مصر لا تترك أبنائها..
ماذا قالت رئيسة وزراء نيوزيلاندا لـ «نبيلة مكرم» في عزاء شهداء المسجدين؟
الجمعة، 22 مارس 2019 07:00 م
منذ اللحظة الأولى للحادث والدكتورة نبيلة مكرم وزيرة الهجرة، لا تدخر جهداً في متابعة المصريين المتوفيين والمصابين في الحادث، واليوم شاركت السفيرة نبيلة مكرم عبدالشهيد وزيرة الدولة للهجرة وشئون المصريين فى الخارج، في الجنازة الرسمية لشهداء الحادث الإرهابى الذى استهدف مسجدين بمدينة كرايستشيرش يوم الجمعة الماضى، والذى راح ضحيته 50 شهيدًا بينهم 4 شهداء مصريين، وذلك بحضور رئيسة وزراء نيوزيلندا جاسيندا أرديرن.
من جانبها، أبدت رئيسة وزراء نيوزيلندا أسفها على وقوع مثل هذا الحادث على أرضها، وتقدمت بخالص الشكر إلى وزيرة الهجرة على الحضور والمؤازرة والدعم الذى قدمته إلى أسر شهداء الحادث وعلى دعوتها الدائمة للتعايش السلمى بين الشعوب والجاليات.
وبدورها نقلت السفيرة نبيلة مكرم، رسالة فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، الشفهية إلى الحكومة النيوزيلندية ولأهالي الضحايا بإدانته للحادث، وبشكره للسلطات النيوزيلندية لما قدمته لمصابي وأسر ضحايا الحادث، مؤكدة أنها لمست خلال تواجدها فى نيوزيلندا اهتمامًا بالغًا لأسر الشهداء وتوفير أقصى درجات الرعاية اللازمة للمصابين.
كانت قد أصدرت الحكومة النيوزيلندية، تعميمًا لارتداء الحجاب فى يوم الجنازة، فضلاً عن بث أذان صلاة الجمعة على التلفزيون والإذاعة النيوزيلندية، وتلاه دقيقتا صمت على أرواح الضحايا، وبعد ذلك ألقيت خطبة الجمعة باللغتين العربية والإنجليزية.
كما فتحت العديد من المساجد فى جميع أنحاء البلاد أبوابها أمام الزوار، مع تشكيل سلاسل بشرية خارج بعضها فى أعمال رمزية للحماية والتضامن اضافة الى وضع الزهور امام نصب تذكارى.
وعلى هامش الزيارة التقت وزيرة الهجرة وشئون المصريين بالخارج، كلاً من وزير الدفاع رون مارك، ممثلا عن الحكومة النيوزلندية والسيدة ليانى دالزيل عمدة مدينة كرايستشيرش النيوزيلندية، ونقلت نبيلة مكرم لوزير الدفاع النيوزيلندى تقدير ودعم الدولة المصرية لدور دولة نيوزيلندا فى التعامل مع الحادث، مؤكدة أن المجتمع النيوزيلندى مجتمع متحاب وودود وأنها لمست اندماج المصريين فيه خلال زيارة سابقة لها إلى مدينة أوكلاند، حيث شاهدت المحبة والاحترام فى تعامله مع كافة الجنسيات والأطياف بصفة عامة ومع الجالية المصرية بصفة خاصة.
كما أعربت وزيرة الهجرة، خلال لقاء العمدة، عن شكر وتقدير الحكومة المصرية لنظيرتها النيوزيلندية لما بذلته من جهد تجاه أسر الضحايا والمصابين جراء الحادث الأليم، وما تم اتخاذه من إجراءات فورية ضد مرتكب هذا الحادث.
نقلت وزيرة الهجرة، إلى المسئولين الحكوميين تأكيد الدولة المصرية على مبادئ التعايش والتسامح وقبول الآخر بين الجميع دون تمييز، وأشارت فى هذا الصدد إلى دور وزارة الهجرة المصرية في نشر التوعية اللازمة بين الشباب المصرى في الخارج، من خلال تنظيم برامج لزيارة مصر لأبناء الجيلين الثانى والثالث من المهاجرين المصريين بالتعاون مع وزارة الدفاع المصرية، وما يتضمنه ذلك من عقد دورات فى الأمن القومى لتوعيتهم تجاه تحديات الوطن وما يحيط به من مخاطر، علاوة على تصحيح الأفكار المتطرفة والمغلوطة التى قد يتأثرون بها من حولهم.
من جانبه، ثمن وزير الدفاع النيوزيلندى رون مارك جهود السفيرة نبيلة مكرم فى متابعة تداعيات الحادث والتواصل مع كافة الجهات ذات الصلة، وكذلك قطعها لمسافة طويلة من مصر إلى نيوزيلندا لنقل التعازى ومساندة أسر الضحايا والاطمئنان على المصابين.
كما أثنى مارك على زيارته الأخيرة إلى مصر ولقائه مع وزير الدفاع القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول محمد زكى، مشيرًا إلى أن العلاقات المصرية النيوزلندية وطيدة ولها تاريخ ممتد منذ الحرب العالمية الثانية، إذ أن هناك نحو 200 نيوزيلندى تم دفنهم فى أرض مصر إزاء الحرب.
ولفت مارك إلى مشاعر الود والمحبة والاحترام التى يكنّها الشعب النيوزلندى إلى المصريين، وشدد كذلك على أن نيوزيلندا دولة هجرة حاضنة لكل الثقافات والجنسيات والأديان ودائما تدعو للتعايش والتسامح، واصفًا حادث كرايستشيرش الإرهابى بـ"الصدمة" التى أصابت الجميع.
وفى السياق ذاته، أكدت عمدة مدينة كرايستشيرش النيوزيلندية على احتضان نيوزيلندا لكافة الثقافات والديانات والجنسيات باختلافها دون تفرقة، مشيرة إلى أن الحادث الإرهابى برغم ما تركه من جرح عميق فى نفوس الجميع، إلا أنه أكسب المجتمع النيوزيلندى بمختلف أطيافه مزيدا من التماسك والترابط لنبذ أية أفكار تعادى قبول الآخر.
وفى الإطار نفسه، تبادلت وزيرة الهجرة السفيرة نبيلة مكرم مع عمدة مدينة كرايستشيرش النيوزيلندية الحديث حول ملفات الهجرة والمهاجرين كون عمدة المدينة كانت تتقلد منصب وزيرة المغتربين والمهاجرين النيوزيلنديين سابقا.
ومن المقرر أن تلتقى وزيرة الدولة للهجرة وشئون المصريين فى الخارج، خلال زيارتها حاليا لنيوزيلندا حاليا أعضاء الجالية المصرية هناك للاطمئنان على أوضاعهم وأحوالهم .
وأكدت وزيرة الهجرة أنها نقلت رسالة شكر لموقف الحكومة النيوزيلندية لموقفها وتعاملها مع الحادث وإعلان رئيسة مجلس الوزراء بتحمل نفقات شحن الجثامين، لافتة فى تصريحات خاصة لليوم السابع، إلى أن هناك حوالى 1200 مصرى بنيوزيلندا وأن المصريون هنا مندمجون فى المجتمع النيوزيلندى.
كانت وزيرة الهجرة قد استهلت زيارتها لنيوزيلندا بلقاء أسر الشهداء المصريين بحادث المسجدين الإرهابى، وكذلك الاطمئنان على المصابين المصريين بالحادث، وخاصة زوجات وأمهات الضحايا تزامنا مع احتفالات عيد الأم، لمواساتهم والتخفيف عنهم، فضلًا عن عقد لقاء مع أعضاء الجالية المصرية هناك.
والتقت وزيرة الدولة للهجرة وشئون المصريين فى الخارج، أسر الشهداء المصريين، حيث زارت المنازل الأربعة لأسر الشهداء بحادث المسجدين الإرهابى بنيوزيلندا، وهم "الشهيد منير سليمان 68 عامًا، الشهيد أحمد جمال الدين 68 عامًا، الشهيد أشرف المرسى، الشهيد أشرف المصرى"، بحضور القنصل المصرى مينا باسيلى، ورئيس الجالية المصرية بنيوزيلندا غادة داود، ونائب رئيس الجالية ميلاد مكاريوس.
وقدمت ابنة الشهيد "أشرف المرسى" لوزيرة الهجرة، أثناء لقائها بأسرتها، لوحة تأبين لوالدها لتكن ذكرى، مؤكدة أنها ستلتزم بالوعد الذى قطعته لوالدها هى وأختها بأن يصبحن مهندستين.
وقدمت السفيرة نبيلة مكرم واجب العزاء لأهالى الشهداء، بعد ما تم دفن جثث الضحايا اليوم، واستمعت إلى مطالبهم، مؤكدة أنه كان لزامًا علينا السفر لتقديم واجب العزاء وتقديم كافة الدعم لهم، والتأكيد على أن مصر لم ولن تنسى أبناءها فى الخارج.
كما زارت وزيرة الهجرة المصابين المصريين بالحادث، والاطمئنان على تلقيهم الرعاية اللازمة، متمنية لهم الشفاء العاجل، مؤكدة وقوف الدولة المصرية بجانبهم فى كل الأوقات فهذا حقهم، ولذلك جاءت لزيارتهم وتقديم كافة أشكال الدعم لهم ولأسرهم.
وأوضحت أن الحكومة النيوزيلندية طلبت ترتيب لقاء وزيرة الهجرة بوزير الدفاع وعمدة المدينة، كما ستلتقى رموز الجالية لبحث قضاياهم ومشاكلهم ووضع حلول لها، موجهة رسالة تعاطف لجميع المتضررين من جراء ذلك الهجوم.
وأكدت وزيرة تفهمها أن هذا العمل الإرهابى حالة استثنائية لن تغير جوهر ما تمثله نيوزيلندا التى رأت فيها نموذجا للتنوع والتعاطف والرحمة، فتلك القيم لن تهتز من هذا الهجوم، مشيدة بما تتمتع به من سمعة طيبة كدولة آمنة ومرحبة وسلمية تضم أكثر من 200 عرق، لافتة إلى أنه عقب وقوع الحادث، كان لزامًا علينا السفر لتقديم واجب العزاء وتقديم كافة الدعم لهم وللمصابين ومتابعة أسرهم، وللتأكيد على أن مصر لم ولن تنسى أبناءها فى الخارج.