«لن تتخلى عن الحديدة»..متى يعلن الحوثيون «وفاة» اتفاق السويد؟
الأربعاء، 20 مارس 2019 03:00 م
ما يعد تحديا جديدا وصارخا لقرارات المجتمع الدولي وجهود إحلال السلام في اليمن، قال أحد زعماء المتمردين الحوثيين أن جماعته لن تتخلى عن مدينة الحديدة الساحلية.
ونقلت وكالة "الأسوشيتد برس" عن رئيس ما يسمى بـ"اللجان العليا للثورة"، محمد علي الحوثي، قوله إن منافسيه من الحكومة المعترف بها دوليا، أساءت تفسير الاتفاق الذي توصلت إليه الحكومة الشرعية اليمنية والانقلابيين في ديسمبر الماضي برعاية الأمم المتحدة.
وأضاف الحوثي أنهم وافقوا على سحب قواتهم، لكنهم سيظلون مسيطرين على المنطقة.
وكانت الحكومة اليمنية الشرعية توصلت إلى اتفاق مع المتمردين الحوثيين، يقضي بوقف إطلاق النار في الحديدة ثم انسحاب الميليشيات من المدينة وميناءها الاستراتيجي، لكن الحوثيين عرقلوا تطبيق الاتفاق عبر خروقهم، الأمر الذي أثار انزعاجا دوليا.
وفي 18 فبراير الماضي، أعلنت الحكومة الشرعية عن التوصل إلى اتفاق جديد مع المتمردين، برعاية الأمم المتحدة، لكن الاتفاق تعثر بسبب رفض الميليشيات المرتبطة بإيران تطبيق الاتفاق.
وتواصلت خروق وقف إطلاق النار في مناطق متفرقة بالحديدة، الثلاثاء، وسط عمليات حشد ينفذها المتمردون الحوثيون للمقاتلين إلى جبهات المحافظة الواقعة غربي اليمن.
وسجلت خلال الساعات الماضية خروق لوقف إطلاق النار جنوبي وشرقي الحديدة، كما تبادل المتمردون وقوات المقاومة المشتركة القصف في محيط منطقة الكيلو 16.
وقالت مصادر في المقاومة إن 5 من أفرادها أصيبوا من جراء قصف الحوثيين لمواقعهم، وقصفت المقاومة مواقع الميليشيات الإيرانية في مديرية التحيتا وكذلك في الجاح بمديرية بيت الفقيه.
ويأتي ذلك، فيما تواصل ميلشيات الحوثي حشد المقاتلين للدفع بهم إلى الحديدة، عقب تعثر تنفيد اتفاق السويد والجهود التي تبذلها الأمم المتحدة وبعثتها في اليمن لإنقاذ الاتفاق إثر رفض الحوثيين الانسحاب من ميناء الصليف ورأس عيسى كما كان مقررا نهاية الشهر الماضي.
وقالت مصادر يمنية إن المتمردين يكثفون استعدادهم لخوض معركة في الحديدة بعد الاتهامات، التي وجهت لها بالتنصل من تنفيذ التزامات وقف اتفاق السويد، الذي نص على انسحاب القوات من مدينة وموانئ الحديدة.
وبدأت قيادة المتمردين التمهيد لإعلان انهيار اتفاق السويد مع وصول مساعي المبعوث الدولي إلى اليمن، مارتن غريفيث، إلى طريق مسدود من خلال إطلاق تصريحات عن عودة الحرب في الحديدة.
وكانت مصادر في الوفد الحكومي إلى مشاورات السلام في السويد أكدت أن الحوثيين منعوا رئيس فريق المراقبين الدوليين ورئيس لجنة التنسيق وإعادة الانتشار في الحديدة، الجنرال مايكل لوليسغارد، من القيام بزيارة استطلاعية لميناء رأس عيسى.
وكان المتمردون الحوثويون قد منعوا رئيس لجنة إعادة الانتشار في الحديدة الجنرال مايكل لوليسجارد من زيارة ميناء رأس عيسى شمال مدينة الحديدة، غربي اليمن.
ونقلت قناة «العربية» الفضائية مساء الإثنين عن عضو الوفد الحكومي إلى مشاورات السويد عسكر زعيل، قوله إن ميليشيا الحوثي منعت رئيس الفريق الأممي لإعادة الانتشار من زيارة استطلاعية إلى ميناء رأس عيسى، مضيفًا في تغريدة له على حسابه بموقع " تويتر" أن الجنرال الدنماركي غادر الحديدة إلى صنعاء لتقديم شكوى لمحمد علي الحوثي.
وتستمر الميليشيا الحوثية فى التصعيد ضد اليمن مرتكبة العديد من الانتهاكات، حيث تستهدف الإحياء السكنية في المناطق المحررة وتعمد الأضرار بالمدنيين، الأمر الذي يأتي في ظل الدعوات الدولية للتهدئة وإعادة بناء الثقة والدفع قدما باتجاه احلال السلام، في حين تكشف هذه الانتهاكات من جديد التبعية والانقياد الكامل من المليشيا الحوثي للنظام الإيراني ودور الأخيرة في دفع الأوضاع نحو التصعيد.
ولم تكن هذه المرة الأولي التي يمنع فيها الميليشيات الحوثية الأعضاء الأممين في اليمن، حيث كانت قد منعت في يناير الماضي الوفد الأممي ورئيسه السابق الجنرال باتريك كاميرت من التوجه لاجتماع مشترك مع وفد الحكومة الشرعية في صنعاء.
وتكشف تعدد الانتهاكات الحوثية، تمادي المليشيا في أعملها العدوانية، وتطورسلوكها الخطير الذي يؤكد استمرارها في وضع العقبات أمام جهود الأمم المتحدة ويهدد بنسف مسار السلام المرتكز على اتفاقية السويد والمرجعيات الدولية ذات الصلة.
وترفض ميليشيا الحوثي تنفيذ اتفاق السويد المتعلق بالانسحاب من الحديدة وموانئها حتى اللحظة، في تصعد من أنشطتها المسلحة لتعطيل الاتفاق برمته، حيث اتهم وزير حقوق الإنسان اليمني محمد عسكر ميليشيات الحوثي بوضع العراقيل أمام تنفيذ المرحلة الأولى من خطة إعادة الانتشار في الحديدة، وفقًا لاتفاق السويد الذي مضى اكثر من ثلاثة أشهر على توقيعه برعاية الأمم المتحدة.