محافظة جلستان، وقال روحانى فى مقطع فيديو تم تداوله على مواقع التواصل الاجتماعى خلال اجتماع لمجلس تنسيق الأزمات دون الإشارة للحرس «تدمير الطريق والسكة الحديدية لم يكن له أى تأثير ولم يحل المشكلة، فالمياه انتقلت من مكان إلى مكان آخر، من مدينة آق قولا إلى مدينة جميشان».
🎥 آیا تخریب راه آهن نتیجه نداشت؟#سیل_گلستان pic.twitter.com/IGALbx85F4
— خبرگزاری تسنیم 🇮🇷 (@Tasnimnews_Fa) March 30, 2019
وجاءت تصريحات الرئيس الإيراني إشارة إلى ما أقدم عليه الحرس الثوري، حيث أكدت تقارير أن من أصدر تعليمات بتدمير جزء من طريق «شارقلي – جميشان» وتفجير جزءًا من طريق خطوط السكة الحديدة هو قائد الحرس الثوري محمد على جعفري، وذلك من أجل تصريق مياه الفيضانات الموجودة في الشوارع لتصب في البحر.
وفي الوقت الذي أشاد الإعلام المقرب من الحرس الثوري خطوات جعفري، ووصف ذلك بطريقًا لحل، مشكلة منسوب المياه الذى ارتفع بشكل كبير وغير مسبوق فى آق قلا والحيلولة دون وقوع كارثة فى جميشان، نقل الإعلام المقرب من الرئاسة تصريحات الرئيس الإيراني حسن روحاني التي انتقد فيها هذا الحل.
وهاجمت وسائل الإعلام والمواقع الإلكترونية المقربة من الحرس الثورى روحانى، وبثت وكالة تسنيم التابعة للحرس، تقارير ومواد إعلامية تنتقد فيها تصريحات روحانى، وتلمع من خلالها آداء الحرس فى هذه المناطق التى أثنى أهلها على إغاثة هذه المؤسسة لهم وفقا لتقارير الوكالة، وأبرزت إعلام الحرس الدور الذى لعبته المؤسسة العسكرية فى إغاثة المتضررين.
📹 پارک ساحلی غربی #اهواز بطور کامل زیر آب رفت. #سیل pic.twitter.com/RrWVcDsPar
— Mersad news (@mersadnews_ir) March 30, 2019
انتقادات روحانى رد عليها الحرس الثورى بعد ساعات، مبررا خطوة تدمير بعض الطرق بأنها جاءت من أجل الإسراع فى تصريف مياه الفيضانات التى غمرت محافظة جلستان.
وخلال تفقد المناطق المنكوبة فى هذه المحافظات قال قائد الحرس الثورى "غمرت المياه منطقة كل آباد فى آق قلا، اتخذنا هذه الخطوة من أجل الإسراع فى عملية تصريف المياه من هذه المنطقة، وكانت خطوة مؤثرة، فهذه المنطقة كانت من أكثر المناطق المتضررة وبذلنا جهودنا لخفض مستوى المياه بشكل سريع منها"، وبشكل مبطن انتقد جعفرى آداء الحكومة لإغاثة متضررى السيول قائلا: "لو أن سائر الأجهزة الحكومية سخرت كافة إمكاناتها مثلما فعلت القوى الشعبية والباسيج والحرس الثورى والجيش والقوات المسلحة سوف يتم إنجاز هذا العمل بشكل أسرع"، وقال: "نأمل ألا يلصق بنا تهمة انتقال المياه من مكان لآخر".
پاسخ فرمانده سپاه به اظهارات رئیسجمهور درباره انفجار جاده آققلا برای خروج سیلاب pic.twitter.com/OGZipZXqXI
— خبرگزاری مهر (@mehrnews_fa) March 30, 2019
ودافع التيار المتشدد وشخصيات تنتمى للحرس الثورى عن آداء هذه المؤسسة فى كارثة السيول، وأطلق محسن رضايى الجنرال السابق فى الحرس الثورى وأمين مجمع تشخيص مصلحة النظام على تفجير الحرس الثورى للطرق اسم "انفجار الأمل"، وكتب على صفحته على انستجرام " 3 تفجيرات قام بها الحرس الثورى فى طريق السكة الحديدية أخرج من مياه السيول التى تجمعت خلفها وأغرقت المدينة، منذ الأمس، وحتى الآن انخفضت المياه فى آق قلا، ونأمل أن يتمكن السكان المحاصرون بالمياه خلال الـ48 ساعة المقبلة الخروج من منازلهم". وقال العميد حسين معروفى قائد الحرس بجلستان، لولا تدمير الطريق لكانت الأضرار أضعاف مضاعفة وأغرفت المدن تحت مياه السيول".
انتقاد تند روحانی از اقدامات #سپاه در #سیل_گلستان_مازنداران:
شکستن این جادهها و ریل راهآهن هیچ فایده و تاثیری نداشته/ فقط آب را از این ور برده به آن ور، از آق قلا برده به گمیشان، فرقی نکرده pic.twitter.com/hNZ6mWENkN
— آخرین خبر (@akharinkhabar) March 29, 2019
ووصل عدد ضحايا السيول الجارفة والأمطار الغزيرة غير المسبوقة بايران خلال الأيام الأخيرة إلى عدد يتراوح بين 42 و45 شخصا وفقا للمصادر الرسمية. وبحسب وكالة مهر قال رئيس الطب الشرعى الأيرانى أحمد شجاعى: توفى فى محافظة "مازندران" 5 أشخاص وفى خراسان الشمالية توفى شخصان وفى كل من مدن "مشهد" و"ملاير" و"همدان" و"سربل ذهاب" توفى شخص واحد جراء الفيضانات. وإجمالا وصل عدد ضحايا السيول إلى 42 شخصا، وتم تحديد هوية المتوفين.