أرسطو.. عن يوم رحل فيه عبقري الفلسفة قبل 2300 عام

الخميس، 07 مارس 2019 10:00 م
أرسطو.. عن يوم رحل فيه عبقري الفلسفة قبل 2300 عام
لوحه ترسم أرسطو
ولاء عكاشة

هو أحد أشهر فلاسفة اليونان والعباقرة العظام الذين خلدهم التاريخ عبر العصور، حظى بمكانة مرموقة واحترام كبير لدى العالم أجمع، لاسيما وأنه له دور مهم في وضع العديد من النظريات الفلسفية الغربية والتي يستفاد منها في تطوير الذات، حسب مقولته الشهيرة ( إن معرفة نفسك هو بداية كل حكمة)، وشملت مؤلفاته الكثيرة عدة مجالات إنسانية مثل الأخلاق والسياسة والفلسفة والمنطق وعلوم الأرض والأحياء وغيرها.
 
الفليسوف اليوناني أرسطو، الذي يصادف اليوم 7 مارس رحيله في عام 322 قبل الميلاد، شكلت الفلسفة والعلوم الفلسفية أحد اهتماماته، الرئيسية، وحدد هدفه  بالتركيز إلى التوصل لعملية تفكير شاملة، حيث شمل تعريفه للتفكير للمكونات الأساسية كالشمولية والعلاقات الحصرية، وتطرقت فلسفته إلى الأخلاق، ولم تقتصر على نظام المنطق وتحليله فقط، حيث قام بوضع تشريع لقانون السلوك والأخلاق، سماه (العيش الكريم) .
 
ولد الفيلسوف اليوناني أرسطو في عام 384 قبل الميلاد في بلدة ستاجيرا، وهي بلدة صغيرة على الساحل الشمالي لليونان، والده نيكوماشوس كان طبيب البلاط لدى ملك مقدونيا أمينتاس الثاني، ورغم أن والده توفي عندما كان صغيرًا، إلا أن أرسطو بقي قريبًا من البلاط وتأثر به .
 
وبعد وفاة والد أرسطو أصبح زوج أخته الكبيرة وصيًا عليه حتى بلوغه، وأرسله إلى أثينا التي كانت تعتبر المركز الثقافي للعالم ليكمل تعليمه العالي عندما كان في السابعة عشر من عمره،  .
 
درس أرسطو في أكاديمية أفلاطون التي كانت تعتبر رائدة، واثبت تميزه فيها، ثم أنشأ علاقة جديدة مع أفلاطون نفسه، الذي كان تلميذ سقراط، والمثير هنا أن بعد وفاه أفلاطون عام 347 قبل الميلاد، لم يصبح أرسطو رئيس الأكاديمية من بعده، ولعل التفسير الوحيد أنه كان معارضا لبعض طروحات أفلاطون الفلسفية.
 
و بعد وفاة أفلاطون، قام هيرمياس ملك ميسيا (التي كانت تقع في آسيا الصغرى على بحر مرمرة) بدعوة صديقه أرسطو إلى بلاطه حيث التقى مع بيثياس ابنة أخت الملك وتزوجها وأنجبا فتاة سميت على اسم والدتها، في عام 338 قبل الميلاد عاد أرسطو إلى مقدونيا ليدرِّس الإسكندر الأكبر ابن الملك فيليب الثاني، وقد أعطاه هذا مكانةً مهمة في البلاط وكان الملك وابنه يكافئونه بسخاء على عمله.
 
وعاد أرسطو إلى أثينا التي كانت أكاديمية أفلاطون لاتزال الرائدة فيها، في عام 335 قبل الميلاد بعد أن أصبح الإسكندر المقدوني ملكًا وغزا أثينا، ثم أفتتح أكاديميته الخاصة به، وأمضى معظم سنين حياته كمدرس للملك، وكاتب وباحث في أكاديميته حتى وفاة الأسكندر المقدوني .
 
وأهتمت أكاديمية أرسطو بمختلف العلوم من الرياضيات إلى الفلسفة والسياسة والفن، ودون طلابه ملاحظتهم في مخطوطات شكلت بعد ذلك واحدة من أهم المكتبات في العالم، يذكر أن أرسطو كان معروفا بأنه يسير أثناء تدريسه، الأمر الذي أجبر تلاميذه على السير خلفه، ولذلك لقبوا بالأشخاص المسافرين .
 
ورغم أن أرسطو لم يكن عالمًا بالمسمى الذي نعرفه اليوم، إلا أن العلوم كانت من المواضيع التي بحث فيها في أكاديميته وكان يؤمن أن المعرفة تُكتسب من خلال التفاعل والاحتكاك مع الأجسام في الطبيعة .

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة