بعد فيروس سي.. «الصحة» تكشر عن أنيابها لأورام السرطان
الأربعاء، 27 مارس 2019 04:00 ص
يحظى قطاع الصحة في مصر بأهمية خاصة خلال السنوات القليلة الماضية، في ظل القيادة السياسية للرئيس عبد الفتاح السيسي، في إطار استراتيجية بناء الدولة والإنسان التي يتبناها، لاسيما بعد حالة التدهور التي شهدها هذا القطاع في السنوات الماضية، وهو ما انعكس على المواطن سلبا، وتسبب في شعور عام بالاستياء والغضب لدى الطبقة الأكثر احتياجا على وجه الخصوص.
وواحدا من أهم ملفات هذا القطاع التي شهدت اهتماما خاصا من حكومة المهندس مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزارء، هو التأمين الصحي ذات الاتصال المباشر بالفقراء من المواطنين، بالإضافة إلى تطوير المستشفيات والبنية التحتية لها، وهو ما بدأت الدكتورة هالة زايد، وزير الصحة، في تنفيذه من خلال استراتيجية كاملة لتطوير المنظومة الصحية والسكانية فى مصر، معتمدة على برنامج يقوم على عددا من المشروعات، أبرزها تطوير المستشفيات، وإنهاء قوائم المرضى، وتطوير البينة الأساسية، وتدريب وتأهيل الأطباء، بالإضافة إلى تطوير قطاع التأمين الصحي، وتنفيذ المبادرات التي تتبناها القيادة السياسية لمحاربة الأمراض، وحماية أجساد المصريين من الفتك بها.
وتنفيذا لواحدة من المبادرات الصحية للرئيس عبد الفتاح السيسي، تمكنت وزارة الصحة والسكان من تحقيق نجاحا ملحوظا في مواجهة مرض فيروس سي، وعلاج الحالات المصابة به.
وبدأت الوزارة أن تولي اهتماما خاصا بمرضى السرطان خلال السنوات القليلة الماضية، للقضاء على ذلك الشبح الذي بات منتشرا في أجساد العديد من المصريين، وهو مادفع اللجنة العليا لعلاج الأورام، برئاسة الدكتورة هالة زايد، وزيرة الصحة والسكان، إلى وضع استراتيجية متكاملة للفتك بالسرطان.
الدكتور طارق هاشم، مستشار وزيرة الصحة لشئون الأورام، أوضح أن الوزارة تستهدف القضاء على الأورام السرطانية مع توفير أفضل العلاجات للمرضى وفق أحدث البرتوكولات العالمية لعلاج السرطان، وذلك بعد انتهائها من مواجهة فيروس سي، مؤكدا أن الدكتورة هالة زايد وزيرة الصحة بعد أن حققت نجاح كبيرا فى ملف علاج فيرس سى الصحة المدرسية، تسعى إلى بناء نظام علاجى وفق أحد برتوكولات علاج الأورام للأطفال والكبار مضيفا أن الدولة مهتمة بوضع نظم صحية تستهدف بناء الإنسان.
وقال الدكتور طارق هاشم مستشار، إن اللجنة العليا للأورام تقوم حالياً بتحديد نسب الإصابات السنوية بدقة وحصر دقيق لكافة العلاجات والأدوية التى تتوافق مع ميزانيات الوزارة وصياغة نظام مميكن لتسجيل مرضى الأورام والانتهاء من قوائم انتظار جراحات وعلاج الأورام فى أسرع وقت، لافتا إلى أن العديد من الجهات داخل وزارة الصحة لا تعمل ببرتوكولات علاجية موحدة للأورام السرطانية المختلفة بمعنى أن التأمين الصحى يعمل ببرتوكولات علاجية تختلف قليل أو أكثر تطورا من نفقة الدولة.
وتابع: «ما وجهت به الوزيرة هو توحيد طرق العلاج فى جميع مراكز ومستشفيات علاج الأورام وفق البروتوكولات العالمية بمعنى أن المريض الذى يعالج من أى ورم سرطانى أيا كان داخل وزارة الصحة أو خارجها سيحصل على نفس طريقة العلاج ما يعنى أن من يملك المال والإمكانات ومن لا يملكه سيعالج وفق أحدث طريقة ونظام دون تفرقة وهو ما يحقق العدالة الاجتماعية للمريض».
وأوضح مستشار وزير الصحة والسكان أن المرجعية القومية لعلاج الأورام ستكون لهيئة الـ «Nite» البريطانية مضيفا أنه سيتم الاستفادة من هذه الهيئة فى القواعد الاسترشادية للعلاج الخاص بالأورام السرطانية من لحظة دخول المريض للمستشفى وحتى خروجه متماثلا للشفاء وتابع أن التطبيق الفعلى للبروتوكولات العلاجية الموحدة سيكون قريبا ولن يستغرق وقتا كبيرا مشيرا إلى أنه سيتم إدخال علاجات ذات فاعلية أعلى للمريض.
واستطرد: «هناك جهود كبيرة للتشاور مع شركات علاج الأورام لتوفير الأدوية بأسعار تتناسب مع اقتصاديات البلاد مؤكدا أنه سيتم البدء قريباً فى عمل مسوح للكشف المبكر عن الأورام مع توعية المواطنين بمخاطرة وطرق استشعار الإصابة به خاصة فى وحدات الرعاية الأساسية والمستشفيات العامة والمركزية»، منوها أن وزيرة الصحة وجهت اللجنة العليا للأورام بتوفير كافة العلاجات الفعالة لعلاج الأورام مع التوسع فى نشر التوعية وإيجاد آلية للتوسع فى المسوح القومية للكشف المبكر عن الأورام منعا للمضاعفات الصحية والاقتصادية التى يتسبب فيها علاج الأورام مضيفا أن تكاليف علاج السرطان كبيرة وهناك علاجات جديدة متطورة سيكون لها أثر كبير فى تقليص تكاليف العلاج.
وحول آليات تخزين بيانات المرضى المصابين بالسرطان قال «هاشم»: «هناك رصد لكل الحالات المترددة وتسجيل للبيانات بدقة وسيتم التعامل بالأكواد والملفات الإلكترونية الطبية الخاصة بكل مريض وتابع : سيتم دعم البند الخاصة بإنهاء جراحات الأورام فى مبادرة قوائم الانتظار مؤكدا أن التأمين الصحى الجديد المقرر تطبيقه فى بورسعيد سيعتمد على البرتوكولات العلاجية الجديدة».
ومن جانبه أوضح الدكتور محمد خطاب رئيس أحد شركات الأدوية الوطنية التابعة لوزارة الصحة والسكان، أن الدولة تتبنى فكر الاعتماد على الصناعات الوطنية وهذا أمر نأخذه على محمل الجد وهو ما دفعنا إلى التفكير فى الدخول إلى مجال صناعة الأورام، وتابع: اتخذنا خطوات هامة نحو بدء التصنيع للعديد من المنتجات لتوفيرها فى السوق المحلى وتصديرها إلى أفريقيا مضيفا أنه سيتم توفير أدوية الأورام فى السوق المحلى قريباً.
وأضاف، أن العمل بالبروتوكولات العلاجية الحديثة يتطلب تصنيع الأدوية الجديدة ذات التكنولوجيا العالية التى تحمل الشفاء السريع للمرضى ما يجلها توفر كثير من الملايين التى تهدر فى العلاج بدون فاعلية، مشيرا إلى أن هناك خطط لتوفير تكنولوجيا تصنيع كافة الأدوية محليا بدلا من الإعتماد على الاستيراد.