محمد صلاح.. البريق ينطفئ
الإثنين، 18 مارس 2019 03:00 مصابر عزت
قبل بضعة أعوام لم تكن الآمال معلقة بهذا القدر، على اللاعب الذي وصف- آنذاك- بأن مستواه متواضع لا يرقى لأن ينضم لأحد أندية القمة المصرية، وظل محمد صلاح، نجم فريق ليفربول الحالي، ومنتخب مصر، حبيسا داخل صفوف «المقاولون العرب»، منتظر أن يصرخ بقوة ويعلن عن اسمه، وأنه أحد أبرز اللاعبين في العالم، وليس مصر فقط.
ومع مرور الأيام.. تحول محمد صلاح- بفضل مجهوده وقدراته الشخصية- إلى أيقونة تتعلق بها كافة الآمال، ليس بشأن منتخب مصر فقط، بل وفريقه الإنجليزي أيضا، الذي يتأثر تأثيرا كاملا بأداء الأسطورة المصرية.
لا يمكن لأحد أن يدعي، تملك الغرور من اللاعب المصري، كما يزعم البعض على مواقع التواصل الاجتماعي، فالجميع يعي أن محمد صلاح شخصية متواضعة، إلا أن تصريحه الأخير، الذي تسبب في توتر الأجواء، حوله دفع العديد من معارضيه لاستغلال الأمر، كما جعل بعض «دراويش صلاح»، يستلون سيوفهم في مواجه المعارضين.
ربما كانت كلمات صلاح غير دقيقة وغير موفقة أيضا، إلا أن المؤكد أنه لم يقصد إهانة، أو التقليل من رموز الكرة الإفريقية، ولعل ما ضخم الأمر، هو التكالب من قبل معارضي صلاح، ودرويشه، ومحاولة الحصول على «الليكات والشير»، عبر الزج باسم النجم المصري، في مهاترات وتحليل لكلماته، ومحاولات الإسقاط عليها بإدعاءات واجتهادات.
على جانب آخر.. ربما كانت لتلك الأزمات، تأثيره على النجم المصري، وفريق ليفربول الإنجليزي، محمد صلاح، فعلى مدار (6 مباريات)، التزم محمد صلاح الصيام التهديفي، والتوقف عن هز الشباك، بل وبدأ مستواه الفني في الانخفاض، وفقا لما تتناقله، بعض وسائل الإعلام، في تحليل المباريات.
محمد صلاح، الإفريقي الأسطورة، والذي حاول نفسه إلى أيقونة، وشعلة آمل في القارة السمراء، هو من بدأ يدفع بذاته إلى الهاوية، خاصة، بأن يستمع إلى تعليقات السوشيال ميديا، المحطمة، والمجتهد في الحصول على «الليكات والشير»، عبر استخدام الأسماء المحبوبة في مساء كرة القدم.
ربما على نجم منتخب مصر وليفربول الإنجليزي، محمد صلاح، التوقف، مع ذاته قليلا، وأن يدرك أهمية التوقف عن الاستماع للكارهين والدرويش، والتركيز على مستقبله الرياضي، خاصة وأن ثقة الألماني، يورجن كلوب، المدير الفني لفريق ليفربول، بدأت تقل في نجمنا المصري.
كان المدرب الألماني لفريق ليفربول الإنجليزي، يورجن كلوب، علق على مواجهة فولهام التي فاز بها «الريدز» بصعوبة (2-1) واستعاد صدارة الدوري مؤقتا بالقول إنها «مباراة عادية ونتيجة مثيرة».
وسجل جيمس ميلنر ركلة جزاء بهدوء قبل (9 دقائق) من نهاية الوقت الأصلي للمباراة في ملعب «كرافن كوتيدج»، ليضمن عودة «الريدز» إلى صدارة الترتيب، بفارق نقطتين عن مانشستر سيتي الذي لعب مباراة أقل.
وافتتح ليفربول التسجيل في منتصف الشوط الأول بعدما سجل ساديو ماني هدفه العشرين هذا الموسم. ثم تعادل ريان بابل في الدقيقة (74 دقيقة) عندما سجل ضد ناديه السابق بعد سوء التقدير بين فيرجيل فان ديك وحارس ليفربول أليسون بيكر.
وتألق «ماني» بعد الهدف الذي سجله وضربة الجزاء التي تسبب بها لفريقه، ودخل النجم الأفريقي إلى ساحة التنافس على لقب هداف الـ«بريمييرليج»، حيث يمتلك الآن (17 هدفا) تضعه في المركز الثاني إلى جانب محمد صلاح وبيير إيميريك أوباميانج، وهاري كين، وجميعهم خلف سيرخيو أغويرو صاحب الـ(18 هدفا).
وتواصل صيام «صلاح»، هداف الدوري الإنجليزي وأفضل لاعب في أفريقيا والبريميرليج، عن الأهداف للمباراة السابعة على التوالي مع ليفربول، وقدم أداء متواضعا في مواجهة فولهام. ولم يسدد «صلاح» ركلة الجزاء التي حصل عليها الفريق، كما اعتاد أن يفعل في مواجهات سابقة، وانبرى لها زميله «ميلنر» وهز الشباك بنجاح وأنقذ ليفربول من إهدار نقطتين.
ولدى سؤال «كلوب» عن تسديد «ميلنر» لركلة الجزاء، قال المدرب الألماني: «سجل صلاح الكثير من الأهداف من ركلات الترجيح أيضًا». واستدرك قائلا: «عندما يكون ميلنر على أرض الملعب، أعتقد أن الأمر منطقي أن يتولى هو التسديد. هو رائع بلا شك، ولكن حتى ميلنر إنسان ويمكن ألا يتمكن من التسجيل. هو جيد جدًا»، وفقا لتصريحات نقلها موقع ليفربول.
ورغم أن «كلوب» لم يذكر ذلك، أشار متابعون إلى مخاوف من إهدار النجم المصري لركلة الجزاء بعد الفترة الطويلة التي لم يتمكن خلالها من هز الشباك، مما جعل «ميلنر» خيارا مضمونا بشكل أكبر. وعبر المدرب الألماني عن سعادته باستعادة الصدارة المؤقتة قبل فترة التوقف الدولي، وقال: «إنه أفضل موقف يمكنك أن تكون فيه».