«هوانم جاردن سيتي» مش بس مسلسل.. حكاية أول كمبوند لسكن البهوات والفنانين والأمراء

ارتبط اسم مسلسل «هوانم جاردن سيتي» الذي أذيع في التليفزيون المصري أواخر التسعينات، بأشهر أحياء العاصمة وأكثرها رقيًا ورفاهية، وهو السبب الذي من أجله تم إنشاء الحي عام 1906، في عهد الخديوى عباس حلمي الثاني، على طريقة الكمبوند المعروفة حاليًا، لذلك استحق أن يكون أول كمبوند في مصر.

أطول عمارة في مصر بجاردن سيتي

من بين مميزات حي جاردن سيتى، والتي أثارت جدلا كبيرا، وقت إنشاءه، بناء أطول عقار فى مصر في حينها، بسبب طوله الذي بلغ 35 طابقًا، وسميت بعمارة «بلمونت»، حيث رفض الدفاع المدني -آن ذاك- الفكرة لعدم وجود سلالم بهذا الطول لإنقاذ السكان، في حال وقوع أي حريق بالمبنى الضخم، وكذلك شركة المياه لعدم وصول المياه للأدوار العليا، التي كانت تعتمد وقتها على نظام الضخ وليس الطلمبات، إلى جانب اعتراض عدد كبير من المعماريين والمهندسين على طول العمارة،خوفا من تأثرها بالهزات الأرضية والرياح، ومع ذلك تم إنشائها، وتكلفت في ذلك الوقت ما يقرب من 300 ألف جنيه، على أن يضم كل طابق شقتان، إيجار الواحدة 30 جنيها.

عمارات عز الدين سكن المشاهير

يتميز حي جاردن سيتي بفخامة وعظمة طرازه المعماري المميز، إذ أن وحداته السكنية كانت بمساحات ضخمة تحتوى على عدد كبير من الغرف، كما أن به عدد من العمارات الشهيرة والقصور والفيلات، من بينها «عمارات سيف الدين»، العملاقة وشديدة الاتساع، وتشبه إلى حد كبير عمارة يعقوبيان الموجودة في شارع طلعت حرب بمنطقة وسط البلد.

ومن أشهر ساكني العمارة كانت الفنانة «ليلى مراد» استقرت بها أواخر الخمسينات حتى وفاتها، إلى جانب عمارة «وردة جاردن سيتي» التي كانت تملكها أيضا الفنانة ليلى مراد، وتقع في 6 شارع جمال الدين أبو المحاسن، وأيضا عمارات إلهامي.

 

شويكار عمارة الأفلام الشهيرة

يضم حي جاردن سيتي عمارة «شويكار» التي تم تصوير عدد من الأفلام السينمائية الشهيرة فيها، ومنها:«النداهة، وأنف وثلاثة عيون، والبيه البواب» وسميت بهذا الإسم، لأنها كانت تجاور قصر البرنسيسة شويكار الواقع في شارع معمل السكر.

كنيسة الدبارة

ومن أهم معالم الحي المميزة «كنيسة قصر الدوبارة»، الواقعة خلف مبنى مجمع التحرير، وتم بنائها عام 1938، وتتسم بطابع معمارى خاص. يميزها عن غالبية الكنائس الأخرى لتتماشى مع الطراز المعماري لحي جاردن سيتي.

كنيسة قصر الدوبارة

لكل نشاط شارع

شيدت العمارات والفيلات في جاردن سيتى شيدت بنفس الطراز المعماري الموجود للقاهرة الخديوية، بين الطراز المعماري الفرنسي والإيطالي والإسلامي، وخُططت الشوارع ليكون كل شارع مخصص لأمر معين، فكانت دائرية الشكل على نظام المدن الحدائقية، فتم إنشاء شارع للحرس، وأخرى للاسطبلات وشارع للخدم، والتي لا تزال معظمها يحتفظ باسمه حتى الآن، ومنها شارع النباتات والبرجاس والخشاب والديوان والحديقة وحوض اللبن، فكان الحي العتيق منطقة سكن طبقات الأمراء والسفراء والبكوات والأثرياء من علية القوم وكبر العائلات الارستقراطية.

احد مبانى جاردن سيتى

يقول أحمد محمد عبد المجيد، أقدم حارس عقار بالمنطقة: «أنا من مواليد 1932، وأعمل بمهنتي منذ أكثر من 60 عاما، قضتها كلها في جاردن سيتي، وعاصرت خلالها عدد كبير من الشخصيات المشهورة التي سكنت المنطقة، وشاهدت الحي عندما كان عدد سكانه قلائل، ولا يوجد ازدحام ولا سيارات بهذا العدد الكبير، ومن بين أشهر سكان الحي كانت الفنانة ليلى مراد وشريفة ماهر، ونادية لطفي والبرنس سراج الدين وعمة الملك والأمير عباس حليم» وعدد من الأمراء.