تربط بين مصر ودول الخليج العربي..
سباقات الهجن.. تراث بدوي أصيل تتوارثه الأجيال في سيناء
السبت، 23 مارس 2019 08:00 ممحمد الحر
ليست مجرد سباقات يحرص بدو سيناء ومربو الهجن على تنظيمها والمشاركة فيها.. لكنها إحدى مفردات التراث البدوى الأصيل وعنصر من عناصر هوية أهل سيناء الثقافية، حيث تتواصل سباقات الهجن فى سيناء عاما بعد عام وتتناقلها الأجيال باعتبار «الجمل» رفيق عمره وصديقه. ويتباهى الشباب فى البادية السيناوية بمقتنياتهم من الإبل وبمهاراتها وسرعاتها وقدراتها على اختراق رمال الصحراء بقوة واقتدار على المنافسة دون كلل أو ملل، حيث تمثل السباقات عاملا مهما من عوامل تنشيط الحركة السياحية العربية الوافدة إلى مدن سيناء وخاصة شرم الشيخ.
وتحظى الإبل بمكانة كبيرة عند أبناء القبائل، فهى بالإضافة إلى وظائفها المتعددة قديمًا، فأنها تُتخذ مقياسًا لثروات الأغنياء، فعلى الرغم من التقدّم الحضارى والعمرانى الذى وصلت إليه سباقات الهجن، فلا تزال الإبل مصدر فخر وموضع اهتمام لدى المواطنين، وهذا ما يكشفه اهتمامهم بإقامة العديد من المهرجانات السنوية لمزاينة الإبل وسباقاتها.
بدأت سباقات الهجن فى بر مصر بصفة رسميا مطلع تسعينات القرن الماضي، بعدما كانت سباقات بسيطة تقام دون تنظيم مسبق أو انتظام ، وتم ضمها كرياضة من الرياضات المعترف بها ضمن الرياضات التابعة لوزارة الشباب والرياضة، وأعقبها إشهار عدد 11 ناديا من نوادى الهجن فى محافظات شمال وجنوب سيناء والشرقية ومطروح والإسماعيلية والسويس والبحر الأحمر، علاوة على محافظات الصعيد خاصة سوهاج والأقصر، حيث يتم تنظيم عدد من سباقات الهجن بصفة دورية على مدار السنة.
من جانبه قال المستشار عيد حمدان، رئيس الاتحاد المصرى لرياضات الهجن إن سباقات الهجن رياضة ورثها أبناء القبائل عن آبائهم وأجدادهم وتحوّلت بمرور السنين من منافسة بسيطة إلى رياضة قوية ومكلفة، بل أنها باتت هواية لا يقوى على ممارستها كثيرون، فأسعار الابل فى سباقات المزاينة تفوق فى بعض أصنافها أسعار أفخم السيارات فى العالم.
وأشار «حمدان» إلى أن سباقات الإبل ومزاينتها التى تقام فى سيناء وعدد من المحافظات المصرية الحدودية مثل مطروح والبحر الاحمر ومحافظة الشرقية ، وسوهاج والأقصر، تعد مهرجان فرح وبهجة يحرص أبناء القبائل على الزحف خلفها حبا وعشقا لهذه الرياضات المميزة التى تسهم فى توفير فرص عمل للكثير من الشباب، كما أنها بمثابة ملتقى لعشاقها الذين يجتمعون فى مناسبتها فى ليالى السمر والسهر وهم يتحلقون حول شعراء البادية والأمسيات الفنية البدوية التراثية. وأكد رئيس الاتحاد المصرى لرياضات الهجن، أن العديد من سباقات الهجن ومزاينتها تشهدها مضامير سيناء بعدد من مناطق الجبال والأودية وخاصة فى نويبع والطور وأبو زنيمة، وفى شمالها ووسطها، حيث تشهد حضورًا فاعلًا من كبار الشخصيات والمواطنين، ويُقدم فيها لأصحاب الإبل الفائزة العديد من الجوائز القيّمة، منها جوائز مالية وأخرى عبارة عن كؤوس إلى جانب السيف الذهبى الذى يحصل عليه الفائز الأول، ويطلق على الفائز لقب «الناموس».
ودعما لسباقات الهجن بسيناء فقد أعلن « حمدان» عن الانتهاء من انشاء مضمار عالمى بمدينة شرم الشيخ لإقامة السباقات العالمية بمشاركة السعودية والإمارات سيجرى افتتاحه بمناسبة أعياد سيناء خلال شهر ابريل المقبل.
أما الشيخ سليمان الزملوط، رئيس الاتحاد المصرى لرياضات الهجن الأسبق، فقد أكد على أن نادى الهجن المصرى حقق عدة بطولات على مستوى الدول العربية، وكان لشمال سيناء الريادة فى إنشاء اتحاد مصرى لرياضة الهجن، حيث تم عقد أول اجتماع فى العريش فى عام 1997، علاوة على الجهود المبذولة لإشهار الاتحاد الأفريقى لرياضة الهجن.
وأشار «الزملوط» إلى أن رياضة الهجن ظلت فترة طويلة مقصورة على الأفراح والأعياد والمناسبات حتى صمم بعض الشباب فى عام 1992 على تنظيم مسابقات للهجن فيما بينهم، وخلال تواجدى كعضو بمجلس الشعب وقتها، تبنيت الفكرة وطرحتها فى المجلس وأخذت الموافقة عليها، وبالفعل تم إنشاء النادى فى عام 1997، وأقيم مضمار لسباقات الهجن بمنطقة الكيلو 17 بمدخل مدينة العريش الغربى بتكلفة 2 مليون و 300 ألف جنيه، ومنصة كبيرة بتكلفة 800 ألف جنيه، وجرت عليه العديد من سباقات الهجن العربية والدولية، إلا أن السباق توقف بصفة مؤقتة نظرا للظروف الأمنية التى تشهدها سيناء.
الشيخ محمد أبو عنقة، رئيس اللجنة الفنية بالاتحاد المصرى لرياضات الهجن أكد على أن سباقات الهجن على المستوى المحلى لها دور بارز فى الحفاظ على السلالات العربية الأصيلة، علاوة على مردودها الاقتصادى على مالك الهجن من ارتفاع الأسعار التى ترفع من مستوى مالك الهجن.
وأضاف «رئيس اللجنة الفنية بالاتحاد المصرى لرياضات الهجن»، أنه يُطلق على الهجن أسماء خاصة وفقًا لأعمارها، فتدعى عند ولادتها وحتى عمر سنة واحدة «المفرورة» أو «المفردة» أو «الفطيمة» ، وفى السنة الثانية تصبح «الحجة» أو «الحقة»، والسنة الثالثة فهى «المضربة» أو «اللقية»، والسنة الرابعة تدعى «البزعة» أو «الجذاع»، وفى السنة الخامسة تدعى «الثنايا»، وفى السنة السادسة تدعى «الحولة»، وفى السنة السابعة تدعى «السديس».
فيما يطلق على الذكور عموما منذ ولادتها حتى عمر خمس سنوات «بالقعدان»، فإذا تجاوزت خمس سنوات فهى «الزمول»، ويطلق على الإناث منذ ولادتها حتى عمر خمس سنوات «البكار»، فإذا تجاوزت خمس سنوات فهى «الحول»، ويسمى شوط السباق باسم الهجن المشاركة فيه، فشوط الثنايا البكار أو القعدان تشارك فيه الإناث والذكور التى يبلغ عمرها 5 سنوات، وتشارك الزمول ـ أى الذكور التى يزيد عمرها على خمس سنوات ـ فى أشواط الزمول، وهكذا بالنسبة لبقية الأشواط.