روايات موت ستالين الزعيم الروسي.. بعضها كوميدي وأخرى تتهم اليهود بقتله
الثلاثاء، 05 مارس 2019 10:00 مكتب- محمد أبو ليلة:
يعد جوزيف ستالين من أكثر الشخصيات جدلاً في التاريخ الحديث، ليس فقط بالنسبة لروسيا، بل بالنسبة للعالم أجمع، فهناك من يرى ستالين بطلاً قاد شعبه نحو النصر على النازية، وحرر أوروبا وقام بالنهوض بروسيا في كل النواحي الاقتصادية والسياسية، بينما يرى آخرون أن ستالين شخصية لها سلبيات وإيجابيات مثل أي زعيم.
في يوم 5 مارس عام 1953، وخلال مأدبة عشاء بحضور وزير الداخلية السوفييتي لافرينتي بيريا وخوروشوف وآخرون، تدهورت حالة ستالين الصحية ومات بعدها بأربعة أيام، هذه الوفاة لا تزال تحمل بين طياتها لغزاً كبيراً حتى الأن فرواياتٌ كثيرة قيلت في هذه الواقعة.
دس السم
من بين تلك الروايات المزعومة لوفاة ستالين كانت المذكرات السياسية للزعيم السوفيتي مولوتوف والتي نُشرت في عام 1993 حيث تقول أن الوزير السوفيتي بيريا تفاخر لـ مولوتوف بأنّه عمد إلى دسّ السم لستالين بهدف قتله.
لكن الرواية الرسمية التي أذاعتها روسيا حول وفاة زعيمها تقول أن ابنة ستالين التي كانت تُدعى سفيتلانا أنه لم يكن ممكنًا إنقاذ والدها في تلك اللحظة إلا أنها اتهمت الوزير السوفيتي بيريا وألقت عليه كامل المسؤولية في تأخيره من دون أن تشير إلى أحد غيره من أعضاء الحرس والمسؤولين، وقالت بأن بيريا قد تعمد في تأخير الأطباء بحجة أن الطريق تغطيه الثلوج.
ابنة ستالين
كما ذكرت ابنة ستالين أنه بعد موت والدها قال أن الوزير بيريا سارع إلى البهو الخارجي، ولم يكسر الصمت الذي كان يخيِّم على الغرفة التي تجمع الكل فيها من حول سرير الميت إلا صوت بيريا العالي والمنتصر وقال بفرح : كروستاليي، أعطني سيارتي!"
ثم أعطى أمرًا بمغادرة كل أعضاء الحرس والمرافقين الشخصيين لمنطقة كونتسيو حيث المنزل الريفي وهدد بيريا الجميع بالمعاقبة في حال اعترف أحدهم بأي تفصيل أو صرح بأي كلام معارض للرواية أو النسخة الرسمية وقال لهم: الرواية الرسمية كالتالي "قضى ستالين جراء إصابته بنزيف دماغي حاد، الثلاثاء في الثالث من مارس عند المساء، حين كان يعمل في مكتبه في الكرملين".. بهذه الكلمات تلقى الشعب السوفيتي نبأ تمهيدي لوفاة ستالين.
بعدها، بدأ الراديو بث موسيقى كلاسيكية من أعمال جان سيباستيان باخ، بعد ثمان وأربعين ساعة، وفي تمام الساعة الرابعة عند الفجر، سُمعت دقات على الطبول قبل الإعلان القدري "مات زميل لينين الوفي ، مات حامل راية عبقريته وقضيته، المربي الحكيم وقائد حزبه الشيوعي والاتحاد السوفياتي الرفيق جوزيف فيساريونوفيتش ستالين، في الخامس من آذار، في الساعة التاسعة وخمسين دقيقة، في موسكو".
موته على يد اليهود
من بين تلك الروايات التي احتار فيها الجميع هناك رواية تقول أن الأطباء القوميين اليهود الذين عمل ستالين على اجتثاثهم هم من قاموا بقتله، فبعدما قام هولاء الأطباء بتسميم ستالين سنة 1947 فشلوا في ذلك وعمل ستالين على الانتقام منهم بعدها جعل ستالين وزيره بيريا هو من يشرف على الكادر الطبي ضمانا لسلامته.
لكن الأطباء الجدد لستالين كانو يتعمدون إهماله ويعطونه حقن وجرعات ذات تأثيرات سلبية على صحته، ويشير الأطباء المعاصرون على أن الجرعات التي كان يعطيها الأطباء لستالين تشكل خطراً على كبار السن وتساهم في حدوث جلطة دماغية سريرية.
وتقول تلك الرواية أنه عندما كان الكادر الطبي يشخص مرضه قاموا بحقنه بمادة الأدرينالين التي تسبب تشنجا في الأوعية الدموية وهذا أمر مرفوض أثناء الإصابة بالجلطة الدماغية مما أدى إلى تدهور الحالة الصحية لستالين.
فيلم موت ستالين
في أكتوبر الماضي انتجت أحد الشركات البريطانية فيلماً سينمائياً ساخراً عن الأيام الأخيرة لـ ستالين روت فيه الصراع المضطرب على السلطة في الكرملين لإيجاد من يحل محل ستالين الذي مات عام 1953، حيث يقوم الممثل الأمريكي ستيف بسيمي بدور الزعيم السوفيتي نيكيتا خروتشوف الذي تمكن من الانتصار في النهاية على الجماعة المؤيدة لستالين قبل جنازته الرسمية بأيام.
ذلك الفليم السينمائي الساخر الذي قررت السلطات في روسيا سحب موافقتها على عرضه في الأراضي الروسية وصف وفاة ستالين وكواليسها بشكل كوميدي في أول مشاهد الفيلم عندما تلقى ستالين رسالة نصية من أحدى العازفات التي انتقدت سياساته في الحكم بشكل لاذع، تلك الرسالة أصابت ستالين بموجة سخرية شديدة تحولت لسعال حاد جعلته يسقط على الأرض مغشياً عليه لمدة 24 ساعة حتى وافته المنية.