هل يجوز قتل الحيوانات الضالة والكلاب؟.. دار الإفتاء تجيب

قالت دار الإفتاء المصرية، ردا على سؤال جاء نصه «هل يجوز قتل الكلاب والحيوانات الضالة؟»، بإنه لا يجوز قتل الحيوانات الضالة إلا ما تحقق ضرره من ذلك، كأن تهدد أمن المجتمع والمواطنين، وذلك مشروطا بأن يكون القتل هو الوسيلة الوحيدة لكف أذاها وضررها، مع ضرورة مراعاة الإحسان في قتلها.

وأوضحت دار الإفتاء فى ردها على السؤال، أنه لا يخفى أن قتل الحيوانات بالسم قد يعرض البشر إلى الأذى، وأنه لا يجوز شرعا، لأن الحفاظ على أرواحهم مقصد أساسي من مقاصد الشريعة الإسلامية، وكذلك الحال إذا أدى وضع السم لقتل الحيوانات غير الضارة، لأن قتلها غير جائز.

وطالبت الدار بألا يصبح القتل سلوكا عاما يتسلط فيه الإنسان على الحيوانات بالإبادة، وأنه يجب على الجهات المختصة إيجاد الوسائل البديلة لحماية الناس من شرور الحيوانات الضالة والمتوحشة، إلى جانب ضرورة ألا يؤثر ذلك على التوازن البيئي في الطبيعة التي خلقها الله بأحسن نظام وأبدعه وأحكمه.

وكان الدكتور أحمد ممدوح، الأمين العام للفتوى بدار الإفتاء المصرية، أكد خلال جلسة الاستماع والاستطلاع والمواجهة التى عقدتها لجنة الإدارة المحلية بمجلس النواب، لمناقشة حلول أزمة انتشار الحيوانات الضالة، بحضور وزيرى البيئة والزراعة ومحافظين حاليين وسابقين وممثلين عن جمعيات الرفقة بالحيوان، أن نظرة الإسلام للحيوان نظرة الرفق والرحمة، وأن المصلحة العامة مقدمة على المصلحة الخاصة، ومصلحة الإنسان مقدمة على مصلحة الحيوان. جاء ذلك

وأشار أمين عام الفتوى بدار الإفتاء إلى الأحاديث النبوية التى تحث على الرفق بالحيوان، ومنها أن إمرأة دخلت النار فى قطة حبستها، والمرأة التى دخلت الجنة عندما سقت الكلب، قائلا: «الرحمة مطلوبة نعم وغير متروكة بحال من الأحوال، وهناك ميزان دقيق نميز بيه بين المصلحة العامة والخاصة وبين الخير والمفسدة، فالمصلحة العامة مقدمة على المصلحة الخاصة، ومصلحة الإنسان مقدمة على مصلحة الحيوان».

وأوضح أمين عام الفتوى بدار الإفتاء، أن الشرع يجيز قتل الكلاب الشرسة المؤذية للناس، مستشهدا بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: «خمس من الدواب كلهن فاسق يقتلن فى الحرم، الغراب والحدأة والعقرب والفأرة والكلب العقور»، مشيرا إلى أن الحديث شمل الدواب الخطيرة التى تسبب الإيذاء وسمى منها الكلب العقور الشرس الذى يهاجم الناس بسبب طباعه الشرسة، وقال إن اللجوء للقتل يكون ما لم يكن هناك وسيلة أخرى للتخلص من أذى هذه الكلاب للناس.