المعلمون والتكنولوجيا: التعليم تريدهم «فيسبوكيين»
الخميس، 14 مارس 2019 07:00 مإبراهيم الديب
بخطى ثابتة تسير وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني نحو إرساء قواعد نظام التعليم الجديد، الذي يستهدف إحداث تغييرا كاملا في المنظومة ومخرجاتها بما ينعكس على مستوى وشكل آداء الخريجين، ويتواكب مع التطورات والمتغيرات العصرية، ويساهم في خلق وبناء جيل واع، ومثقف، وقادر على التعاطي مع التكنولوجيا الحديثة، والتواصل البناء مع الآخر.
تفرض المنظومة الجديدة على المعلم مواكبة التكنولوجيا الحديثة، فهو المحرك الأساسي للمنظومة الجديدة، فكيف سيتعامل المعلم مع التابلت وهو بعيد عن الإلمام بمواقع التواصل الاجتماعي مثلا أو محركات البحث بوجه عام؟.
الوزارة تسابق الزمن لتنفيذ كافة الخطوات التي تمهد الطريق نحو ترسيخ وتفعيل منظومة التعليم الجديدة بشكل كامل، والانتهاء من سابقتها المعتمدة على الحفظ والتلقين، والقائمة على استراتيجية تعليمية أدت إلى ترهل التعليم المصري، وانعكست سلبا على مستوى آداء خريجيها، وتمكنت خلال الفترة الماضية من تنفيذ أولى بنود الخارطة الجديدة، وتوزيع أجهزة «التابلت» على الطلاب، كوسيلة تكنولوجية حديثة لاكتساب المعلومات والمهارات، وتطبيق نظام الـ«open book»، كواحدة من الخطوات الفعلية للقضاء على ظاهرة الدروس الخصوصية، والحد من تداعياتها المسيئة للعملية التعليمية، وما تزيده من أعباء على كاهل أولياء الأمور.
ولتطبيق تلك الاستراتيجية كان من الضروري بدء تطبيق المعلمين على أسسها وكيفية التدريس طبقا لها، وعددهم نحو مليون ونصف المليون معلم على مستوى الجمهورية مابين التعليم العام، والأزهري - بحسب الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء -، باعتبارهم السبيل الأساسي نحو بناء تعليم قومي جديد يتواكب مع تطورات العصر.
وفي هذا الصدد عقدت وزارة التربية والتعليم العديد من بروتوكلات التعاون، والاتفاقيات للبدء في تطبيق النظام الجديد، وتدريب المعلمين على تنفيذه، وتخصيص 25% من قيمة قرض البنك الدولى لتطوير التعليم والذى وصل إلى 500 مليون دولار، للارتقاء بمستوى المعلمين. وأوضح الدكتور محمد عمر، نائب الوزير لشئون المعلمين، أنه تم اتخاذ خطوات لتدريب المعلمين على النمنظومة الجديدة، موضحا أن هناك محورين للتدريب، الأول ويتعلق بخطة الوزارة لإصلاح التعليم ويستهدف تدريب كل معلمى مصر على مدار سنتين، والثاني يتعلق بالنظام الجديد للتعليم ويستهدف تدريب معلمي رياض الأطفال والمدارس اليابانية والصف الأول الثانوي، مؤكدا أن المعلم يتلقى برامج تدريبات مختلفة فهناك برامج تتعلق باستخدام التكنولوجيا وهى بمثابة التعرف على مبدأ الـ «it»، بحيث يتم تدريبهم على كيفية التعامل على بنك المعرفة.
وقال الدكتور حسن فارس، رئيس اللجنة التنفيذية العليا لمشروع التعلم في الصفوف الأولى بوزارة التربية والتعليم والتعليم الفنى، إن تدريب معلمى الصف الأول الثانوى على استخدام التكنولوجيا فى التعلم والتعامل مع التابلت بدأ منذ الفترة الماضية وسوف يتم الانتهاء منه قبل الامتحان الثانى لطلاب أولى ثانوى المقرر له يوم 24 مارس الجارى، مشيرا إلى أنه من المقرر أن يتم انهاء التدريب فى مراحلتها الأولى يوم 18 مارس الجارى، مشيرا إلى أن الوزارة تستهدف قرابة 42 ألف معلم فى الصف الأول الثانوى، وهم معلمى المواد العشرة الأساسية، مثل الكيماء والجغرافيا والتاريخ وباقى المواد.
وشدد الدكتور حسن فارس، على أن نسبة الاستجابة من المعلمين لتلدريبات مرتفعة للغاية، قائلا: «التابلت مثل التليفون المحمول ومن ثم التعام لمع التابلت من المعلمين يتم بشكل محترف ودقيق وعلى أعلى مستوى»، موضحا أن التدريبات متواصلة بشكل مستمر طوال العام الدراسى بالتنسيق مع عدة جهات محلية ودولية، موضحا أن المعلم هو الأساس فى المنظومة التعليمية وسوف يحصلون على تدريبات مكثفة وفق خطة زمنية تستهدف العام بأكمله.
وأضاف، أنه عقب انتهاء التدريب يتم متابعة التطبيق مع المعلمين لفترة لا تقل عن أسبوعين للتأكد من نتائج التدريب، لافتا إلى أن التدريب يتم بشكل عملى داخل الفصول وباستخدام التابلت، على أن يتم إمداد المتدربين بالبرامج والأدوات التكنولوجية التى تمكنهم من أداء المهام الوظيفية فى ظل التطوير المطلوب والمنظومة الجديدة ودمج التكنولوجيا فى التعليم.
وأشار حسن فارس إلى أن التدريب يتم من خلال مدربين تم تأهيلهم من خلال ورش عمل خلال الفترة الماضية منها سبتمبر 2018، وفبراير 2019، حيث تم تدريب 1200 مدرب، مشيرا إلى أن التدريبات تتابع بشكل مستمر من قبل الوزارة للوصول بمستوى المعلمين إلى الشكل المطلوب ف ىاستخدام التابلت وطرق التكنولوجيا المختلفة.
وفى السياق ذاته، أكدت وزارة التربية والتعليم، أن هناك مرحلة أخرى تستهدف تدريب معلمى الصف الأول الثانوى مع إحدى الشركات تبدأ المرحلتين الأولى والثانية فيها 14 أبريل المقبل وحتى 14 من نفس الشهر، كما تنطلق المرحلتين الثالثة والرابعة فيها 21 أبريل وحتى 25 من ذات الشهر.
وشددت الوزارة على أن الاختبار للمتدربين سيكون مجانى للمرة الأولى وفى حالة الرسوب فى الاختبار يلتزم المتدرب بإعادته على نفقته الخاصة، وفى حالة غياب يوم من أيام التدريبات يترتب عليه حرمان من التدريب والتحويل للتحقيق، مشيرة إلى أن التدريبات على النظام الجديد محور رئيسى فى تطوير المنظومة التعليمية لأن المعلم الركيزة الأساسية فى التعليم.