مأزق تأجيل بريكست أمام القمة الأوروبية: «ماي» في مواجهة زعماء القارة العجوز
السبت، 23 مارس 2019 06:00 ص
يطغى طلب بريطانيا للاتحاد الأوروبى بتأجيل خروجها من التكتل حتى 30 يونيو بعد أن كان الموعد النهائى المقرر له فى 29 مارس الحالى، على مناقشات القمة الأوروبية التى تعقد، وسط تزايد لمشاعر السخط الأوروبى حيال فشل رئيسة وزراء بريطانيا، تيريزا ماى فى الحصول على موافقة البرلمان على اتفاقها، مرتين على التوالى، فى ضربة كبيرة لها.
ووفقا لوكالة «آكى» الإيطالية، أكد رئيس الاتحاد الأوروبي دونالد توسك، على أن الدول الـ27 الأعضاء في الاتحاد بدأت تشعر بالتعب مما اعتبره مماطلة بريطانيا، مشدداً على تصميم الأوروبيين العمل على «فرض» شروطهم وإيصال عملية بريكست إلى بر الأمان.
وتشير مصادر أوروبية مطلعة إلى أن غالبية الدول الأوروبية تبدو متوافقة مع توسك بشأن ضرورة ربط قرار الموافقة على التمديد بتصويت إيجابي من قبل مجلس العموم البريطاني على اتفاق الانسحاب، المرفق بضمانات أوروبية ملزمة قانونياً بشأن شبكة الأمان.
ومن جانبها، كشفت صحيفة «الجارديان» البريطانية أن الاتحاد الأوروبي يستعد للسيطرة على خروج بريطانيا من خلال رفض طلب رئيسة الوزراء تيريزا ماي بتأجيل «بريكست» لمدة ثلاثة أشهر وتحديد موعد انسحاب جديد لا يتجاوز 22 مايو المقبل.
وتسعى رئيسة الوزراء إلى تمديد فترة التفاوض حتى 30 يونيو للسماح بإصدار التشريعات اللازمة حال حصولها في النهاية على دعم أعضاء البرلمان لصفقتها الأسبوع المقبل.
لكن اتفق سفراء الاتحاد الأوروبي في اجتماع في وقت متأخر من ليلة الأربعاء على أن هناك مخاطرة كبيرة لوجود المملكة المتحدة كدولة عضو بعد 23 مايو، عندما يحين موعد الانتخابات الأوروبية.
وقالت المصادر إن بعض الدول فضلت خلال المناقشات انسحاب خلال فترة أطول وأخرى فضلت انسحاب خلال فترة أقصر، ولكن كان هناك إجماع فيما بينهم على أن التاريخ الأفضل للمغادرة يحب أن يكون 22 مايو بحد أقصى.
وقال دبلوماسي كبير: «يجب أن يكون 22 مايو هو الحد الأقصى". والسبب هو أنه يجب أن تكون هناك رسالة واضحة للغاية من المجلس الأوروبي. نعم لتأجيل لفترة قصيرة بشرط أن تمرر رئيسة الوزراء اتفاقها عبر مجلس العموم. ولكن أى تأجيل بعد ذلك سيكون معقدا للغاية، نظرا لموعد انتخابات البرلمان الأوروبى»، فى إشارة إلى أن بقاء بريطانيا داخل التكتل حتى 23 مايو – موعد إجراء الانتخابات الأوروبية- يعنى ضرورة مشاركة نواب بريطانيين فى هذه الانتخابات.
ولا يزال الاتحاد الأوروبى يعمل للتحضير للسيناريو الأسوأ، أي انسحاب بريطانيا بدون اتفاق، وذلك في حال فشل البريطانيون في المصادقة على الاتفاق المبرم بين ماي ونظرائها الـ27 في 25 نوفمبر الماضي في بروكسل.
استقطاب بالداخل
أما فى الداخل البريطاني، فواجهت يريزا ما، رئيسة وزراء بريطانيا، رد فعل عنيف بعد بيان انُتقد على نطاق واسع حيث ألقت فيه باللوم على النواب في أزمة خروج بريطانيا ، فى الوقت الذى ذهبت فيه مع زعيم المعارضة، ورئيس حزب العمال، جيريمي كوربين إلى بروكسل لإجراء محادثات منفصلة مع زعماء الاتحاد الأوروبي.
وألقت رئيسة الوزراء خطابًا من داونينج ستريت أشارت فيه إلى أن النواب كانوا مخطئين لفشلهم في تنفيذ نتيجة استفتاء الاتحاد الأوروبي لعام 2016، قائلة إن ما حدث كان خطأهم وليس خطأها. لكن هذه الخطوة أثارت غضب حتى بين نوابها ، حيث وصف البعض تصريحاتها بأنها «سامة» واتهموها بتوجيه «ضربة تحت الحزام».
وكانت ماى أعلنت الأربعاء أنها أرسلت طلبا كتابيا إلى رئيس المجلس الأوروبى دونالد توسك لتمديد أمد المادة 50 من معاهدة لشبونة والمعنية بالخروج من الاتحاد الأوروبى حتى 30 من يونيو المقبل.
كما صرحت ماى فى خطاب أمام مجلس العموم البريطانى -نقله تلفزيون هيئة الإذاعة البريطانية (بى بى سى)- أنها ليست على استعداد لتأجيل خروج بلادها من الاتحاد (بريكست) لما بعد 30 يونيو المقبل، وأنه ليس من مصلحة بلادها المشاركة فى الانتخابات الأوروبية المقررة فى مايو المقبل.
واستمرت ماى خلال خطابها فى الدفاع عن الاتفاق الذى توصلت إليه حكومتها مع الاتحاد الأوروبى والذى رفضه البرلمان قائلة إنه الأنسب والأقدر على حماية مصالح مواطنى البلاد، كما جددت اتهاماتها للبرلمان بعدم احترامه أصوات المواطنين الذين وافقوا على بريكست قبل عامين ومطالباتها له بالاضطلاع بتنفيذ رغبة المصوتين بتحقيق الخروج.
نصف مليون بريطانى يطالبون بعدم الخروج من أوروبا
ومن ناحية أخرى، وقع أكثر من نصف مليون بريطانى على عريضة تحث الحكومة على إلغاء المادة 50 من معاهدة لشبونة المعنية بالخروج من الاتحاد الأوروبى «بريكست».. مطالبين بعدم الانسحاب من الاتحاد، وسط تواصل الاضطرابات حول مسألة الخروج.
وجاء فى العريضة -التى توصلت إليها صحيفة «الاندبندنت» البريطانية- «تدعى الحكومة مرارًا بأن الخروج من الاتحاد الأوروبى هو إرادة الشعب.. نحتاج إلى وضع حد لهذا الادعاء من خلال إثبات قوة الدعم الشعبى المؤيد للبقاء فى التكتل الأوروبى».
وأوضحت الصحيفة أن العريضة حظيت بأكثر من 550 ألف توقيع متجاوزة بذلك عدد التوقيعات، التى بلغت 370 ألف توقيع، على عريضة طُرحت في نوفمبر الماضى كانت تطالب بخروج بريطانيا من التكتل الأوروبى «بريكست» بدون اتفاق.