مشروع الأنظمة البيئية السليمة لتنمية المراعي سلاح الحكومة لمكافحة التصحر ونشر «المنجروف»
الثلاثاء، 19 مارس 2019 12:00 م
تمثّل الغابات والحشائش والمراعي الطبيعية، ميزة نسبية في الأماكن التي تتواجد بها، وتزيد قيمتها عندما تنتشر في البيئة المصرية الصحراوية، وعلى الشواطيء وبالقرب من المناطق السياحية، إلى جانب نمو وتكاثر وإنتاجية الشعاب المرجانية، والحشائش البحرية، وهو ما يتوافر في محافظات البحر الأحمر وجنوب سيناء وشمال سيناء و مطروح، ومن وقتٍ لآخر تُعقد المؤتمرات والندوات وتقدّم الأبحاث التي تتناول تنمية وتطوير، هذه البيئة الخصبة والمواتية للسياحة، وتربية الحيوانات الصحراوية، وتكون في نفس الوقت مقصداً لهجرة الطيور الموسمية.
تنمية البيئة الصحراوية والبحرية
إطلاق مشروع الأنظمة البيئية
كان مركز بحوث الصحراء، التابع لوزارة الزراعة واستصلاح الأراضي، قد نظّم ورشة عمل لإطلاق مشروع الأنظمة البيئية السليمة، لتنمية المراعي في مصر والأردن، تحت رعاية الدكتور عز الدين أبو ستيت، وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، وبمشاركة مركز البيئة والتنمية، للإقليم العربي وأوروبا والاتحاد الدولى لحماية الطبيعة، وحضر ورشة العمل الدكتور محمد دراز، المنسق الوطني للمشروع والدكتورة سمر طه مديرة المشروع والدكتور سامي درويش وكيل مركز البحوث الزراعية وعدد من ممثلي الجهات الدولية والإقليمية المانحة وممثلين من المحافظات المستفيدة.
الدكتور سيد خليفة وسط غابات المنجروف
وقال الدكتور عبد الله زغلول، نائب رئيس مركز بحوث الصحراء، خلال الكلمة التي ألقاها نيابة عن الدكتور نعيم مصيلحي، رئيس مركز بحوث الصحراء، إن المنطقة العربية تواجه العديد من التحديات، أهمها الزيادة المطردة فى عدد السكان، وتزايد الطلب على الموارد المائية، في الأغراض المنزلية والأنشطة الاقتصاديه المختلفة، فضلاً عن التغيرات المناخية، ذات التأثير السلبي على حجم الموارد المائية ونوعيتها واستخدامها، إضافة إلى التصحر وتدهور الأراضي والعواصف الرملية والترابية.
جانب من الغابات الصحراوية والبحرية
الآثار السلبية للتحديات البيئية
وأكد نائب رئيس المركز، على أهمية التعاون الإقليمي الوثيق،وبذل أقصى الجهود،للحد من الآثار السلبية ،للتحديات البيئية المختلفة،ولفت الدكتور عبد الله زغلول إلي أن مصر تبنّت من خلال استراتيجية التنمية المستدامة"رؤية مصر عام 2030 " واستراتيجية التنمية الزراعية حتى عام 2030، مفهوماً يستهدف زيادة المعمور المصرى من 5 إلى 25%، من خلال مشروعات قومية، تشمل مد شبكات البنية الأساسية من طرق وسكك حديدية، لربط وادي النيل بمختلف المناطق الصحراوية، فضلاً عن استصلاح 1.5مليون فدان، وإنشاء مجتمعات عمرانية صناعية وزراعية وتعدينية في هذه المناطق.
غابات بحرية
وأضاف الدكتور عبد الله زغلول، أن تلك الاستراتيجيات تأخذ في اعتبارها أهمية صيانة الموارد الطبيعية، والحد من تدهورها في ضوء التزامات مصر الدولية، في الاتفاقيات الثلاث السابق التوقيع عليها، والتي تشمل اتفاقية الحفاظ على التنوع الحيوي، واتفاقية التغيرات المناخية، فضلاً عن اتفاقية مقاومة التصحر.
ورشة عمل البيئة الصحراوية السليمة
تقوية النواحى العلمية والتكنولوجية
وأشار نائب رئيس مركز بحوث الصحراء، إلى أن الأهداف الاستراتيجية للمركز ودوره، خلال الفترة القادمة، ترتكز على تقوية النواحي العلمية والتكنولوجية، في مجال تنمية الصحراء، والإسراع في عمليات التنمية المتكاملة، وزيادة الخدمات وتحسين البنيه الأساسية، فضلاً عن تنمية القدرات، لتحسين والدمج والإسراع فى عمليات التنمية، في مجالات الزراعة والمراعي في المناطق الصحراوية، وتحسين دخل المزارعين والرعاه بزيادة إنتاجية وحدة المساحة والمياه وزيادة القيمة المضافة للإنتاج من الثروة النباتية والحيوانية.
وأضاف الدكتور عبد الله زغلول، أن قطاع الثروة الحيوانية في الساحل الشمالى الغربي، والذي يقدّر بحوالي 600 ألف رأس من الأغنام والماعز والآبل، يعتمد في توفير الغذاء للحيوان على ما توفره مناطق المراعى، من نباتات طبيعية صالحة للرعي، ولفت الدكتور عبد الله إلي أن هذه المناطق،خلال العقود الماضية،تعرضت للتدهور نتيجة لعمليات الرعي الجائر والتحطيب وحراثة وزراعة هذه المناطق،فضلاً عن انخفاض معدلات الأمطار نتيجة التغيرات المناخية.
نقيب الزراعيين وغابات المانجروف
تبادل المعلومات والمعارف
وأوضح نائب رئيس المركز، أن مشروع تنمية المراعي، يشمل 4 مكونات وهي: تبادل المعلومات والمعارف،ودعم القدرات المؤسسية،والتوسع فى الممارسات ذات الكفاءة،فى تحسين المراعي،فضلاً عن تحسين الظروف من الناحية المؤسسية والتشريعيه،التى تسمح بإدارة المراعى بشكل مستدام.
وأكد الدكتور عبد الله أن هذا المشروع،يمهد الطريق لتنمية المراعى بهذه المنطقة الهامة،وفق قواعد مؤسسية وتشريعية ومجتمعية سليمة،وهو ما ينعكس على تحسين سبل معيشة السكان،ويساهم فى التنمية الاقتصادية والاجتماعيهة للساحل الشمالى الغربي،وأكد أن مركز بحوث الصحراء يدعم أنشطة المشروع بكافة إمكانياته العلمية والبشرية،وغيرها بما يساهم فى نجاح هذا العمل.
تنمية وتطوير غابات المنجروف
أشجار القندل"الريزوفورا"
وكان فريق من علماء مركز بحوث الصحراء،قد نجح في توطين وأقلمة أشجار القندل"الريزوفورا" ذات الفوائد الاقتصادية المتعددة،في مواقع جديدة ،على ساحل البحر الأحمر،تبعد عن مواقع نموها الطبيعي،بحوالي 500 كم شمالاً،حيث من المعروف أن هذه الأشجار،تنمو في مجموعات قليلة متناثرة ،جنوب مدينة شلاتين حتى الحدود مع السودان عند حدربة،وقد نجح فريق بحثي مكون من الدكتور سيد خليفة،والدكتور عبد الله زغلول،والدكتور أحمد الخولي،ومعهم عددٌ من الباحثين الآخرين،تحت إشراف الدكتور نعيم مصلحي،رئيس مركز بحوث الصحراء،في استزراع أشجار "الريزوفورا" في منطقتين،بكل من حماطة شمال شلاتين،بحوالي 200 كم،وفي شمال منطقة سفاجا،شمال شلاتين بحوالي 500 كم،حيث تم استزراع حوالي 20 ألف شتلة ،باستخدام أفضل التقنيات الحديثة،في الإكثار والاستزراع،واختيار المواقع المناسبة للنمو بيئياً، وقد تمثل ذلك في النمو السريع والقوي لهذه الأشجار،وقد أعطت هذه التجارب نجاحاً هائلاً،وهو ما يعتبر سبقاً علمياً،وقد تلقى المشروع دعماً قويّاً فى هذا المجال،تمثّل فى قدرة هذه الأشجار المزروعة على إنتاج البذور بيئياً،وقد جاء الدعم من جانب، اللواء أحمد عبد الله،محافظ البحر الأحمر،وقال الدكتور نعيم مصيلحي،رئيس مركز بحوث الصحراء،إن أشجار القندل،هي إحدى أنواع غابات المنجروف،التي تنمو على مياه البحر،والمعرّضة للانقراض،نتيجة لمحدودية نموها في مساحات صغيرة،جنوب ساحل البحر الأحمر فقط،وتتعدد فوائد هذه الأشجار في دعم إنتاجية الشعاب المرجانية القريبة،والحشائش البحرية،من حيث قيمتها الاقتصادية،حيث تلعب دوراً هاماً.
ورشة عمل لإطلاق مشروع الأنظمة البيئية السليمة
غابات المنجروف
تُعد غابات المنجروف،من أكثر المناطق جذباً للسياحة والسياح، فهي مناطق صيد تجارية هامة،تحتوي على الحياة البحرية المتنوعة،من الطيور و سرطانات البحر، وتعد الثروات المتمثلة في الشعاب المرجانية والأسماك الملونة وأسماك القرش وعروس البحر والدرافيل وغيرها،من الكائنات البحرية النادرة،وهي التي صنعت قطاع السياحة بمحافظة البحر الأحمر، والذي بات النشاط الاقتصادي الأول للمحافظة، بالإضافة إلى القدرة الكبيرة لهذه الأشجار في تخزين الكربون، وهو ما يساهم في التخفيف من تأثيرات تغير المناخ على المستوى المحلي والعالمي.
النبات كاملاً، والورق والقشرة لهما استخدامات في الطب الشعبي لعلاج الإسهال والتقيؤ وعلاج مرض السكري، وهي تقوي المعدة والأمعاء لمفعولها القابض، بالإضافة الى أن بعض أنواع الفطريات المستخلصة منه، لها تأثير ميكروبي، كما يستخرج من القلف تانيتات تستخدم في الصباغه وصناعة الأحبار وفي دباغة الجلود، وتستخدم أخشابه كوقود.
وتستخدم كذلك في صناعة الفحم وفي صناعة السفن وفي البناء،والرقائق الخشبية المستخرجة منه،وتعتبر مصدر إنتاج الحرير الصناعي،وفي هذا الإطار فإن التعاون الوثيق بين مركز بحوث الصحراء،وأكاديمية البحث العلمي،برئاسة الدكتور محمود صقر،بشأن توظيف البحث العلمي التطبيقي لصالح أعمال التنمية المتكاملة،قد تلقّى الدعم من محافظة البحر الأحمر ،وطلب اللواء أحمد عبد الله بضرورة التوسع في المشروع،لخدمة مجال السياحة والحفاظ على البيئة ،وتخفيف آثار التغيرات المناخية بالمنطقة.