"صوت الأمة" تكشف في شهادات لمدمنين: اتجهنا إلى حقن الطلق الصناعي
الأربعاء، 13 مارس 2019 02:00 م
كنا نعلم أن الإدمان أو تعاطي المخدرات يمكن أن يدفع إلى أي عمل دون تقدير خطورته، لذلك تقع الجرائم، لكن ما كشفته "صوت الأمة" من شهادات للمدمنين كان أكثر صدمة، لم يكذب أحدهم عندما قال أي طريق يؤدي إلى الهلوسة لن يتركه المدمن.
ضيقت الدولة الخناق إلى حد ما على تجار ومروجي المخدرات، ومن ناحية أخرى زيادة الحملات الرقابية على الصيدليات فيما يخص الأدوية المدرجة على الجداول، لذلك توجه المدمنون إلى تعاطي أدوية سهلة الحصول عليها، والمستخدمة في علاج العديد من الأمراض، وكان أشهرها المستخدم في علاج الشلل الرعاش، والكحة ، وآخرها هى حقن الطلق الصناعى،والتى يستخدمها أطباء النساء والتوليد للتسريع وسهولة الولادة.
لدينا شهادات كثيرة من متعاطي مخدرات عن عالمهم تحكي الكثير، لكن أخطرها ذلك الاتجاه الجديد الذي يلجأ إلى بديل متوافر حتى لو كانت النتائج كارثية، فكان لزاما تسليط الضوء عليه، ربما يكون ذلك ضوء في آخر النفق المظلم، وربما يتحرك مسؤول أو البرلمان لإيجاد حل.
استخدام حقن الطلق الصناعى فى الادمان كمخدر
تحذيرات من حق الطلق الصناعي
في تصريحات حصلنا عليها من الدكتورة هبة يوسف أستاذ ورئيس قسم الطب الشرعي والسموم الإكلينيكية بطب بورسعيد، ووكيل الدراسات العليا والبحوث، من تعاطى وإدمان حقن الطلق الصناعى، قالت إنه نتيجة الجهود من أجهزة الدولة الرقابية من وزارة الداخلية وأمن الموانى والإدارة العامة لمكافحة المخدرات، إضافة إلى جهود وزارة الصحة والطب الشرعى في إدراج الكثير من الأدوية، والأملاح المستخدمة فى تصنيع المواد المخدرة، أو المهلوسة إلى جداول المخدرات، أصبح تعاطى بعض أنواع المخدرات شبه نادر لذا فكر أصحاب الكيف فى بدائل رخيصة الثمن، مما أدى إلى ظهور أنواع جديدة وغريبة من أدوية ومواد التعاطى، مثل " حقن الاوكسيتوسين " او السينتوسينون"، والمضادات الحيوية التى يستخدمها الأطباء البيطريين فى علاج العدوى والأمراض البكتيرية ،فى الحيوانات وصولا إلى حرق القمامة، واستنشاقها.
أما عن حقن الاوكسيتوسين أو السينتوسينون فهى حقن يستخدمها أطباء النساء والتوليد للسيدات للمساعدة فى الولادة الطبيعية.
كارثة الأوكسيتوسين
بعيدا عن المصطلحات العلمية المعقدة، الأوكسيتوسين هو هرمون يتم تصنيعه فى المخ، فى منطقة ما تحت المهاد، ويتم نقله وافرازة بواسطة الفص الخلقى للغدة النخامية، والتى تقع فى قاعدة الدماغ، وهو يحتوى كيميائيا على ( 9 من الأحماض الأمينية، والبيولوجية، هو يعمل كهرمون وكناقل عصبى فى للإشارات العصبية، ويساعد إفراز الأوكسيتوسين من الغدة النخامية على تنظيم وظيفه الإنجاب لدى الإناث ،والتى تشمل الولادة الطبيعية، والرضاعة ،حيث يتم افراز الهرمون أثناء المخاض بحيث يزيد من انقباضات عضلات الرحم مما يساعد على خروج الجنين، كما يحفز إنقباض الغدد والقنوات اللبنية فى الثدى لإفراز اللبن للرضاعة الطبيعية، وتغذية الطفل.
تأثير حقن الطلق
أكدت الدكتورة هبة أن الأبحاث العلمية الحديثة أثبتت وجود بعض ناقلات الأعصاب، والهرمونات بالجهاز العصبى للانسان المسئولة عن الشعور بالسعادة والحب والثقة فى النفس مثل الدوبامين، والسيريتونين، والاوكسيتوسين.
ولهذا الأثر فإن بعض الشباب لجأ مؤخرا إلى تعاطى الاوكسيتوسين لتحقيق الشعور بالحب والسعادة ولكن دائما خلق الله الذى خلق الانسان فى أحسن تكوين أفضل من المواد الكيميائية التى يتعاطاها المدمنيين ،حيث أن المخ والجهاز العصبى للانسان تلك المعجزة العلمية الربانية التى وهبها الله للانسان ليتميز بالعقل والتفكير والحكمة عن سائر المخلوقات تعمل عند الحاجة لها ،و تعمل فى تعاون وثيق مع مؤثرات بيئية، وحسية ،و جسدية، وتتكامل أجهزة الجسم مع الكيمياء المخية العصبية، والاندورفين ،و الانكيفالين ،و الدينورفين، للوصول لهذه السعادة ،و النشوة الحقيقية التى تجعل الانسان يحس بالسعادة الحقيقية، وليست نشوة زائفة، ولفترة قصيرة جدا نتيجة لادمان مواد كيميائية قد تؤدى إلى الإدمان ،و التعود عليها، أو التعرض لجرعة زائدة ناتجة عن زيادة الجرعة من المتعاطى للوصول للاثر النفسى الأول.
المدمين يبتكرون طرق اخرى للادمان
الانهيار والتوتر وفقدان الذاكرة
وأشارت إلى أن استخدام هذه المواد أو غيرها بوهم زيادة التركيز، أو زيادة القدرة على الاحتمال يؤدى إلى الانهيار العصبى، وفقدان الذاكرة، ثم إلى الادمان، ومن علامات الإدمان احمرار العين، والنهم الزائد للحلوى، والمواد السكرية، وتغير مفاجئ فى قاموس الشخص بانتقاله من الألفاظ المهذبة والمنتقاة، إلى ما يخرج عن حدود التهذيب، واللجوء للسرقة، ويؤدى أيضا إلى الهلوسة، والتشنجات العصبية الحادة، وسلوك العنف، والتوتر العصبى، والصداع الشديد ،وعدم القدرة على التركيز أو النوم، أو استرجاع المعلومات نظرا لضعف الذاكرة، كما يؤثر على القدرة الجنسية للشباب من الذكور، ويضعفها ،و يعمل على تضخم حجم البروستاتا.
لذا يجب التوسع فى تنظيم حملات توعية للمجتمع بحجم مشكلة تعاطى المواد المخدرة ،و المهلوثة، وخطورتها على الجهاز العصبى ،و العقل البشرى، وخصوصا لطلاب المدارس والجامعات،و النوادى الرياضية ،و مراكز الشباب ،و المساجد ،و الكنائس، وذلك لأن الوقاية والمنع أفضل بكثير من سقوط الكثير من الضحايا فريسة لهذه المواد المؤثرة على العقل، والتى يستلزم علاجها الكثير من الوقت والجهد والاموال مما يؤثر على الاقتصاد ومعدلات التنمية.
تجارب للتخلص من الإدمان
من جانبها قالت الدكتورة رغدة الجميل مديرة إدارة الإدمان بالامانة العامة للصحة النفسية، التابعة لوزارة الصحة، إن حقن الطلق تحتوى على هرمون، مسؤل عن أشياء كثيرة فى الجسم، وله تأثير فى السلوك والمشاعر، ومضاد للقلق ،ويعمل على تحسين الحالة المزاجى تحسين القدرة على التكيف، والتعامل مع الضغوط.
فيه بعض حالات الإدمان اللى بياخدوه أثناء محاولاتهم للتخلص من المخدرات لكى يتجاوزوا أعراض الانسحاب، لأنه يقوم بزيادة مادة الدوبامين، وبالتالى يشعر الانسان بالراحة، والمتعة ويعالج القلق، واضطراب المزاج، والذى يحدث فى أعراض الإنسحاب.
حقن الطلق الصناعى لتسريع الولادة
وقالت إن بعض المدمنين يستخدمونه فى الخارج بحالات قليلة، موضحة أن هناك دراسات تجرى حاليا فى الخارج لاستخدامه فى علاج الإدمان، للاستفاده منه فى تأثيره على السلوك والمشاعر، مشيرة إلى أن استخدامه فى مصر يحتاج إلى مزيد من الدراسات والرصد.
وأشارت الدكتورة شيرين غالب أستاذ ورئيس قسم الطب الشرعى والسموم سموم بطب بنى سويف، أن هرمون "الاوكسيتوسين" الموجود فى حقن الطلق الصناعى، مادة جديدة بدأت تظهر فى وسط الشباب المصرى وبدا المدمنين يقبلون عليها لتحسين مزاجهم، موضحة أن هذه المادة تسمى هرمون الحب، والترابط، ويزود قدرتنا على تقبل الحياه وتقلل التوتر، وهرمون مهم للأم ،والجنين يفرز من الغده النخاميه ،ومهم جدا أثناء الولاده لانقباض الرحم.
وأكدت أن بعض الباحثين الاستراليين اخترعوا بخاخ أو دواء لعلاج بعض الأمراض النفسيه، واستخدامه كبديل للتخلص من الإدمان فقاموا باجراء العديد من التجارب على الفئران، ولكن يصعب استخدامه مع البشر لأنه يحتاج جرعات أعلى ،وله تاثير سلبى على الأعصاب والقلب.
يستخدم حاليا كحقن للطلق الصناعى بجرعه صغيره، تحت اشراف أطباء، وإذا تم أخذه بجرعة أكبر يمكن أن يحدث مشاكل بالقلب والأوعيه الدموية ،واختناق الجنين.
الادمان لم يعد بالاستروكس والالتر
الإدمان لم يعد بالاستروكس والالتر
وقالت إنه لازال الاوكسيتوسين الصناعى تحت البحث للتقليل من آثاره واستخدامه فى علاج أمراض المدمن، مشيرة إلى أنه لم يترك هذا الدواء فى حاله، بعد أن عرف المدمنين بأنه يساعد على النشوة، والاحساس بالفرحه، فاستخدمه لسهوله الحصول عليه ورخص ثمنه، مثل أدويه الكحة، وبعض الأدويه النفسية ،والعصبية ،مثل الباركينول المسمى بالصراصير، والمستخدم فى علاج الشلل الرعاش، وهو منتشر ويسبب الهلاوس، موضحة أنه للأسف فان معظم هذه الأدوية غير مدرج بجدول المخدرات ،فطبعا أصحاب المزاج لم يتركوه، مؤكدة أن هذه المادة بدأت تنتشر بين الشباب ولكنها ليست ظاهره كبيرة مثل مخدر الستروكس،والفودو والترامادول ،والأدوية المخدرة الأخرى.