روحاني يطلب ود «بغداد».. والمعارضة العراقية تكشف نوايا الملالي

لم يخف على العراقيين ألاعيب روحاني ومحاولات الملالي المُستميتة في وضع قدميها من جديد في بغداد وسم سياسات العراق والتحكم في تحالفاتها في الإقليم الدولي.. وعلى حد تعبير الرئيس  الإيراني حسن روحاني، إنه يرغب في تعميق العلاقة بين البلدين المجاورين حيثُ تُجني إيران مصالح جمّة تتوافق مع خططها في المنطقة.

وفي زيارة مفاجئة تُعد أول زيارة رسمية منذ عام 2013، وصل وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف إلى العاصمة العراقية بغداد، مساء أمس السبت، تمهيدا لزيارة الرئيس الإيراني حسن روحاني اليوم الإثنين .. يبدو أن مراسم استقبال السفير العراقي الجديد سعد قنديل في طهران أثارت العديد من الإتفاقات حول ملف طهران وبغداد، خاصةً بعد الخلاص من السفير راجح الموسوي الذي أعلنت الخارجية إقالته من منصبه الأربعاء الماضي بسبب إساءته للجالية العراقية في طهران، ونقل الموقع الرسمي للرئاسة الإيرانية عن الرئيس الإيراني تحفيزه عودة لعلاقات مثالية وثمينة بين البلدين، وهو ما سيقوم بالحديث عنه اليوم الإثنين خلال زياره.

 

أنسنة العلاقات بين طهران وبغداد يثير مخاوف المعارضة العراقية

منذ أول أمس والحديث حول زيارة روحاني لبغداد يثير قلق المعارضة العراقية، فالحديث يبدو وكأن روحاني يرغب في أنسنة العلاقات بين البلدين، خاصةً بعد تصريحات الأخير أمس حول رغبته في إقامة علاقات مثالية، عميقة ومُقربة، بجانب حديثه عن المكاسب الرئيسية في كافة المجالات .. من ناحية أخرى رفض العراقيون الزيارة جُملةً بسبب قمع وقتل النظام الملالي للعراقيين من خلال ميلشيات الإرهاب الإيراني المسلح، وتفصيلًا لما وجدوا فيها رسائل سياسية بعيدة عن الأهداف الإقتصادية .. أولها دعم حلفاء إيران في العراق.

ميلشيات إيران  تسيطر على مناطق الحدود العراقية مع سوريا 

أما تصريحات السفير الإيراني حول تعزيز الأمن والنمو والتنمية والازدهار للعراق كبلد شقيق ومجاور لنا، هي إحدى أمنيات الحكومة والشعب الإيراني، وأن إيران، وقف مع العراق في جميع المجالات في السراء والضراء.

رفض شعبي لزيارة روحاني بغداد: ارتكب جرائم وحشية بحق العراق

رفضت منظمات حقوقية وإنسانية وناشطون وشخصيات وطنية وشعبية عراقية الزيارة رفض تام، بل واعتبروها تجاوز على حقوق السيادة العراقية، كون روحاني متورط بقتل الشعب العراقي وارتكاب جرائم وحشية بحقه، من خلال دعمه وتمويله لمنظمات إرهابية في العراق في مقدمتها منظمة "بدر" و"عصائب أهل الحق" و"حزب الله" و"النجباء" وهي منظمات أعلنها المجتمع الدولي تنظيمات إرهابية تجب محاربتها.

وزير الخارجية الإيراني ووصوله إلى بغداد 

رسائل إيرانية.. وتحليل هدف الزيارة 

تسعى إيران من خلال أول زيارة لها لبغداد منذ 6 سنوات، إلى بث رسالة للمجتمع الدولي بأنها لا تزال تحكم قبضتها على جزء من العالم العربي، برغم الشروط الأمريكية التي تنص على إنهاء النفوذ الإيراني في المنطقة.

لا شك أن طهران تسعى من خلال الزيارة إلى وضع المجتمع الدولي أمام واقع جديد، تعتقد أنها صارت بموجبه المرجعية التي يجب على العالم التفاوض معها من أجل وضع حلول لأزمات المنطقة.

في هذا السعي الإيراني يخرج مأزق عراقي، ففي هذه الرسالة التي تبثها إيران للعالم وخاصةً الولايات المتحدة الأمريكية تطرح سؤال مهم بشأن مدى استعداد بغداد لمجازفة الالتفاف على العقوبات الأمريكية ضد إيران؟، هل سيتم مراقبة حركة الأموال بين المصارف المحلية في العراق وأنشطتها الخارجية، يبدو أن هناك قرارات ستتخذها واشنطن بعد هذه الزيارة المفاجئة، تجفف بها أي مصادر لمنح الدولار إلى إيران بأي صيغة كانت.