خرس أردوغاني بعد صفعة «ترامب» التجارية.. لماذا؟
الخميس، 07 مارس 2019 08:00 م
أثار الصمت اللافت للرئيس التركي رجب طيب أردوغان خلال اليومين الماضين، على عزم واشنطن إلغاء المعاملة التجارية التفضيلية لتركيا، بما فيها تجريد بعض المصدرين الأتراك من امتيازات تفضيلية، جدلًا واسعًا لاسيما وأن أردوغان لا يفوت فرصة للرد سريعًا على قرارات الولايات المتحدة المناهضة لتركيا، حتى ولو بالمغازلة وعدم الهجوم.
وعلى غير عادته تجنب الرئيس التركي، الحديث عن هذا الموضوع، في موقف تناولته وكالة بلومبيرج الأمريكية بأنه «غير معهود» من الرجل الذي لا يفوت صغيرة ولا كبيرة إلا ويدلى بدلوه بخصوصها، لاسيما وأن القرار مر عليه أكثر من يومين.
وأكدت الولايات المتحدة في وقت سابق، إنها تنوي إنهاء المعاملة التجارية التفضيلية لتركيا، حيث قال مكتب الممثل لأمريكا إن واشنطن تنوى إنهاء المعاملة التجارية التفضيلية لتركيا بموجب برنامج سمح لبعض الصادرات بدخول الولايات المتحدة دون رسوم جمركية.
ووفقًا لبيان صحفى فإن تركيا لم تعد مستحقة للمشاركة فى برنامج «نظام التفضيلات المعمم» لأنها «متقدمة اقتصاديا بما يكفى»، في وقت يصعد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب معركته ضد ما تعتبرها إدارته ممارسات تجارية أجنبية غير عادلة.
وتناولت الوكالة صمت الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وسط وجود قضايا خلافية عدة بين واشنطن وأنقرة، مشيرة أن تفسير صمت أردوغان جاء بسبب ضغط الولايات المتحدة على تركيا لوقف شراء أنظمة دفاع صاروخي روسية، والخلاف بين البلدين بشأن المنطقة الآمنة في سوريا.
ومع اقتراب موعد الانتخابات البلدية في تركيا نهاية مارس الجاري، يريد أردوغان أن يتجنب أي أزمة سياسية جديدة مع الولايات المتحدة من شأنها قد تؤدي إلى انهيار الأسواق، وتدفع الناخبين للتصويت ضد حزبه، مشيرة الوكالة الأمريكية أن تحرك ترامب التجاري تجاه انقرة يمكن ان يضرب تركيا في مناطق مؤلمة، في وقت لا تزال لأخيرة مرضة للهزات السياسية والاقتصادية بشكل كبير.
وجاء قرار ترامب بإلغاء التميزات التجارية لتركيا، بعد أسابيع قليلة من إعلان الولايات المتحدة بأن الرئيس الأمريكي وقع على مشروع قانون للإنفاق يمنع تسليم تركيا الجيل الجديد من مقاتلات "إف-35".
ويأتي موقف ترامب من تركيا بشان رفضه لتسليم صفقة الطائرات، على خلفية ما نشره البنتاجون في تقرير سابق للكونجرس إن شراء تركيا نظام الصواريخ الروسية "S-400" ربما يؤدي إلى إقصاء أنقرة من برنامج تصنيع المقاتلات "إف-35"، وربما يؤثر على امتلاكها أسلحة أخرى مثل المروحية "بوينج سي إتش-47 شينوك"، ومقاتلات "لوكهيد إف-16" ومروحيات "يو إتش-60 بلاك هوك".