لدينا مصنع ونحتاج أربعة.. ننشر تفاصيل مواجهة الحكومة للأمراض والفيروسات الحيوانية والداجنة

تمثل اللقاحات والأمصال البيطرية، حجر الزاوية و أهم الأضلاع، في مثلث تربية وتنمية وتطوير الثروة الحيوانية والداجنة، وهى وجود الحيوان ثم التغذية، وثالثها الأمصال واللقاحات والعلاج البيطري، وكانت مصر قد بدأت هذا المشوار مبكراً جداً، عندما أنشأت معهد بحوث الأمصال واللقاحات البيطرية، في عام 1903، وكان يسمى وقتها"معمل السيرم"، والذي أُقيم على مساحة 23 هيكتاراً، أو مايساوي 55 فداناً، وكان يتبع وزارة الصحة وقتها، حتى عام 1914 عندما انتقلت تبعيته إلى وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي، كجزء من الطب البيطري، وكان من أهم مسئولياته تحضير"السيرم المناعي"، لوقاية الماشية من مرض الطاعون البقري، وقد شهد إنتاج اللقاحات المختلفة تدرّجاً منذ عام 1928 إلى 1978، كما صدر القرار الوزاري رقم 869 لسنة 1983، بإنشاء معهد بحوث الأمصال واللقاحات البيطرية،كمعهد مستقل يتبع مركز البحوث الزراعية وقتها.

الثروة الحيوانية

لقاح حمى الوادي المتصدع

في عام 1978، نجح المعمل في إنتاج لقاح حمى الوادي المتصدع، الذي وصل إلي الماشية المصرية في تلك الفترة، وتسبب في هلع بالأوساط الصحية نظراً لكونه مرضاً مشتركاً، وفي يوليو عام 1982، صدر قرار وزاري أصبح به معهد بحوث الأمصال واللقاحات مستقلا، عن معهد بحوث صحة الحيوان بالدقي، وقد اجتاحت مصر في تلك الفترة موجة وباء الطاعون البقري، فقام المعهد برفع طاقة الإنتاج من لقاح الطاعون البقرى النسيجي، من 3 مليون جرعة إلى 15 مليون جرعة سنويا، حتى تمكنت الوزارة والحكومة من السيطرة على المرض في عام 1985، وفي عام 1987 ومع ظهور موجة وباء الحمى القلاعية، قام المعهد أيضا برفع الطاقة الإنتاجية للقاح المرض من مليون جرعة إلي 6 مليون جرعة سنويا،وفي عام 1988 أصاب الأبقار المصرية مرض الجلد العقدي الفيروسي،وقد توصل المعهد بالاشتراك مع الهيئة العامة للخدمات البيطرية و كلية الطب البيطري جامعة القاهرة في حضور خبراء أمريكيين إلي نجاح تجربة باستخدام لقاح جدري الحصان العترة الرومانية،في تحصين الماشية ضد هذا المرض الوافد بمناعة تصل نسبتها من 76 إلى 85 ،وتم إنتاج 10مليون جرعة سنوياً،ومازال المعهد يقوم بواجبة ومسئولياته،حيث ينتج ما يقرب من 40 مصلاً و لقاحاً لأمراض مختلفة،لأنواع الحيوانات والطيور،بل إن انتاجيته دخلت مجال التصدير للدول العربية والإفريقية الشقيقة وهو ما يساهم في زيادة الدخل القومي.

الثروة الداجنة

الاستثمار فى الأمصال واللقاحات البيطرية

مرت سنوات الثمانينات والتسعينات،والمعهد يؤدى دوره لاينازعه فيه منازع،وفى 28 مايو 2017،بدأ الاستثمار الخاص،يعرف طريقه للأمصال واللقاحات البيطرية،عندما كشف الدكتور مجدى السيد،الأستاذ بكلية الطب البيطرى جامعة القاهرة،عن نفسه كأول مستثمر خاص،فى صناعة الأمصال واللقاحات البيطرية،وقال وقتها إن مصر تستورد سنوياً بحوالى 4 مليارات جنيه لقاحات وأمصالا،لحماية الثروتة الحيوانية والداجنة،التى تقدر استثماراتها بأكثر من 200 مليار جنيه،نصيب "الحيوانية"منها أكثر من 150 ملياراً،وأكد وقتها أن إنشاء 4 مصانع أخرى بخلاف مصنعه،بتكلفة تصل إلى 2 مليار جنيه،بواقع 500 مليون جنيه لكل مصنع،سوف تكون قادرة على توفير الاحتياجات المحلية المطلوبة،من الأمصال واللقاحات البيطرية،وتصدير الفائض للدول المجاورة عربياً وإفريقياً.

الأدوية البيطرية والأمصال واللقاحات

تقارير وزارة الزراعة

فى خطة وزارة الزراعة لعام 2019،رصدت التقارير عدداً من الأنشطة والبرامج،التى تهتم بتطوير وتحديث وعلاج الثروة الحيوانية والداجنة،وكان من ضمنها البرنامج البحثي لمعهد بحوث الأمصال واللقاحات البيطرية،ودراسات تطوير اللقاحات الفيروسية الحية والمثبطة،وكذلك دراسات تطوير اللقاحات البكتيرية والأمصال والأنتيجينات والمواد المشخصة،علاوة على دراسات تطوير اللقاحات الطفيلية واستخدام التقنيات التكنولوجية الحيوية،في إنتاج اللقاحات والأمصال والأنتيجينات والمواد المشخصة،إلى جانب البرنامج البحثي لمعهد بحوث التناسليات الحيوانية،ومواجهة الأمراض التناسلية الوبائية والمعدية،التي تسبب تدهور الثروة الحيوانية وإحداث الخلل في معدلات الإنتاج والتناسل.

أمصال ولقاحات بيطرية

نستورد ونعمل بتراخيص

من ناحيته،قال الدكتور محمد عبادى،إننا نعتمد حالياً على استيراد الامصال واللقاحات الحيوانية والداجنة من الخارج،وخاصة الاستيراد من دول لها سمعتها وشهرتها فى هذا المجال عالمياً،مثل هولندا والولايات المتحدة الأمريكية وألمانيا وأسبانيا وفرنسا،والفرنسيون على وجه الخصوص محترفون فى أمصال البط والتحصينات الخاصة به،كما توجد لدينا مصانع تنتج الأمصال واللقاحات،ولكن بترخيص من الشركات العالمية لهذه الدول،أو بالشراكة معها ،غير أنه فى مجالات الأدوية البيطرية والداجنة ،لدينا الإنتاج المصرى من مصانعنا،سواء القطاع الخاص أو الشركات الحكومية.

تحصين الحيوانات