الحاجة فاطمة.. سيدة الأرجوحة التي ضحت بنجلتها (فيديو)
الإثنين، 18 مارس 2019 12:00 مإعداد: ولاء عكاشة
في منزل يبعد عن محطة مترو «مارجرجس»، قرابة الكيلو مترين، تسكن الحاجة فاطمة، في منزل متهالك.. درجات السلم الخاصة بها أشبه ما يكون بمدخل لمقابر يعيش فيها الأحياء، وبيتها المتواضع يتكون من حجرة وصالة.. أثاثها منتهي الصلاحية، وقصمت صالتها بـ«ستارة»، لتعتبر مملكتها مكونة من حجرتين وصالة.
البيت المتواضع.. يسكن فيها الحاجة فاطمة- سيدة العقد الخامس- ونجل زوجها، من درتها الأولى المتوفى- صاحب العقد الأول (16عاما)- وشقيق زوجها (26 عاما)- والمصاب بمرض نفسي- ودرتها الثانية- المصابة بمرض سرطان الثدي- صاحبة العقد الرابع.. وقبل قرابة العامين طفلتها الصغيرة منة الله، والتي تبلغ من العمر في الوقت الحالي (12 عاما).
الحاجة فاطمة.. صاحبة الحياة المتهالكة، كانت تأمل أن تحول حياة فتاتها الصغيرة، إلى نعيم إلا أن القدر لم يمكنها من ذلك، وهو ما دفعها للتخلي عنها، ووضعها في دار رعاية، في سن (العامين)، حتى تضمن لها حياة أفضل، وتعليما لائقا يمكنها من الانخراط في المجتمع.
وقررت أن تخوض غمار الحياة، وحدها دون معيل، وتتحول إلى الرجل والمرأة في منزل ترعى فيها، ما تبقى لها من زوجها الراحل، الذي كان يملك في الدنيا، (3 زوجات)- هي إحداهن- وشقيق، ونجل من زوجته الثانية، و«أرجوحة»، هي بمثابة الإرث والمعيل للأسرة، نظرا لإعاقة سيدة العقد الخامس في يدها، وقلة تعليمها التي منعتها من العمل في المنازل.
الحاجة فاطمة.. سيدة تحمل في قلبها الطيبة والنقاء وتبذل كافة قدراتها حتى تتمكن من إعالة أسرتها، فهي تستيقظ في الساعات الأولى لصباح اليوم، وتتخذ من حاراتها ممرات وطريقا لتصل إلى مقصدها «أرجوحة الزوج الراحل»، حتى تتمكن من الحصول على قوت يومها، وتوفير بعض الأموال القادرة على علاج شقيق زوجها- حتى وأن كان مسكنا مؤقتا لأمراضه.
سيدة العقد الخامس.. تسكن طرقات «مار جرجس»، بالقرب من محطة المترو، منتظرة حفنة من الجنيهات، تتلقاها من الأطفال الراغبين في الترفيه، عن طريقة تلاعبهم بالأرجوحة، منتظرة حلول الظلام، حتى تنهي يوما شاقا، وتعود إلى عائلتها بالطعام والشراب، خاصة وأن أمراضهم تمنعهم من العمل.