ترامب يجامل نتنياهو على حساب الجولان.. هكذا صفعت دمشق الرئيس الأمريكي
السبت، 23 مارس 2019 02:00 م
جاءت التصريحات الأخيرة للرئيس الأمريكى دنالد لترامب حول الجولان لتؤكد مواصلة الحكومة الأمريكية تحت قيادة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب،بممارسة أقصى درجات الغطرسة والرعونة فى قراراتها والتى تخدم وجود الكيان الأمريكى والصهيونى وتضعه على رأس أولويتها، مهما كلفها ذلك من اهدار حقوق الدول أو إعطاء الحق لأصحابه.
وأدانت سوريا، بأشد العبارات التصريحات "اللامسئولة" للرئيس الأمريكى دونالد ترامب حول الجولان السورى المحتل، التى تؤكد مجددا انحياز الولايات المتحدة الأعمى للاحتلال ودعمها اللامحدود لسلوكه العدوانى.
وقال مصدر رسمى فى وزارة الخارجية والمغتربين بسوريا بحسب الوكالة الرسمية السورية، "هذا الموقف الأمريكى تجاه الجولان السورى المحتل يعبر وبكل وضوح عن ازدراء الولايات المتحدة للشرعية الدولية وانتهاكها السافر لقراراتها وخاصة قرار مجلس الامن رقم 497 لعام 1981 الذى صوت عليه أعضاء المجلس بالإجماع بمن فيهم الولايات المتحدة والذى يرفض بشكل مطلق قرار حكومة الاحتلال الإسرائيلى وإجراءاته التعسفية بخصوص الجولان ويعتبره باطلا ولاغيا ولا أثر قانونيا له".
وتابع المصدر: لقد أصبح جليا للمجتمع الدولى أن الولايات المتحدة بسياساتها الرعناء التى تحكمها عقلية الهيمنة والغطرسة باتت تمثل العامل الأساس فى توتير الأوضاع على الساحة الدولية وتهديد السلم والاستقرار الدوليين .. الأمر الذى يستوجب وقفة جادة من دول العالم، لوضع حد للصلف الأمريكى وإعادة الاعتبار للشرعية الدولية والحفاظ على السلم والأمن والاستقرار فى العالم.
وأكد المصدر أن تصريحات الرئيس الأمريكى وأركان إدارته حول الجولان السورى المحتل لن تغير أبدا من حقيقة أن الجولان كان وسيبقى عربيا سوريا وأن الشعب السورى أكثر عزيمة وتصميما وإصرارا على تحرير هذه البقعة الغالية من التراب الوطنى السورى بكل الوسائل المتاحة وعودتها الى كنف الوطن الأم شاء من شاء و أبى من أبى طال الزمان أم قصر.
ومن جانبه، نقلت وكالة الإعلام الروسية اليوم الجمعة عن المتحدثة باسم وزارة الخارجية ماريا زاخاروفا قولها إن تغيير وضع هضبة الجولان سيمثل انتهاكا مباشرا لقرارات الأمم المتحدة.
وقال الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط إن أي اعتراف أمريكي بسيادة إسرائيل على الجولان سيمثل ردة خطيرة في موقف الولايات المتحدة من الصراع العربي الإسرائيلي.
وأضاف أبو الغيط أن "الجامعة العربية تقف بالكامل وراء الحق السوري في أرضه المحتلة، ولدينا موقف واضح مبني على قرارات في هذا الشأن، وهو موقف لا يتأثر إطلاقا بالموقف من الأزمة في سوريا".
الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط
وبدوره، أكدت المتحدثة باسم المفوضية العليا للسياسة الخارجية فى الاتحاد الأوروبى، مايا كوسيانتشيش، الخميس، أن الاتحاد الأوروبى لا يزال لا يعترف بأن مرتفعات الجولان جزء من إسرائيل، على الرغم من تصريحات الرئيس الأمريكى دونالد ترامب.
وقالت المتحدثة - فى تصريح خاص لوكالة أنباء "سبوتنيك" الروسية - "لم يتغير موقف الاتحاد الأوروبى، ولا يعترف الاتحاد الأوروبى، تماشيا مع القانون الدولى، بسيادة إسرائيل على الأراضى التى تحتلها منذ يونيو 1967، بما فى ذلك مرتفعات الجولان، ولا يعتبرها بالتالى جزءا من أراضى إسرائيل"
وكان الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، غرد على حسابه فى موقع التواصل الاجتماعى "تويتر"، اليوم الخميس، قائلا "بعد 52 عاما، آن الأوان للولايات المتحدة للاعتراف بشكل كامل بسيادة إسرائيل على مرتفعات الجولان المهمة استراتيجيا، والتى تتميز كذلك بأهمية فى مجال أمن الدولة الإسرائيلية والأمن الإقليمى".
وقال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمس الخميس إن الوقت حان لدعم السيادة الإسرائيلية على هضبة الجولان السورية التى احتلتها إسرائيل فى حرب عام 1967 وضمتها عام 1981 في خطوة لم تلق اعترافا دوليا.
ويمثل الإعلان تحولا كبيرا في السياسة الأمريكية، وسيعطى دفعة لرئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو في حملته للفوز بفترة جديدة فى السلطة فى انتخابات التاسع من أبريل.
وقال ترامب في تغريدة على تويتر "بعد 52 عاما، حان الوقت لاعتراف الولايات المتحدة الكامل بسيادة إسرائيل على هضبة الجولان التي لها أهمية استراتيجية وأمنية حيوية لدولة إسرائيل والاستقرار الإقليمي!".
ويأتي الاعتراف قبل أسبوع من زيارة نتنياهو لواشنطن لمقابلة ترامب وإلقاء خطاب أمام لجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية (أيباك).
وضغط نتنياهو على الولايات المتحدة للاعتراف بسيادة إسرائيل على هضبة الجولان، وأثار إمكانية الاعتراف الأمريكي بالسيادة الإسرائيلية في أول اجتماع له مع ترامب بالبيت الأبيض في فبراير 2017.
وتمثل هذه الخطوة أقوى دعم علنى يقدمه ترامب حتى الآن على ما يبدو لمساعدة نتنياهو في سباق انتخابي محتدم قبل الانتخابات العامة في وقت يواجه فيه مزاعم فساد. وينفي نتنياهو ارتكاب أي مخالفات.
ووجه نتنياهو الشكر لترامب على بادرته بشأن الجولان.
وذكر مكتب نتنياهو أن رئيس الوزراء قال لترامب فى اتصال هاتفى بعد الإعلان "إنه صنع تاريخا".
وقال مسؤول إسرائيلي إن من المتوقع أن يثير نتنياهو المسألة مجددا مع ترامب خلال زيارته لواشنطن.
وقال نتنياهو في تغريدة على تويتر "في وقت تسعى فيه إيران لاستخدام سوريا منصة لتدمير إسرائيل، يقدم الرئيس ترامب بشجاعة على الاعتراف بالسيادة الإسرائيلية على مرتفعات الجولان.. شكرا الرئيس ترامب!".
ترامب ونتنياهو
في الوقت نفسه ندد مسؤولون فلسطينيون بإعلان ترامب ،وقال كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات على توتير "أمس اعترف الرئيس ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل واليوم يقول: من أجل أمن المنطقة يجب أن تكون هضبة الجولان السورية المحتلة تحت سيادة اسرائيل. ما الذى سيأتى به الغد؟ عدم استقرار وشلال دم فى منطقتنا".
وقال عضو اللجنة التنفيذية بمنظمة التحرير الفلسطينية واصل ابو يوسف لرويترز "الولايات المتحدة تستهتر بقرارات الشرعية الدولية، الجولانأرض سورية محتلة مثلها مثل الأراضي الفلسطينية والقرار الأمريكي لن يغير شيئا من الواقع ولن تنجح الإدارة الأمريكية في تغيير واقع أن الجولان أرض سورية محتلة مهما أخذت من قرارات".
صائب عريقات
وقال ريتشارد هاس المسؤول الكبير السابق بوزارة الخارجية الأمريكية الذي يرأس حاليا مجلس العلاقات الخارجية، في تغريدة على تويتر أن الإجراء انتهاك لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 242 "الذي يرفض السيطرة على الأرض بالحرب، ويخدم إسرائيل بالقول إن لكل الدول الحق في العيش بسلام".
ودعا القرار، الذي أقره المجلس عقب حرب 1967، إلى انسحاب القوات الإسرائيلية من الأراضي المحتلة، وضمان حق دول المنطقة في العيش بسلام داخل حدود آمنة ومعترف بها.
وانتقدت جماعة الضغط "جيه ستريت" الليبرالية اليهودية-الأمريكية تحرك ترامب، وقالت إن هذا الاعتراف الأمريكي السابق لأوانه بالسيادة الإسرائيلية على الجولان خطوة استفزازية لا حاجة لها وتنتهك القانون الدولي.
الجولان المحتل
وقال جيريمي بن عامي رئيس الجماعة "من الواضح أن هذه الخطوة التي اتخذها ترامب لا ترتبط بالمصالح الطويلة الأمد للولايات المتحدة أو إسرائيل لكنها ترتبط أكثر بتقديم هدية سياسية أخرى لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو على أمل دعم فرصه في انتخابه لفترة جديدة الشهر المقبل".
وظل تأييد ترامب القوي لإسرائيل موضع جدل في الولايات المتحدة. وقد وصف معارضيه في الحزب الديمقراطي بأنهم "ضد إسرائيل" و "ضد اليهودية" بعدما أقر أعضاء مجلس النواب الذي يسيطر عليه الديمقراطيون قرارا في وقت سابق من مارس آذار يندد بكل أشكال التعصب وذلك دون توجيه توبيخ للنائبة الديمقراطية إلهان عمر بشأن تعليقات مزعومة ضد السامية.
وقد يساعد الإعلان بشأن الجولان الرئيس الأمريكي في تحسين موقفه في المعسكر المؤيد لإسرائيل داخل الولايات المتحدة خاصة بين أعضاء قاعدته من المسيحيين الإنجيليين قبل المؤتمر السنوي لأيباك، أقوى جماعة ضغط مؤيدة لإسرائيل، المقرر الأسبوع المقبل.