«صوت الأمة» تحاور الألماني صاحب كتاب «شميت- السادات».. أسرار تكشف لأول مرة
الأحد، 03 مارس 2019 12:00 م محمد ثروت
- لقاء على ضفاف النيل غير مسار حياة «هيلموت شميت»
- شميت تعلم من السادات أهمية الدين لمنح السلام وأن أبناء إبراهيم يجب أن يكونوا أصدقاء
أكد المفكر الألمانى المعروف البروفيسور كارل جوزيف كوشيل رئيس المنتدى الإبراهيمى والأستاذ بجامعة توبنجن، أن المستشار الألمانى الأسبق هيلموت شميت تأثر بشخصية الزعيم الراحل أنور السادات، وأوضح كوشيل أن ملامح العلاقة الخاصة بين الزعيمين أوردها فى كتابه الذى ستصدر ترجمته للغة العربية قريبا، وقام بها المصرى دكتور محمود عبدالله الأستاذ بجامعة توبنجن.
وأشار كوشيل الذى زار القاهرة مؤخرا ضمن وفد ألمانى ضم 25 شخصية من أعضاء المنتدى الإبراهيمى لحوار الأديان ضم أكاديميين من توبنجن ومونستر ومعلمين فى المدارس الألمانية، إلى أن السادات كان يتبنى نظرية بناء مجمع للأديان يحج إليه أتباع الديانات الإبراهيمية بشكل واقعى وعملى، وهى فكرة أعجب بها الرئيس الأمريكى الأسبق جيمى كارتر ووزير خارجيته هنرى كيسنجر وطالما تحدثا عنها للعالم.
وأوضح كوشيل أن الفكرة جاءته عندما قرأ مذكرات المستشار الألمانى الأسبق هيلموت شميت 1996، وكان يشيد بالرئيس المصرى الراحل أنور السادات، وكيف كان لقاؤهما على ضفاف النيل عام 1977، فبحثت فى خلفيات ذلك اللقاء وعلاقة الزعيمين ببعضهما، وأثناء بحثى انتبهت إلى أن مئوية شميت تصادف نفس تاريخ مئوية السادات، فقد ولدا فى عام واحد 1918، الفرق بينهما يومان فقط فقد ولد شميت فى 23 ديسمبر بينما ولد السادات فى 25 ديسمبر. وقد عاش شميت فترة طويلة من العمر بلغت 97 عاما، ورغم ذلك لم يحدث أن التقيت به، فقد كان كتابا علميا يعتمد على الأرشيف والوثائق الخاصة بكل منهما وكتبت عنهما كتابا قام بترجمته للغة العربية الدكتور محمود عبدالله الأستاذ بجامعة توبنجن الألمانية، وقد أقام السفير المصرى ببرلين بدر عبدالعاطى احتفالية بهذا الكتاب.
وتحدث البروفيسور كوشيل عن أهم ما يجمع شميت بالسادات مؤكدا أنهما كانا زعيمين سياسيين كبيرين، وكان شميت يدعم مصر اقتصاديا، وقد تأثر المستشار الألمانى بالسادات الذى كان متدينا إلى حد كبير، بينما لم يكن شميت متدينا. ولكن بعد لقائه بالسادات فى مصر قاما برحلة نيلية 31 ديسمبر 1977، وقد أوضح السادات لشميت أهمية إبراهيم كأب للأنبياء والديانات الثلاث وأن التوراة والإنجيل والقرآن بينها مشتركات كثيرة، ولم يكن شميت يعرف ذلك، وبعد هذا اللقاء على ضفاف النيل، أدرك شميت أهمية الدين فى صنع السلام وتوظيفه سياسيا.
وأضاف كوشيل: كنت أتمنى أن تكون احتفالية مئوية السادات بشكل واسع، لأنه كانت له رؤية ومبادرة مهمة للسلام، وأنا منبهر شخصيا بشخص السادات، وأرى أن أفكاره ومبادراته ستعيش ليومنا هذا مثل صنع السلام ومجمع الأديان بسيناء.
كمؤرخ لم أكتب أى شىء من خيالى، بل اعتمدت على كتابات مهمة عن السادات منها كتابه البحث عن الذات، وهو بمثابة سيرة ذاتية للسادات وكذلك كتابى أرملته جيهان السادات والتى أصدرت كتابين هما «سيدة من مصر وأملى فى السلام»، وبما أننى لا أعرف اللغة العربية فقد ساعدنى الدكتور محمود عبدالله بمراجع عربية.
وقد التقيت جيهان السادات، ومما قالته لى: السادات كانت لديه رؤية ماتت بموته، ولكن الشباب مسؤل عن تفعيلها.
لقد كان السادات يتبنى نظرية بناء مجمع للأديان يحجون إليه بشكل واقعى وعملى، وهى فكرة أعجب بها الرئيس الأمريكى الأسبق جيمى كارتر ووزير خارجيته هنرى كيسنجر وطالما تحدثا عنها للعالم، ولذلك فإن ترجمة هذا الكتاب ونشره فى مصر، إحياء لمبادرة وفكرة السادات مرة أخرى.
لقد تأسس المنتدى الإبراهيمى منذ 25 عاما وهو من المنتديات القليلة التى تجمع أهل الأديان المختلفة أبناء أبينا إبراهيم، اليهودية والمسيحية والإسلام، لقد كان أبونا إبراهيم خليلا لله، ولذلك يجب أن يكون أبناؤه جميعا أصدقاء.
كوشيل والدكتورعبدالله
وأعرب كوشيل عن تفاؤله بمستقبل الحوار بين الأديان، مشيرا إلى هناك مؤشرات جيدة تحدث على الأرض وآخرها وثيقة الإخوة الإنسانية.