بالتزامن مع قمة فيتنام.. ماذا حدث بين الدولتين منذ لقاء ترامب و كيم جونج الأول؟
الخميس، 28 فبراير 2019 09:00 ص
لقاء تاريخى هو الثانى من نوعه جمع الرئيس الأمريكى دونالد ترامب برئيس كوريا الشمالية كيم جونج أون فى فيتنام حيث يأمل الزعيمان البناء على الاتفاق الذى تم التوصل إليه فى قمتهما الأولى التاريخية فى يونيو الماضى.
وفى تغريدة له قال ترامب إنه يتوقع هو وكيم استمرار للتقدم الذى تم إحرازه فى القمة الأولى فى سنغافورة، إلا أن صحيفة "واشنطن بوست" تقول إن هذا يثير تساؤلا مهما يصعب الإجابة عليه وهو هل يوجد بالأساس أى تقدم تم إحرازه؟
واستعرضت الصحيفة ما تم إعلانه فى القمة الأولى، وقالت إن الاتفاق الذى وقعاه لم يتضمن تفاصيل وتكون من 400 كلمة فقط فكان موجزا مقارنة بأغلب الاتفاقيات الدولية. ورغم أنه حدد أربع مجالات للاتفاق بين الجانبين، إلا أن إطار هذه المجالات كان غامضا للغاية حتى أن المحللين تساءلوا ما إذا كانت واشنطن وبيونج يانج لديهما نفس التفسير للوثيقة التى وقعها عليها ترامب وكيم.
فبحسب الاتفاق، تلتزم الولايات المتحدة وجمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية بتأسيس علاقات بين الطرفين بالتماشى مع رغبة شعبى البلدين للسلام والرخاء.. فرغم أن السلام والرخاء أهداف سامية، لكن لم يتضح ما الذى يعنيه العمل من أجلهم عمليا. لكن بعد القمة، شهدت محاولات تأسيس مجموعات عمل أمريكية كورية صعوبات كثيرة، وعانى وزير الخارجية مايك بومبيو لإحراز تقدم مع نظرائه فى كوريا الشمالية.
الأمر الثانى الذى ورد فى الاتفاق الموقع فى سنغافورة، هو أن الولايات المتحدة وكوريا ستضمان جهودهما لبناء نظام سلام دائم ومستمر فى شبه الجزيرة الكورية. ويعنى نظام السلام إنهاء الحرب الكورية التى بدأت عام 1953 وتوقفت دون أن يتم التوصل إلى سلام رسمى.
ورغم أن كوريا الشمالية أرادت إنهاء الحرب دائما بشكل رسمى، إلا أن الإدارات الأمريكية المتعاقبة طالما تحججت بأن المفاوضات لن تتم إلا بعد أن تتخلى بيونج يانج عن أسلحتها النووية. لكن هناك تشكك بأن ترامب قد يعلن نيته إنهاء الحرب أو حتى الاتفاق على اتفاق سلام.
إلا أن كلا الأمرين معقدين، كما تقول "واشنطن بوست"، لأنه ستظل حاجة لإشراك أطراف أخرى مثل الصين، كما أن هذا سيتطلب موافقة الكونجرس.
المجال الثالث والأهم فى الاتفاق هو تأكيد إعلان بانمونجوم فى 27 إبريل 2018، فإن كوريا تلتزم بالعمل نحو نزع كامل للسلاح النووى من شبه الجزيرة الكورية. فعندما التقى كيم مع نظيره الكورى الجنوبى مون جيه إن لأول مرة فى إبريل، وقع الاثنان إعلانا بالعمل نحو "شبه جزيرة كورية خالية من النووى".
لكن منع نزع السلاح النووى بالأكل غير واضح بالضرورة، فالولايات المتحدة ترى أن المقصود به إنهاء تام وموثوق منه ولا يمكن التراجع عنه للبرنامج النووى لكوريا الشمالية. إلا أن بيونج يانج ربما يكون لديها تعريف أوسع بشمل إزالة القاذفات الأمريكية والمسلحة نوويا وكذلك الغواصات من المنطقة أو حتى خروج كل القوات الأمريكية من كوريا الجنوبية.
الأمر الرابع والأخير فى الاتفاق بين الطرفين هو التزامهما باستعادة رفات القوات الأمريكية التى خاضت الحرب الكورية، وكان هذا الجزء هو الأقل غموضا والأكثر نجاحا . حيث تم استعادة رفات 55 فى احتفال أقيم فى يوليو. لكن الولايات المتحدة سترغب فى استعادة المزيد من كوريا الشمالية والسماح للباحثين الأمريكيين بالدخول إلى البلاد للبحث عن الرفات.