الإهمال والقتل وجهان لعملة واحدة.. كيف تسببت خناقة سائقين في وقوع حادث محطة مصر؟
الأربعاء، 27 فبراير 2019 09:00 م
أُثيرت حالة من الجدل بين مُتابعي حادث انفجار جرار قطار محطة مصر، فمنذ ساعات قليلة انتشرت الروايات التي تحمل الكثير من التوقعات دون أن يتم تأكيد معلومة واحدة عن سبب حدوث ذلك، ولكن المعلومة المؤكدة التي أكدتها المصادر الأمنية أن القطار كان دون سائق وقت اصطدامه بالمصدات، وهو الأمر الذي زاد من غموض الحادث، كيف لقطار خرج من إحدي ورش السكة الحديد متجهاً إلي أحد أرصفة المحطة يسير بدون سائق؟ علماً بأنه كان يسير بسرعة 80 كيلو متر مربع، وفقاً لما رصدته أبراج المراقبة وقت الحادث.
ودون أن نُفكر كثيراً في الأمر، فإنه يمكننا فك ذلك الغموض بربطه مباشرة بحالة إهمال جسيمة اعتادنا عليها من قبل عدد من العاملين في السكة الحديد، فهؤلاء دائماً كانوا سبباً في وقوع حوادث يذهب ضحيتها العشرات سواء داخل القطار أو خارجه، ففي السنوات الماضية شهدت هيئة السكة الحديد مجموعة من الحوادث كان السبب فيها إما سائق القطار أو الموظف المسئول عن تحويلات القطارات، فرغم المبالغ الطائلة التي أنفقتها وزارة النقل علي تركيب إشارات إلكترونية بديلة علي مدار 3 سنوات مضت، إلا أن العامل البشري كان دائماً سبباً في الحوادث.
أما عن قصة الإهمال الجسيم الذي تسبب في تلك الكارثة التي راح ضحيتها 20 شخص وإصابة العشرات من المواطنين، فبدأت بشجار نشب بين سائق القطار رقم 2302 ومساعده داخل إحدي الورش التابعة لهيئة السكة الحديد «أبو غاطس»، وخلال مشاجرتهما معاً كان القطار في وضع التشغيل، وفي لحظات من الغفلة وتثبيتاً لمبدأ الإهمال الذي يسير به الكثيرون من عمال الهيئة، انحدر الجرار علي قضبان القطار مُتجهاً إلي الرصيف رقم 6، حيث تبعد الورشة عن الرصيد بمسافة لا تتعدي 1300 متر تقريباً، حيث اتجه الجرار نحو الرصيف بسرعة تخطت الـ 70 كيلو متر.
اصطدم القطار المُتجه إلي رصيف رقم 6 بمبني هيئة السكة الحديد المواجهة للرصيف، بعدما تجاوز الجدار الخرساني الموجود عند المصدات، وتسبب ذلك الاصطدام الكبير في انفجار خزان السولار المُلحق بجرار القطار، وخلال 35 دقيقة فقط، اشتعلت النيران علي رصيف 6 بمحطة مصر، فقد ارتفعت أعمدة الأدخنة وسقط الضحايا والمُصابين بمختلف أنحاء الرصيف، وحاول عدد من العمال إنقاذ ما يمكن إنقاذه ومحاولة مساعدة المصابين في إطفاءهم.
وبعد أن حققت اللجنة التي شكلها الدكتور هشام عرفات، وزير النقل المُستقيل من منصبه بعد الحادث، مع أيمن الشحات السائق المُذنب ومع عمال التحويلات وأبراج المراقبة وبعد تفريغ الكاميرات الموجودة بمحيط الرصيف، تم السائق إلي ضباط الشرطة لاستكمال التحقيقات معه.
الغريب في الأمر أيضاً، أن السرعة التي يسير بها جرار القطار المتوجه من الورشة نحو أرصفة المحطة لا تتخطي سرعته 20 كيلو متر فقط، ومن الغريب أن السرعة هذه المرة تجاوزت الـ 60 كيلو متر، مما يُثير الكثير من علامات الاستفهام حول السائق المسئول عن إعطاء أمر التشغيل للقطار.