زواج القاصرات.. الأغرب هذه الأيام
الإثنين، 18 مارس 2019 07:27 م
عثر ضابط مباحث السيدة زينب على خطاب مغلق بخط ردئ على مكتبه بداخله عبارات ركيكه تدل على أن كاتبه لم يحصل على قدر كاف من التعليم، لكن ضابط الشرطة في النهاية علم أن هناك جريمة ومأساة انسانية.
انتقل الضابط فورا إلي العنوان الذي يحمله الخطاب، بيت صغير يتكون من شقتين، جدران المنزل مطلى حديثا وهناك بعض الزينة والانوار وعندما طرق الباب خرج شاب فى الاربعين من عمره يلبس بيجامة حمراء حرير، وخلفه طفلة صغيرة ترتدي قميص عاري.
ضابط الشرطة سأله أنت الاستاذ فتحي؟ رد الرجل نعم.. قبل أن يكمل كلماته كان ضابط الشرطة داخل الشقة وعندما رأته الطفلة امسكت بيجامة الشاب وكانت فزعه، سأل ضابط الشرطة الاستاذ فتحي على صفة الطفلة وفي خجل قال إنها عروستي، وإننا تزوجنا منذ أسبوع وأنا فى شهر العسل، فقاطعة ضابط الشرطة وقال إنه تلقي خطاب من أحد الجيران يقول فيه أن هناك زواج من فتاة قاصر لن تتعدي التاسعة من عمرها، وطلب الضابط من الزوج والطفلة الذهاب معه إلي قسم الشرطة للتحقيق فى الواقعة.
انتقل الجميع إلي قسم الشرطة للتحقيق في الواقعة والتأكد مما جاء فى الخطاب، وهل هناك تزوير فى أوراق رسمية وكيف لرجل في الاربعين أن يتزوج من طفلة فى التاسعة وهل الزواج تم عرفي أم رسمي؟ ومن حرره؟ هل هو مأذون؟!.. وتم استدعاء والد الطفلة والمأذون وطلب من الزوج توضيح ما يحدث، فقال " أنا كأي شاب تعدي الاربعين وكاد أن يفوتني قطار الزواج وأنا مدرس ابتدائي مرتبي لا يكفى الكثير من طلبات الزواج ومصاريف الحياة، وكلما أردت خطبة فتاة تناسب سني أجد نفسي عاجزا، ولا أستطيع تلبية رغبات أهل العروس، وفشلت فى أن أتزوج، وكانت بجوارنا فتاة تسكن في العمارة والتقي بها كثيرا في الاسانسير أو فى الشارع، وكانت ذات جمال هادئ وشعرها طويل وجسدها كأنها فتاة فى السابعة عشر، ولم استطع منع نفسي من متابعتها والحديث معها كلما التقينا، وكانت كلها حيوية ومرح ولم أتصور أنها طفلة بل شدتني وحركت رجولتي بكل ما فيها من شقاوة ولطف.. احببتها وذهبت إلي اهلها وعرضت الموضوع على والدها، والغريب أن الرجل رحب بي وعندما قلت كيف يتم الزواج وهي في التاسعة من عمرها برغم من أن جسدها يخدع من يراها، ابتسم والدها وضحك ضحكة غريبة قائلا الفلوس بتعمل كل شئ..صدق الاب فنحن في زمن الفلوس تحل العقد، وفعلا وخلال أيام كان كاتب الصحة والماذون يعدون الأوراق، وبالفعل أصبح مع الاب شهادة انها تبلغ سبعة عشر عاما، فقد اشتركوا جميعا في اتمام هذا الزواج".
وعندما سأل المحقق الاب كيف أخطأت فى حق ابنتك الطفلة قال "ابنتي جسدها مكتمل برغم سنها الصغير والرجل تزوجها والجميع شهدوا على العقد"، والغريب أن الاب قال كلاما أن الرسول صل الله عليه وسلم تزوج السيدة عائشة وهي طفلة تلعب مع الأطفال، وأضاف " أنا اسير على سنته عليه الصلاة والسلام، وقد وافق المأذون وزوج ابنتي".
في غرفة التحقيق بكت العروس فاتن وقالت فى براءة الطفولة " لن أترك فتحي حبيبي فهو يحكي لي كل ليلة القصص، ويحضر لي الجاتوه والحلويات والشوكولاته"
وفى النهاية لم يكن أمام الشرطة غير تحرير محضر بجريمة تزوير فى أوراق رسمية " جريمة زواج قاصر"، ولم يكن امام الشرطة غير تحويل كلا من الاب والمأذون والزوج والطفلة إلي النيابة، وخرج الجميع فى سيارة الشرطة إلي النيابة، وطوال الطريق ظلت الطفلة فاتن تقول " انا معك يا فتحي حتي لو دخلوك السجن".. إنها جريمة غريبة وكثيرا ما تحدث فى الارياف والصعيد ولم يدري بها احد طالما فى فلوس تحل المشاكل ... ويا زمن الفلوس .