اذبحوا صلاح يخل لكم وجه «خيشة»
السبت، 16 مارس 2019 01:26 م
الأسبوع الماضى حضر نجم كرة القدم محمد صلاح حفلًا دعائيًا بمناسبة مشاركته فى الترويج لبنك مصرى «نحمد الله أن البنك ليس إسرائيليًا». على هامش الحفل أدلى صلاح بتصريحات، فقامت قيامة البعض، ولم تهدأ خواطرهم حتى اللحظة. الإنصاف يقتضى نشر التصريحات كاملة، ثم من حق من شاء نقدها كما شاء، ولكن الإنصاف فريضة غائبة عن الأغلبية، خاصة فى حسابات السوشيال ميديا والمواقع الإلكترونية التى إن لم تجد نارًا، فإنها تبادر بصنع حريق.
لقد بحثت عن التصريحات كاملة فلم أجدها سوى فى ثلاثة مواقع فقط وعنها أنقل:
1 - أكدت قبل بداية الموسم، أنه لدينا طموح فى الفوز بالدورى فالمنافسة صعبة جدًا، ومن الصعب تعويض أى نقطة نفرط بها، تتبقى 8 مباريات صعبة لنا ولمانشستر سيتى، وأتمنى تعثر المنافس، نؤمن بقدرتنا على الفوز بالدورى، لا بد أن يكون لدينا هذا الشعور فى هذا التوقيت من الموسم.
2 - قلت منذ فترة إن مثلى الأعلى زين الدين زيدان ورونالدو وفرانشيسكو توتى، لقد كان حلما بالنسبة لى أن أراهم وألعب معهم، حيث كنت محظوظا باللعب مع توتى فى روما.. وفى الحياة بشكل عام، مثلى الأعلى أى شخص ناجح أحاول أخذ الميزة التى يمتلكها.. وتلك النقطة حببتنى فى القراءة كثيرًا، لأنى لم أكن أحب القراءة، لكنى أحببت أتعلم أكتر، وهذا صعب علينا كمصريين.
3 - وعن حظوظ الفراعنة فى كأس أمم إفريقيا قال: لا يمكن المشاركة فى بطولة أو مباراة وأضع فى حساباتى الخسارة، بل كيف أحتفل بالبطولة وأكسبها وأعيش أجواءها؟
الفريق يضم حاليا لاعبين خبراتهم قليلة، ولم يعتادوا اللعب وسط 120 ألف متفرج فى المدرجات، وأتوقع مصر تحصل على البطولة.
4 - بصراحة أكثر بطولة أحبها هى دورى أبطال أوروبا، أراها الأكبر بالنسبة لى، ولكن حلم مدينة ليفربول هو لقب الدورى الإنجليزى الممتاز «البريميرليج»، لذا من الممكن التضحية بالأبطال، وإذا فزنا باللقبين سيكون أمرا جيدا.
ما الذى أغضب المصريين من كل ما سبق؟
لا أرى فى تصريحات صلاح شيئًا من التجنى على الحقائق أو شيئًا من الغطرسة.
5 - الضغط كبير، أنا عربى مصرى إفريقى، وصلت لمكانة ماحدش وصلها قبل كده، والتأثير نفسه على الناس كبير جدًا، أنا مابتأثرش بالسوشيال ميديا، أنا مقتنع بأنها حاجة كبيرة، لكن مابتأثرش بيها، دا بالنسبة لى ولد صغير داخل ممكن يكتب كومنت كويس أو وحش، وممكن يشتمك ويطلع يجرى.
هل أخطأ صلاح هنا؟
هو يقينيًا أول مصرى وعربى يحقق تلك المكانة الفريدة فى مجاله، وبخصوص الأفارقة فلم يسبقه فى التتويج إلا لاعبان اثنان فقط هما الإيفوارى دروجبا والكاميرونى إيتو، لكن حديثه عن السوشيال ميديا طبيعى للغاية وحقيقى جدًا، إننا نحن معشر المواطنين العاديين، نشكو مر الشكوى من انفلات السوشيال ميديا وخوضها فى الناس هكذا لوجه الشيطان، فما بالنا بنجم عالمى.
نعم الأعلى صوتًا فى السوشيال ميديا هم مجموعات من الصبية الجهال المراهقين الذين يسارعون بنشر الأكاذيب والفضائح المختلقة، وتجد الواحد منهم يتعامل مع عالم جليل كأنه يتعامل مع صديقه المقرب، حيث تختفى لياقة الحديث واحترام المقامات.
6ـ السوشيال ميديا كبيرة جدا بتأثر فى الناس بشكل كبير، لكن خلاص أنا حاسس إنى كبرت على الكلام دا، عقلى متوازن باقضى وقتى فى البيت وبالعب مع أصحابى، وأقرأ حاجة أو أتفرج على حاجة، لكن مابضيعش وقتى ماسك التليفون أدخل السوشيال ميديا أشوف إيه اللى حصل النهارده وإيه اللى ماحصلش، والناس بتقول عليا إيه.
ما العيب فيما قاله صلاح ؟ ألم نطالبه نحن الذين نحرص على تطور مستواه بمزيد من التركيز فى مجاله وترك ساحات الإعلام لغيره ؟
ما العيب فى أن يتحدث أحد بنعمة الله عليه، ويمتدح نضجه وابتعاده عن توافه الأمور .
7ـ التقدير النفسى واخده من جوايا، ومن هنا (أشار لعقله).. مش مستنى حد يقولى إنت كويس ولا وحش، أنا عارف أنا كويس ولا وحش، وعارف أنا عاوز أتزود فى إيه، ودا الفرق بينى وبين أى حد تانى، إحنا ماتدربناش على دا فى مصر.. إحنا ضعاف فى دا، ودى مشكلتنا ومابنحبش نتعلم كتير، إحنا دايما عارفين كل حاجة.
مرة ثانية أين الخطأ فى كلام صلاح؟
لقد سبقه إلى مجال الاحتراف العشرات، ولم يصنع أحد منهم وجودًا لافتًا سوى هانى رمزى نجم الأهلى السابق، الباقون عادوا بخفى حنين أو بفضائح يندى لها الجبين، نعم نحن فى مصر نرتبك عندما نواجه ضغطًا، وقلة منا هى التى تصمد وتواجه وتطور من نفسها، ولكن إذا كنا نرى أنفسنا سادة الحضارة فهذا موضوع آخر .
8ـ دا مش غلط فينا، أنا أهلى من مصر، وأنا من مصر، دى مشكلتنا، إحنا عارفين كل حاجة، اتعلمنا كل حاجة، مثلا تسأل واحد أنت عارف «المكان الفلانى»، يقولك آه روح شمال فى يمين، دايما عمرنا ماقولناش مش عارفين، أنا ماعنديش مشكلة إنى أقول مش عارف وأتعلم أكتر.
بالله عليكم ألا نعانى جميعًا من هذه الأخلاقيات، أخلاقيات «أبو العريف» الذى يزعم معرفة ما هو فوق العرش وما هو تحت الثرى؟
ذبح محمد صلاح بالغضب الجارف لن يجعل الكرة المصرية تتقدم، ولن يصب سوى فى مصلحة بعض اللاعبين من عينة الكابتن خيشة الذى يملأ الدنيا ضجيجًا ولا نرى له دقيقًا.