اليمن × 24 ساعة.. الحكومة الشرعية vs الميليشات الحوثية
الخميس، 28 فبراير 2019 06:00 ص
لا يمر يوما واحدا إلا وترتكب فيه الميليشيات الحوثية فى اليمن كارثة إنسانية ضد الشعب اليمني، فلا زالت تلك الميليشيات المدعومة من إيران تواصل خرقها لوقف إطلاق النار في محافظة الحديدة غربي اليمن، فمنذ محاولتهم السيطرة الكاملة على اليمن، ارتكب الحوثيون أفظع الجرائم البشرية فى حق الشعب.
وقد انطلق مؤتمر المانحين لدعم اليمن برعاية أممية، في مدينة جنيف السويسرية أمس بدعوة من الأمم المتحدة للدول الأعضاء والمؤسسات الحكومية والأهلية للإسهام في المؤتمر بهدف دعم الشعب اليمني، معلنة فى بيان لها أن الاستجابة الإنسانية لليمن في العام 2019، تدور حول 5 أهداف ذات أولوية أساسية وهي مساعدة ملايين السكان على التغلب على الجوع، في حين يكمن الهدف الثاني في العمل على الحد من تفشّي الكوليرا والأمراض المُعدية.
ومن ضمن الأهداف التى وضعتها الأمم المتحدة، تعزيز كرامة الأسر النازحة، بينما يتمثل الهدف الرابع في تقلیل مخاطر النزوح والعنف ضد المدنيين، أما الهدف الخامس فهو الحفاظ على قدرة مؤسسات القطاع العام لتقدیم الخدمات الأساسية المنقذة للأرواح، وقد أكدت منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في اليمن ليز غراندي، أن الأمم المتحدة وشركاءها في العمل الإنساني أطلقوا، في 18 فبرایر الجاري، خطة الاستجابة الإنسانية لليمن، التي تسعى للحصول على 4.2 مليارات دولار لتوفير المساعدات المنقذة للأرواح إلى 21.4 مليون شخص هذا العام، مؤكدة فى الوقت ذاته أن هذا المؤتمر هو أكبر نداء استغاثة إنساني موحّد لليمن تمت الدعوة إليه على الإطلاق.
وهذا المؤتمر يسمى " المانحين"، وهو الثالث من نوعه، برعاية الأمم المتحدة وسويسرا والسويدوبحضور الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، ووزيرة خارجية السويد مارجو وولستروم، والمستشارة الفيدرالية سيمونيتش سوماروجا، وعدد كبير من الوزراء والمسؤولين من أنحاء العالم، ورئيس الوزراء اليمني معين عبدالملك، الذى أكد في كلمته أمام المؤتمر أن الحكومة اليمنية تحاول التخفيف من حدة الأزمة الإنسانية، مذكراً المجتمع الدولي بممارسات الحوثيين الذين يتعمدون نهب المساعدات الإنسانية.
وقد أعلن عبدالله الربيعة، مدير مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، عن تبرع السعودية بمبلغ 500 مليون دولار، لتمويل خطة الاستجابة الإنسانية لليمن التي أطلقتها الأمم المتحدة، فيما قالت وزيرة الدولة الإماراتية للتعاون الدولي ريم الهاشمي إن الإمارات تتخذ كافة الخطوات لمساعدة اليمنيين للتغلب على محنتهم، وأعلنت تقديم دولة الإمارات العربية المتحدة مبلغ 500 مليون دولار لمساعدة اليمنيين، كما أعلنت الكويت تخصيص 250 مليون دولار لدعم العمل الإنساني في اليمن.
وفى الملف اليمني أيضا، رفض الحوثيون يجددون رفضهم الانسحاب من موانئ الحديدة، بحسب مصادر في لجنة تنسيق إعادة الانتشار، حيث أكدت أن الميليشيات لم تحدد موعد آخر لتنفيذ المرحلة الأولى من إعادة الانتشار، بعد تأجيل التنفيذ الذي كان مقرراً الاثنين الماضى، إثر رفض ميليشيات الحوثي مجدداً، مشيرة إلى أن رئيس اللجنة ورئيس بعثة المراقبين الدوليين الجنرال مايكل لوليسغارد أبلغ الفريق الحكومي في اللجنة أنه ما زال يخوض مزيدا من النقاش مع المتمردين، لإنقاذ اتفاق إعادة الانتشار المهدد بالانهيار جراء تسويف الحوثيين منذ توقيع اتفاق السويد منتصف ديسمبر الماضي، يأتى ذلك بعد أن كان مقررا أن يبدأ الحوثيون بتنفيذ الخطوة الاولى من إعادة الانتشار بالانسحاب من ميناءي الصليف ورأس عيسى.
لم ينكث الحوثيون بوعدهم فقط بل بالتزامن مع فشل تنفيذ المرحلة الأولى من اتفاق إعادة الانتشار، تواصلت خروق قرار وقف إطلاق النار في الحديدة، حيث تبادلت القوات المشتركة والمتمردون القصف في الأحياء الشرقية لمدينة الحديدة. واتهمت المقاومة المشتركة الحوثيين بتنفيذ محاولة تسلل نحو مواقعها في شارع الخمسين، كما تصدت المقاومة خلال ساعات الليل لهجوم للحوثيين على مدينة حيس من عدة اتجاهات، فيما شهدت الدريهمي والتحيتا تبادلا للقصف بين الطرفين، كما اتهمت المقاومة الحوثيين بالاستمرار في حفر الخنادق والأنفاق في الدريهمي شرق الحديدة والدفع بالتعزيزات والمعدات القتالية الثقيلة والمتوسطة.
يأتي الهجوم الحوثى بشكل متكرر في الأيام الماضية، بعد أن شهدت جبهات القتال مديرية كُشر في محافظة حجة اشتباكات متقطعة بعد صد قبائل حجورهجمات متكررة لميليشيات الحوثي. وأفادت مصادر ميدانية باستمرار قصف الحوثيين على القرى في حجور، فيما شنت مقاتلات التحالف العربي فجر الثلاثاء سلسلة غارات استهدفت مركبة تقل مسلحين حوثيين شرقي كُشر. كما استهدف القصف مركبة أخرى تقل تعزيزات للحوثيين في قفلة عذر بمحافظة عمران الحدودية مع كُشر.
منظمات حقوقية يمنية أكدت أن هذه الاشتباكات أسفرت عن مقتل وإصابة 105 من المدنيين جراء الهجوم الذي تشنه ميليشيات الحوثي الانقلابية على قبائل حجور منذ أكثر من ثلاثة أسابيع، وأن المدنيين من الأطفال والنساء هم الأكثر تضرراً منذ بدء هجوم الحوثيين على قبائل حجور مطلع الشهر الجاري، و أن القصف تسبب في تشريد حوالي 900 أسرة، أي ما يقارب 5 آلاف شخص نزحوا من كُشر التي يقطنها نحو 75 الف نسمة، إلى مناطق قارة ووشحة ومستبأ والبعض الى قرى داخل كُشر، ويعيشون في ظروف إنسانية صعبة.
ومن جهة أخرى، قالت منظمة "هيومن رايتس ووتش"، إن السلطات القطرية تهدد بترحيل مواطن يمني قسراً دون النظر في طلب اللجوء الذي قدمه، لافتة إلى أنه يقيم في قطر مع زوجته وطفليه الصغيرين، مشيرة إلى أن الحكومة القطرية لم تطبق حتى الآن القانون الصادر في سبتمبر 2018، والذي يحدد معايير منح اللجوء وحقوق ومزايا من يُمنحون حق اللجوء في البلاد.
ويبدو أن قطر لا تأوى إلا الإرهابين، فهى ترفض طلب لجوء المواطن اليمني، في وقت تستضيف البلاد عشرات المدانين بأعمال إرهابية في بلادهم وخصوصا من جماعة الإخوان، وقد قالت لما فقيه، نائبة مديرة قسم الشرق الأوسط في هيومن رايتس ووتش، إن قطر بامتناعها عن تطبيق قانون اللجوء، يبدو أن السلطات القطرية تتخلى عن وعد الحماية الذي قدمته إلى طالبي اللجوء عام 2018، لذا ينبغي لقطر إعداد الإجراءات اللازمة بسرعة لمنح ملتمسي اللجوء فرصة تقديم طلباتهم ومتابعتها، والتوقف عن إبعادهم.